عاطف شقير - النجاح الإخباري - يقبع خلف قضبان الاحتلال أسرى فلسطينيون، تعرضوا لصنوف من العذابات الإسرائيلية التي تتناقض مع المواثيق الدولية، وكما أنّ صحتهم مهددة بفعل الإهمال الطبي المتعمد الذي تمارسه إدارة السجون بحقهم، وها هو الأسير المحرر "عدي رضوان عياش" من قرية رافات والبالغ من العمر (25) عامًا يروي لـ "النجاح الإخباري" خيوط هذه المعاناة.

تعذيب محرم دوليًّا

 يقول: تمارس سلطات الاحتلال العديد من وسائل التعذيب والضغط الجسدي والنفسي منها تغطية الوجه والرأس، حيث يتعرض المعتقل لتغطية وجهه بكيس قذر، مما يؤدي إلى تشويش عقله وإعاقة التنفس لديه.

وكذلك الشبح أي وقوف أو جلوس المعتقل في أوضاع مؤلمة لفترة طويلة وغالباً ما يتم إجلاس المعتقل على كرسي صغير لا تتجاوز قاعدته (25سم × 25سم) وارتفاعه حوالي (30سم ) وتقيد يديه إلى الخلف.

وأضاف عيّاش أن سلطات الاحتلال تحرم الأسير من النوم لفترات طويلة، وكذلك الحرمان من الطعام إلا بالقدر الذي يبقى المعتقل حيّاً، ولا يتم إعطاء المعتقل الوقت الكافي لتناول الطعام.

 وبهذا الصدد، عقب رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين "الأستاذ عيسى قراقع" على قضية تعرض الأسرى للتعذيب في سجون الاحتلال قائلًا: " تعذيب الأسرى هو جريمة من جرائم الحرب وهو مخالف لكل القوانين الدوليّة، وقد تمّ توثيق العديد من التقارير والشهادات للأسرى الذين تعرضوا للتعذيب وتمّ رفعها من قبل هيئة الأسرى إلى المحكمة الجنائية لتكون من بين القضايا التي تبحث وتحقق فيها وهي من ضمن قضايا وجرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين.

وأضاف "يفترض أن تتخذ مؤسسات مثل مؤسسات حقوق الانسان والأمم المتحدة قرارات بوقف التعذيب والوقف بوجه الاحتلال ضد جرائمه بحق الإنسان الأسير بشكل خاص والإنسان الفلسطيني بشكل عام، كما عليها أن تتخد قرارات بشأن حكومة الاحتلال الإسرائيلي بسبب عدم التزامها بمعايير الإنسانية بوقف التعذيب لأنه مخالف لكل القوانين والشرائع الإنسانية.

إهمال طبي متعمد

يروي الأسير المحرر عدي معاناته قائلًا: تتعمد إدارة السجون والمعتقلات الإسرائيلية الخاصة بالفلسطينيين إلى عدم توفير طاقم طبي كافي لعلاج الأمراض التي تصيب المعتقلين سيما في أقبية التحقيق، كما أنّ غياب اللوازم الطبية داخل السجون الإسرائيلية يزيد من حدّة تدهور   الأوضاع الصحيّة للأسرى، حيث تساوي إدارة السجون بين المريض بصداع وبين مريض القلب أو التهاب الرئة بإعطاء كل منهم حبة واحدة من المسكن (أكامول) مع إرشاد طبي بضرورة شرب الماء.

وفي هذا السياق يقول قراقع "نحن نتابع موضوع الأسرى بشكل مكثف ونقدم طلبات للإفراج عن الأسرى من ذووي الحالة الصحية الصعبة، كما وقدمنا شكاوى للجهات والمحاكم الإسرائيلية بهذا الشان إضافة للصليب الأحمر الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان لتقديم العلاجات اللازمة للأسرى المرضى ونقلهم للمستشفيات وإجراء فحوصات طبية للمعتقلين.

كما وأشار قراقع إلى أنّ من مطالب الأسرى الأساسية في الإضراب المقرر بتاريخ (17\4\2017) هو موضوع العلاج والإهمال الطبي وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة للمعتقلين.

عزل عن العالم

يقول الأسير المحرر عدي عياش: يوضع الأسير الأمني المعزول في أقسام الأسرى الجنائيين حيث يتعرض لكل أشكال الإساءة والشتائم وكذلك الإساءة إلى المشاعر الدينية والإزعاج المستمر بالموسيقى الصاخبة والطرق المستمر على الأبواب من الجنائيين والشرطة والعد المتكرر كل فترة قصيرة.

وكما أنّ العزل عقوبة لا تكون مسقوفة بفترة زمنية و يتجدد باستمرار والأسوأ من ذلك أنّ ما يسمى بمحكمة تمديد العزل هي مجرد محكمة صورية ويتم تمديد المعتقل بناء على معلومات سريّة.

ويختتم الأسير عيّاش بالقول: لكن نحن الأسرى نتحدى كل هذه الصعوبات ونحب الحياة، فلقد التحقت بدورة الصحافة والاعلام في السجون وتخرجت منها، ونحن في هذه الأرض باقون ما بقى الحجر والزيتون.