النجاح الإخباري - حذّرت منظمات إنسانية تابعة للأمم المتحدة من أن نحو مليون امرأة وفتاة في قطاع غزة يواجهن خطر المجاعة، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي وعرقلة إدخال المساعدات.
وأعلن برنامج الأغذية العالمي، اليوم الثلاثاء، أنه عاجز عن إدخال الكميات الضرورية من الإمدادات الإنسانية إلى القطاع.
وأكدت المنظمات الأممية، في بيان مشترك، أنها لم تتمكن حتى الآن من إيصال الكميات المطلوبة من الغذاء والدواء إلى غزة، وطالبت إسرائيل بالامتثال للقانون الدولي عبر حماية المدنيين وضمان وصول الدعم الإنساني إليهم.
وفي السياق ذاته، أصدر "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" تحذيراً جديداً، اعتبر فيه أن قطاع غزة بات على شفا المجاعة، مشيرًا إلى أن تفشي الجوع وسوء التغذية والأمراض يسهم بشكل مباشر في ارتفاع الوفيات.
وأظهرت مراجعة أممية حديثة أن استهلاك الغذاء بلغ حد المجاعة في معظم مناطق القطاع، مع تسجيل حالات سوء تغذية حاد في مدينة غزة تحديداً. وأكد تقرير أممي نُشر اليوم أن جميع سكان قطاع غزة (100%) يواجهون درجات حادة من انعدام الأمن الغذائي، في ظل حرب الإبادة المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وبحسب وزارة الصحة في غزة، فقد ارتفع عدد الشهداء نتيجة التجويع والحصار الإسرائيلي إلى 147، من بينهم 88 طفلاً، حتى مساء أمس الإثنين.
وفي تصريح خاص، أكد الدكتور محمد أبو عفش، مدير الإغاثة الطبية في غزة، أن حليب الأطفال لم يدخل إلى القطاع منذ أشهر، مما يعرّض حياة آلاف الأطفال لخطر الموت بسبب نقص التغذية.
من جهته، قال مسؤول في لجنة الطوارئ بغزة إن المساعدات التي تدخل القطاع "لا تكفي سوى نصف يوم فقط"، مشدداً على ضرورة تحرك عربي حقيقي، داعياً إلى تجاوز الإدانة اللفظية واتخاذ خطوات ملموسة لوقف المجازر ورفع الحصار.
وفي إحاطة إعلامية عبر الفيديو من جنيف، قال روس سميث، كبير مستشاري البرامج الإقليمية في المكتب الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي بشرق ووسط أفريقيا، إن البرنامج لم يحصل على التصاريح المطلوبة لإدخال الشحنات المطلوبة.
وأشار إلى أن معدلات سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة ارتفعت بمقدار أربع مرات في بعض مناطق القطاع، والتي تجاوزت مرحلتين من أصل ثلاث على سلم تصنيف المجاعة.
وأكد سميث أن "الوقت ينفد" لإطلاق استجابة إنسانية شاملة في غزة، محذراً من كارثة إنسانية غير مسبوقة في حال استمرت الأوضاع على ما هي عليه.
وتعيش غزة اليوم أسوأ كارثة إنسانية في تاريخها، حيث يتفاقم الجوع القاتل تحت وطأة حرب إبادة جماعية تشنها "إسرائيل" بدعم أميركي، وسط استمرار إغلاق كافة المعابر منذ الثاني من مارس/آذار 2025، وعرقلة دخول معظم المساعدات الغذائية والطبية.