النجاح الإخباري - في عيد ميلادها، اختارت شابة مغربية طريقة خاصة وفريدة للاحتفال بهذه المناسبة، فاجأت بها عائلتها وأصدقائها وكل معارفها، عندما أعلنت تبرعها بكافة أعضائها بعد وفاتها، حتى يستفيد منها أشخاص محتاجون.

وشاركت الشابة يسرى الميموني وهي في العشرينات من عمرها، أصدقاءها فرحة تبرّعها بأعضائها في ذكرى عيد مولدها على صفحتها الشخصية بموقع "فيسبوك"، عندما نشرت صورة "سيلفي"، إثر خروجها من مقر المحكمة الابتدائية بمدينة طنجة ، حيث وقعت تصريحاً بالتبرع بأعضائها لفائدة المؤسسات المرخص لها، لأخذها وزرعها لأغراض علاجية.

وفي حديث مع "العربية.نت" شرحت يسرى خلفيات قرارها قائلة: "فكرة التبرع كانت دائما برأسي، وقررت هذا العام بدعم من العائلة، التبرع في يوم ميلادي، حتى يكون التبرع هدية لنفسي ولصديقي الإنسان، أنا متأكدة أنها الخطوة الأفضل بحياتي، فبالتبرع ستعطي بعد وفاتك حياة جديدة لإنسان غيرك".

وبخصوص مدى شرعية هذه الخطوة من الناحية الدينية، قالت إنها اعتمدت في قرارها على "ما قاله الكثير من العلماء الذين أجازوا التبرع بالأعضاء بعد الوفاة، لأنها مبادرة تقدّم مساعدة وتنقذ الإنسان الآخر وتريحه من عنائه، مضيفة "صراحة لا أعتقد أن الموضوع يحتاج لتفكير كبير، الشخص سيموت وتتخلّص منه الديدان، لماذا لا يفيد إنسانا غيره بأعضائه ويمنحه الحياة، ويكون عملا بمثابة صدقة جارية تبقى معه حتى بعد وفاته".

ولم تقف يسرى عند التبرع بأعضائها فحسب، بل تعمل على توعية أصدقائها ومحيطها الاجتماعي لأهمية الانضمام إلى هذه المبادرة الخيرية، كما أنها تفكر في إنشاء جمعية وإطلاق حملات هدفها رفع درجة الوعي بأهمية التبرع بالأعضاء البشرية في المغرب، لمواجهة العزوف المجتمعي.

وفي هذا السياق، تقول "يجب أن نكون نحن الشباب جزءا من التغيير، ونساهم في نشر هذه الثقافة تحت شعار مثلا (تبرّع لحياة صديقك الآخر)، حتى تصبح مثل ثقافة التبرع بالدمّ، وتكون لهذه التجربة دور فعّال في رفع اسم الدولة في هذا المجال عالميا".

وتعزو يسرى عدم إقبال المغاربة على التبرع بالأعضاء والأنسجة، إلى "ضعف النقاش العمومي حول هذا الموضوع وعدم تناوله بالقدر الكافي في وسائل الإعلام"، الأمر الذي يترك التساؤلات في ذهن المواطنِ حول موضوع التبرّع بالأعضاء "عالقة".