وكالات - النجاح الإخباري - أصبح تلوث البلاستيك في بحارانا ومحيطاتنا مشكلة تسببت بارتفاع عدد الحيتان التي يموتون بسبب التلوث البلاستيكي (ناهيك عن العديد من الحيوانات البحرية الأخرى).

تلوث البلاستيك لا يؤثر فقط على مياهنا وحياتنا البحرية، ولكن أيضا على السلسلة الغذائية البشرية وصحتنا العامة، السؤال المطروح هنا، كيف يمكن العيش في بيئة صحية اذا كنا لا نحافظ على بحارنا وممحيطاتنا؟

ذكرت دراسة صدرت مؤخراً تقول إننا ننتج الآن أكثر من 300 مليون طن من البلاستيك كل عام ، نصفها للاستخدام الفردي. يتم إلقاء أكثر من 8 ملايين طن من البلاستيك في محيطاتنا كل عام.

وتضيف الدراسة أن الأكياس البلاستيكية هي واحدة من أسوأ المنتجات البلاستيكية، مع ما يقرب من 500 مليار كيس من البلاستيك تستخدم سنوياً، يتم استخدام أكثر من مليون كيس في كل دقيقة، وعندما ينتهي التلوث البلاستيكي في المحيط، يلتصق بأجسام الثدييات البحرية ، أو ينتهي به المطاف في بطونهم.

أشارت الدراسة إلى أن حوت عنبر تم العثور عليه جنوب اسبانيا في أواخر فبراير مع 64 رطلاً من النفايات البلاستيكية في معدته مؤخراً.

كان موت حوت العنبر بمثابة تذكير مروع لما يجب القيام به من عمل للحد من استهلاكنا للبلاستيك (خاصة تلك التي تستخدم مرة واحدة)، حيث سجلت نتائج التشريح التي نشرت الأسبوع الماضي بعض المواد التي وجدها العلماء عالقة في المعدة والأمعاء، منها أكياس بلاستيكية، قطع من شبكات الصيد، حاوية مياه بلاستيكية. وتسببت النفايات في تمزق نظام الحيتان الهضمي نظرًا لعدم قدرتها على هضم النفايات التي ابتلعتها.

المسؤولون قلقون لأن ليس فقط لأن الحيتان كائنات مهددة بالانقراض، ولكنه تذكير خطير لمشكلة التلوث البلاستيكي الهائل التي لدينا.

وتقول الدراسة إن حوت العنبر في اسبانيا ليس الوحيد المتضرر من التلوث البلاستيكي، حيث تم العثور على معدات صيد وغطاء محرك من سيارة داخل بطون حيتان العنبر التي ارتطمت بساحل بحر الشمال بألمانيا.

ووجد تقرير صدر في مارس 2018 أن أكثر من 70 ٪ من الفضلات البحرية هي بلاستك غير قابلة للتحلل، هذا الرقم من المتوقع أن يتضاعف ثلاث مرات خلال عقد من الزمن، في الواقع، يعتقد الخبراء البحريون أن الوزن الكلي للبلاستيك في محيطاتنا قد يفوق الأسماك في محيطات العالم بحلول عام 2050.

ولمواجهة هذه المعضلة ، تقوم العديد من البلدان الآن بالتخلص التدريجي من الأكياس البلاستيكية التي تستخدم مرة واحدة والتي تظهر عادة في متاجر البقالة، فيما يلي خريطة توضح البلدان التي تتواجد فيها في التخلص التدريجي من الأكياس البلاستيكية:

بعد تشريح الحيتان في ألمانيا ، وجد الباحثون أن أربعة من ثلاثة عشر حوت عنبر كان يحتوي على كميات كبيرة من النفايات البلاستيكية في المعدة، وشملت القمامة شباك لصيد الروبيان يبلغ طولها 43 قدماً، وغطاء للسيارات من البلاستيك، وبقايا دلو من البلاستيك.

وأثبتت الدراسة أنه عندما تلتهم الحيتان والدلافين القمامة البحرية، فإنها تتسبب في أضرار مادية في الجهاز الهضمي، وتعطي القمامة غير القابلة للهضم الشعور بالشبع، مما يقلل من غريزتها للطعام، مما يؤدي إلى سوء التغذية، وفي النهاية تموت.