هبة أبو غضيب - النجاح الإخباري - شاب متواضع وصاحب أخلاق عالية، ولا يختلط بالناس كثيرًا، باستثناء جدته والتي كان لها الحصة الكبرى في مجالسته وتكريس وقت فراغه لها، لا ينتمي لأي فصيل سياسي، بشهادة أصدقائه وعائلته، يعمل بمهنة الحدادة مع والده، ملتزم منذ سنوات بأداء صلاة الفجر في المسجد الأقصى المبارك يوميًَا، وبعد الصلاة يذهب مباشرة للعمل مع والده ليعود مساء ، ويصلي العشاء ويخلد للنوم.

 ذنبه الوحيد تقربه من الله عز وجل، وأداء صلاة الفجر في رحاب المسجد الأقصى المبارك.

بعد خروج مطر من الصلاة أوقفته قوات الاحتلال، واحتجزته في مركزها في باب الأسباط بحجة التحقيق معه، وما أن التفت وخرج بعد التحقيق معه غدرت به قوات الاحتلال، وأطلقت نيرانها عليه، وأعدمته بدم بارد بذريعة شروعه في تنفيذ عملية طعن.

ارتقى الشهيد المقدسي إبراهيم مطر البالغ من العمر خمسة وعشرين ربيعًا، تاركًا أحاديث جدته وشقيقته المصابة "بمتلازمة داون" والبالغة من العمر سنة واحدة فقط، وعائلته.

ولم يكتف الاحتلال بحرمان عائلته منه، بل اقتحمت قوات الاحتلال منزل الشهيد في جبل المكبر في القدس، واعتقلت والده ووالدته وشقيقه وعمه بذريعة مساعدته في تنفيذ عملية الطعن، كما عاثت الفوضى في المنزل وقلبت غرفة الشهيد رأسًا على عقب، ودبّت الذعر في قلوب أطفال المنزل، وواصل الاحتلال وحشيته مدمّرًا خيمة العزاء، كما فرضت طوقًا أمنيًّا على مداخل البلدة ونصبت الحواجز لتفتيش الشبان والمركبات.

أيوب مطر عم الشهيد ابراهيم مطر أكد لـ"النجاح الإخباري"  أن إبراهيم بريء، قائلاً: "أداء إبراهيم صلاة الفجر يوميًّا استفز الاحتلال على ما يبدو".

ونوّه مطر إلى أن أشرطة تسجيل المراقبة وشهود العيان في المنطقة تؤكد  أن الشهيد بريء، وشدّد على أنه فور الإفراج عن ذوي الشهيد ستتحرك العائلة لكشف أكاذيب الاحتلال، وتطالب بعرض أشرطة الفيديو، بالإضافة إلى شهادات شهود العيان، لافتًا إلى أن العائلة لا تملك أي معلومات عن أماكن تواجد ذوي الشهيد.

وفي السياق ذاته يؤكد مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية زياد حموري لـ"النجاح الإخباري" أنّ الاحتلال لم ينشر تحقيقًا كاملًا أبدًا في ادعاءات عمليات الطعن والدهس، بالرغم من المطالبات العديدة من المؤسسات الفلسطينية بتشكيل لجان تحقيق دولية، منوّهًا إلى أن الكثير من الكاميرات رصدتْ وضع سكاكين بجانب الشهداء بعد إعدامهم، في ظل شهادات فلسطينية وإسرائيلية ومن أوساط الاحتلال بتزوير تلك القضايا.

"وفي المقابل يقرّ الكنيست أحكامًا عالية بحق الأطفال الفلسطينين دون تهم حقيقية وسط ترهيب واضح لهم ولعائلتهم وللمجتمع الفلسطيني، تصل إلى عشرين عامًا ومؤبدات مدى الحياة." أضاف حموري.

ولفت حموري لـ"النجاح الإخباري"، إلى أن أكثر من أربع روايات نُشرت على مرأى الشهود فيما يخصّ قضية الشهيد مطر إحداها تشير إلى أنه احتجز بناء على مخالفة.

واستنكر حموري ما يحدث في القدس قائلا: "أصبح الشباب المقدسي بحالة ذعر يخاف حتى من رفع يده أو وضعها بجيبه عند مصادفته لجنود الاحتلال فأي حركة تؤدي لاغتياله تحت مسمى "اشتبهوا به".

وطالب حموري خلال حديثه مع "النجاح الإخباري"، بوجود مراقبين دوليين لمراقبة وحماية المقدسيين، وطالب المجتمع الدولي أن يتحرك، ولكنه لا يملك إرادة سياسية ليقوم بالدور المطلوب منه، مشددًا على أن المجتمع الدولي سيتحرك في حال تعلق الأمر بإسرائيل.

وأشار حموري إلى أن إسرائيل تتبع سياسة الترهيب لترحيل المقدسيين، مؤكدًا أن المخطط التهويدي للمدينة انتهى، والمعركة الموجودة حاليًّا تعلن بشكل واضح التهجير وإخلاء المدينة، بالإضافة إلى الضغط الاقتصادي وفرض الضرائب على التجار، عدا عن عمليات الهدم.

يذكر أنه خلال الهبة الشعبية الفلسطينية عام (2015)، استشهد أكثر من 285 فلسطينيًّا في أعمال عنف تخللتها مواجهات بين الطرفين، وتعددت جرائم الاحتلال بذرائع تنفيذ عمليات طعن، ودهس ليواصل الإحتلال سياسته الممنهجة من قتل واعتقال وهدم.