النجاح الإخباري - شن الاحتلال الإسرائيلي الليلة الماضية اعتداءات واسعة على عدة مدن وبلدات بالضفة الغربية، حيث اقتحم نابلس وقباطية ووسّع من أوامر الإخلاء في منطقة جبل النصر .
ويواصل جيش الاحتلال عمليته العسكرية واسعة النطاق «السور الحديدي» في مخيمات شمال الضفة الغربية، حيث تدخل العملية يومها الـ121 في مدينة ومخيم جنين، واليوم الـ115 في مدينة ومخيم طولكرم، والـ102 في مخيم نور شمس، وسط تعزيزات عسكرية متواصلة وفرض سيطرة مشددة على المخيمات.
وأفادت مصادر بأن جيش الاحتلال وسّع من أوامر الإخلاء في منطقة جبل النصر غرب مخيم نور شمس، شرق طولكرم، وأجبر عدداً من العائلات الفلسطينية على إخلاء منازلها، تمهيدًا لتحويلها إلى ثكنات عسكرية. كما نفذت وحدات الهندسة العسكرية تفجيرًا لعدد من العبوات الناسفة، زعمت وسائل إعلام إسرائيلية إنه تم العثور عليها خلال عمليات تفتيش داخل المخيم.
وفي محيط مخيم طولكرم، كثف جيش الاحتلال من انتشار قواته الراجلة وتحركات آلياته العسكرية، ضمن إجراءات الحصار المفروض لمنع عودة النازحين إلى المنطقة.
أما في مخيم جنين، فقد دفع الاحتلال بتعزيزات عسكرية كبيرة، وشن حملة مداهمات واسعة في مناطق محيطة، فيما شهدت قرى وبلدات عدة في المنطقة مواجهات عنيفة بعد اقتحامها.
وبحسب اللجنة الشعبية لمخيم جنين، فإن عدد النازحين جراء العملية العسكرية تجاوز 22 ألف مواطن، في حين قُدر عدد المباني السكنية المدمرة داخل المخيم بنحو 700 منزل وبناية.
وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التحذيرات من تفاقم الأوضاع الإنسانية داخل هذه المخيمات، في وقت تواصل فيه قوات الاحتلال عملياتها دون مؤشرات على قرب انتهائها.
حصار كفر الديك وبروقين
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الثامن على التوالي، فرض حصار أمني مشدد على بلدتي كفر الديك وبروقين غرب مدينة سلفيت، وسط الدفع بتعزيزات عسكرية و المئات من الجنود والقوات الراجلة، وتحويل عدد من المنازل الفلسطينية إلى ثكنات عسكرية.
وأفادت مصادر بأن قوات الاحتلال أخطرت أحد المنازل في بلدة كفر الديك بضرورة الإخلاء الفوري تمهيدًا لهدمه، بحجة البناء في مناطق مصنفة «ج» وفق اتفاق أوسلو، في وقت تواصل فيه عشرات الجرافات الإسرائيلية عمليات تجريف واسعة وشق طرق جديدة في أراضي المواطنين لتأمين عبور المستوطنين في مناطق مكشوفة وآمنة.
وبحسب مصادر محلية، فإن مجموعة من المستوطنين ما زالت تواصل التمركز داخل خيمة نُصبت قرب مدخل بلدة بروقين منذ أيام، وسط تصاعد المخاوف من أن تتحول هذه الخيمة إلى نواة لبؤرة استيطانية جديدة تهدد بمصادرة مزيد من الأراضي الفلسطينية وتقييد حركة السكان.
وشهدت البلدتان، خلال الأيام الماضية، حملة اعتقالات وتحقيقات ميدانية متواصلة، في إطار ما وصفه جيش الاحتلال بـ«عملية ملاحقة منفذ عملية إطلاق النار» التي وقعت الأسبوع الماضي في المنطقة.
وتحذر مؤسسات حقوقية فلسطينية من خطورة التصعيد الإسرائيلي في سلفيت، خاصة مع استمرار الاستهداف الممنهج للبنية التحتية والأراضي الزراعية، ما يعمق معاناة المواطنين ويهدد مستقبل الوجود الفلسطيني في المنطقة.
اقتحامات في نابلس
كما شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة اقتحامات ومداهمات واسعة في مدينة نابلس والبلدة القديمة بعدد من الاليات العسكرية من عدة حواجز محيطة بالمدينة.
وأفادت المصادر بأن قوات الاحتلال داهمت بنايات سكنية ومحال تجارية داخل البلدة القديمة من نابلس، ونفذت جولات ميدانية في أزقتها، دون أن يتم التبليغ عن إصابات أو حالات اعتقال حتى اللحظة.
وفي سياق متصل، اقتحمت قوة عسكرية إسرائيلية حي القرعان في مدينة قلقيلية، واعتقلت شابًا بعد مداهمة منزله وتفتيشه بشكل تعسفي، قبل أن تنسحب من الموقع.
وتأتي هذه الاقتحامات ضمن تصعيد ميداني تشهده مناطق متفرقة من الضفة الغربية، وسط مخاوف من اتساع رقعة العمليات الإسرائيلية وما يصاحبها من انتهاكات ضد المدنيين وممتلكاتهم.
اقتحام قباطية
واقتحمت قوات الاحتلال بلدة قباطية جنوب مدينة جنين، بعشرات الآليات والعربات العسكرية، مدعومة بفرق هندسية وقوات راجلة، وسط تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية في أجواء البلدة.
وأفاد شهود عيان بأن قوات الاحتلال شرعت في عملية اقتحام واسعة، تخللها تنفيذ حملة مداهمات طالت عشرات المنازل الفلسطينية، وأسفرت عن تسجيل حالات اعتقال، إلى جانب تحقيق ميداني مع عدد كبير من المواطنين.
من جهته، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني عن إصابة شاب بجراح خطيرة خلال الاقتحام، حيث جاء في بيان صادر عنه أن الطواقم الطبية تعاملت مع إصابة شاب بالرصاص الحي في البطن نقل على إثرها للمستشفى لتلقي العلاج.
وذكرت مصادر محلية أن جنود الاحتلال تعمدوا تدمير محتويات المنازل التي تمت مداهمتها، في مشهد وصفه السكان بأنه «وحشي وممنهج»، يهدف إلى بث الرعب وإلحاق أكبر قدر من الأذى.
وفي سياق متصل، نفذت جرافات عسكرية إسرائيلية أعمال تجريف وتدمير للبنية التحتية داخل البلدة، شملت خطوط الكهرباء والمياه وشبكات الصرف الصحي، في أكثر من موقع.
وأكدت المصادر ذاتها أن هذه هي المرة الثانية خلال فترة قصيرة التي ينفذ فيها الاحتلال عملية تدمير بهذا الحجم في قباطية.
ويأتي هذا الاقتحام في ظل تصاعد التوتر في محافظة جنين، وسط تحذيرات من تفاقم الأوضاع الميدانية، خاصة في ظل اتساع نطاق العمليات العسكرية التي تنفذها قوات الاحتلال في مدن وبلدات الضفة الغربية.