احمد الشنباري - النجاح الإخباري - منذ ساعات الصباح الاولى يخرجون يمتشون لوازمهم واغراضهم ليس لرحلة ترفيهية او لإكتشاف شيئا ما، بل للعمل في مهنة ما يعرف ب " تعديل الحديد" شبابٌ في مقتبل العمر ترى في وجوههم تفاصيل معاناتهم وحياتهم الاكثر ضنكا، فحال قطاع غزة المحاصر فرض عليهم العمل في ما فرزته آلة الحرب الاسرائيلية بعد ان دمرت احياء بأكملها في القطاع.

ويعمل الكثير من الشباب فيما اصبح شائعا او ما يطلق عليه بعمال المهدة  فالشاب محمد ابو عودة ، لا ينقطع عن ضرب سطح المنزل الآهل للسقوط بهدف استخراج الحديد منه يقول لـ"النجاح الاخباري" "نتوجه الى هذا المكان الساعة السادسة صباحًا ونبدأ بالعمل وكما ترى نحاول ان نجعل الحديد مكشوفاً بعد ضرب السطح بالمهدة ومن ثم نقوم بتعديله".

ويضيف الشاب " هذا العمل ليس سهلاً ومؤلم جداً لكن لا يوجد بديل عنه ".

وعن قوت يومهم الذي يبدأ بإشراقة الشمس وينتهي بمغيبها يقول "بالكاد نحصل على قوت يطعم عائلاتنا فبملغ 30 شيكلا لا يفعل الا القليل".

ولم ينتهي العمل عند هذا الحد ففي كل مكان في قطاع غزة تندهش من تجمعات الشبان بين اكوام من الحديد، وترى سواعدهم تسحب وتبدأ في تعديل الحديد المستخدم في البناء مرة اخرى.

الشباب محمود الذي يعمل مع اخوته في هذه المهمة يقول " ليس لدينا مصدر رزق نعمل ساعات طويلة لنملأ رفوفنا من الطعام ".

ويضيف "العمل في تعديل الحديد خطر جدا وكثيرا ما نتعرض للإصابات نتيجة الحديد المتناثر، مشيرا إلى لقمة العيش التي تدفعهم لذلك.

وفي مكان آخر شمال قطاع غزة يعمل الشاب الثلاثيني رائد في تجارة الحديد المستخدم كمهنة اساسية له ولعائلته ويقول لمراسنا "بعد حرب 2014 فكرت في مشروع استثماري يعود علي بالنفع ففكرت في تجارة الحديد المستخرج من البيوت المهدمة والعمل في تجارته، مضيفاً " كثيرة هي البيوت المهدمة وكثيرا ما يطلب الحديد المستخدم لأنه رخيص ويصلح في الكثير من أعمال البناء".

ويكمل الشاب رغم الظروف الصعبة التي نعيشها الا اننا نحقق شيئا لعائلاتنا من خلال تجارة الحديد المستخدم.