النجاح الإخباري - للشهر الرابع على التوالي، تتواصل انتهاكات الاحتلال في الضفة الغربية، من عمليات اغتيال واعتقال وهدم منازل وبنايات وتخريب طرق وبنى تحتية.
انتهاكات متواصلة ينفذها جيش الاحتلال في الضفة الغربية، من عمليات عسكرية واغتيال واعتقال وهدم منازل وتخريب طرق وبنى تحتية، تتزامن مع هجمات المستوطنين ضد الفلسطينيين.
وتستمر العملية العسكرية الإسرائيلية في مدن الضفة، خاصة الشمالية، للشهر الرابع على التوالي، مخلفة عشرات الشهداء ومئات الجرحى والمعتقلين وعشرات الآلاف من النازحين.
وفي جنين، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه المتصاعد على المدينة والمخيم لليوم الثالث عشر بعد المئة على التوالي، في إطار سياسة عسكرية ممنهجة تعتمد على التصعيد المستمر والاقتحامات اليومية.
وأفاد مراسل الغد بأن قوات الاحتلال دفعت خلال الساعات الماضية بتعزيزات عسكرية إضافية إلى جنين، حيث نفذت حملة مداهمات واسعة في عدة قرى وبلدات، أسفرت عن اعتقال عدد من المواطنين الفلسطينيين.
هدم وإخلاء
في السياق ذاته، واصل جيش الاحتلال عدوانه على مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم، لليوم الرابع والتسعين على التوالي، حيث دفعت قوات الاحتلال بفرق هندسية إلى عمق المخيم، ونفذت عمليات هدم واسعة النطاق طالت أكثر من 15 بناية سكنية، بينها 10 بنايات مدرجة ضمن المخطط الإسرائيلي لهدم 48 مبنى تحت مزاعم «الضرورات الأمنية» وشق طرق داخل المخيم.
` جندي إسرائيلي يلوح بيده بينما يستعد الفلسطينيون للإخلاء بعد قرار إسرائيل بهدم منازل الفلسطينيين، في مخيم نور شمس، في الضفة الغربية- رويترز
جندي إسرائيلي يلوح بيده بينما يستعد الفلسطينيون للإخلاء بعد قرار إسرائيل بهدم منازل الفلسطينيين، في مخيم نور شمس، في الضفة الغربية- رويترز
وفي مخيم طولكرم، وسّعت قوات الاحتلال في اليوم السابع بعد المئة نطاق عمليات الإخلاء في أطراف المدخل الجنوبي، حيث أجبرت عدداً من العائلات الفلسطينية على إخلاء منازلها بالقوة، تمهيدًا لتحويلها إلى ثكنات عسكرية ومواقع مراقبة، ضمن سياسة فرض السيطرة العسكرية الكاملة على المخيم ومحيطه.
اقتحامات واعتقالات
كما اقتحمت وحدات خاصة من جيش الاحتلال مخيم عسكر الجديد شرق مدينة نابلس، حيث حاصرت عدة منازل وسط فرض طوق أمني مشدد تخلله الدفع بتعزيزات عسكرية إضافية إلى المنطقة.
وأفادت مصادر بأن قوات الاحتلال داهمت عددًا من المنازل داخل المخيم واعتقلت 3 شبان، فيما تعرّضت المنازل لعمليات تخريب متعمدة وتدمير واسع لمحتوياتها خلال حملة التفتيش.
ويأتي هذا الاقتحام في ظل تصاعد ملحوظ في وتيرة عمليات التسلل التي تنفذها الوحدات الخاصة الإسرائيلية في مدينة نابلس ومحيطها، حيث تشير تقارير ميدانية إلى أن الاحتلال نفّذ خلال الأسبوعين الماضيين أكثر من 15 عملية استخدمت فيها وحدات المستعربين، وأسفرت عن اعتقال نحو 40 فلسطينيًا واغتيال 4 آخرين.
وتُعد هذه العمليات جزءًا من تصعيد أمني لافت تشهده مدينة نابلس، وسط تحذيرات من توسع رقعة الاعتقالات والاقتحامات، في وقت تواصل فيه قوات الاحتلال استهداف المخيمات
حظر تجوال
فيما اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال بلدة بيتا جنوب مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية، وفرضت حظرًا للتجوال بشكل مفاجئ خلال تنفيذ عمليات مداهمة وتفتيش استهدفت عددًا من منازل المواطنين.
وأفادت المصادر بأن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة من عدة محاور، وشرعت بعمليات مداهمة واسعة طالت احتجاز عشرات الفلسطينيين، بينهم شبّان وكبار في السن، حيث جرى إخضاعهم لتحقيقات ميدانية قاسية، تخللها أعمال تنكيل وتفتيش مهين، قبل أن يتم الإفراج عنهم لاحقًا وانسحاب القوات من البلدة.
ويأتي هذا التصعيد الإسرائيلي في بيتا في أعقاب انفجار عبوة ناسفة محلية الصنع الأسبوع الماضي، والتي أسفرت عن إصابة جندي إسرائيلي بجراح وصفت بالخطيرة.
ويُشار إلى أن بلدة بيتا تُعد من أبرز نقاط المواجهة في مدينة نابلس، وشهدت خلال السنوات الماضية احتجاجات متكررة ضد التوسع الاستيطاني، لا سيما في منطقة جبل صبيح.
انتهاكات المستوطنين
في سياق الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة، هاجم مستوطنون تجمع الفارسية البدوي في منطقة الأغوار الشمالية، وأقدموا على تحطيم كاميرات المراقبة المثبتة في التجمع، في اعتداء جديد يندرج ضمن سلسلة من الهجمات المتكررة التي يتعرض لها السكان الفلسطينيون في تلك المناطق النائية.
ونفذ المستوطنون الهجوم انطلاقًا من البؤرة الاستيطانية الجديدة التي أُقيمت الأسبوع الماضي بالقرب من التجمع، حيث قاموا بتخريب وتدمير كاميرات المراقبة التي يعتمد عليها السكان لتوثيق اعتداءات المستوطنين وقوات الاحتلال في المنطقة.
وذكرت مصادر محلية أن تحطيم كاميرات المراقبة قد يكون تمهيدًا لاعتداءات أوسع خلال الأيام المقبلة، خاصة في ظل تزايد نشاط المستوطنين في الأغوار ومحاولاتهم فرض واقع جديد على الأرض بعيدًا عن أعين الكاميرات والتوثيق.
يُشار إلى أن منطقة الفارسية تُعد من أكثر المناطق استهدافًا في الأغوار الشمالية، حيث يسعى الاحتلال إلى تهجير سكانها لصالح التوسع الاستيطاني وإقامة مشاريع زراعية استيطانية في الأراضي المصادرة.