النجاح الإخباري - يتواصل، لليوم التاسع على التوالي، إدخال شاحنات المساعدات الإغاثية إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم، وسط تفاقم الأوضاع الإنسانية الناجمة عن الحرب الإسرائيلية المتواصلة والحصار المفروض على القطاع.
وشهد صباح اليوم الأربعاء تحرك عشرات الشاحنات من الجانب المصري باتجاه معبر كرم أبو سالم، تمهيداً لدخولها إلى غزة، من بينها 45 شاحنة مساعدات إماراتية، إلى جانب شاحنات أخرى تحمل مساعدات مقدمة من التحالف الوطني للعمل الأهلي والتنموي في مصر، تبرع بها مواطنون مصريون لدعم سكان القطاع.
وأكدت مصادر ميدانية أن عدداً من الشاحنات دخلت فعلاً، فيما لا تزال أخرى تنتظر إشارة الدخول من الهلال الأحمر المصري، في ظل تكدّس آلاف الشاحنات الجاهزة على الجانب المصري، حيث يُقدّر عددها بحوالي 5 آلاف شاحنة، تعرقل سلطات الاحتلال إدخالها.
وبحسب مصادر مطلعة، امتدت طوابير الشاحنات المنتظرة لأكثر من أربعة كيلومترات، رغم الجهود المكثفة التي يبذلها الهلال الأحمر المصري لتسريع العملية. وقد دخلت يوم أمس نحو 300 شاحنة، محملة بمواد غذائية أساسية مثل الزيوت والبقوليات.
بضائع تجارية تحت رقابة إسرائيلية
في سياق متصل، أعلنت سلطات الاحتلال عن اعتماد آلية جديدة تتيح إدخال بعض البضائع التجارية إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم، وذلك "بشكل تدريجي وخاضع للرقابة الأمنية"، وفق ما ذكرته وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية.
وبحسب البيان الإسرائيلي، تمّت الموافقة على قائمة محدودة من التجار المحليين، سُمح لهم بإدخال بضائع تشمل مواد غذائية، أغذية للأطفال، فواكه وخضروات، ومستلزمات نظافة، على أن تُجرى عمليات الدفع فقط عبر التحويلات البنكية، وتخضع جميع الشحنات للتفتيش الأمني الدقيق قبل دخولها.
غزة: ما دخل لا يكفي
من جانبه، أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن ما دخل من مساعدات لا يغطي سوى نسبة ضئيلة من الاحتياجات الفعلية للقطاع. وأوضح في بيان صحفي، أن الاحتلال سمح بدخول 674 شاحنة فقط منذ 27 يوليو/تموز، من أصل نحو 4800 شاحنة كان يجب أن تدخل خلال تلك الفترة لتلبية الحد الأدنى من المتطلبات الإنسانية.
وأشار البيان إلى أن المعدل اليومي لدخول الشاحنات لم يتجاوز 84 شاحنة، أي نحو 14% فقط من الاحتياج الفعلي، في ظل النهب والفوضى التي تُمارَس بحق المساعدات داخل القطاع، نتيجة الأوضاع الأمنية المعقدة التي يتعمد الاحتلال صناعتها ضمن سياسة "هندسة الفوضى" التي تستهدف تدمير المجتمع الفلسطيني وتجويعه.
وشدد المكتب الإعلامي على أن سكان غزة بحاجة يومياً إلى ما لا يقل عن 600 شاحنة إغاثة ووقود، لتأمين أدنى متطلبات الحياة في ظل الانهيار الشامل للبنى التحتية، وتواصل العدوان العسكري الذي يرقى إلى مستوى حرب إبادة جماعية.