النجاح الإخباري - دخلت 20 شاحنة إغاثية مقدمة من دولة الإمارات، صباح اليوم الأربعاء، إلى معبر كرم أبو سالم تمهيدًا لعبورها إلى قطاع غزة، وذلك في إطار الجسر الإنساني الذي أطلقته الإمارات للتخفيف من حدة الأزمة المتفاقمة في القطاع.

ووفق مصادر ميدانية، فإن 15 شاحنة من بين القافلة المحملة اليوم تحتوي على مواد غذائية، بينما تشمل الشاحنات الخمس الأخرى صناديق مياه وألبانًا للأطفال. وتُعد هذه الخطوة جزءًا من جهود إنسانية مستمرة، وسط تكدّس العشرات من شاحنات المساعدات الأخرى بانتظار الدخول، بالإضافة إلى تجهيزات تتم حاليًا لشاحنات إضافية من قبل الهلال الأحمر المصري.

قوافل متعددة ومساعدات بحرية مرتقبة
من المتوقع أن تصل خلال الأيام المقبلة قوافل إغاثية جديدة عبر الأراضي المصرية، من ضمنها سفينة إماراتية تحمل نحو 7 آلاف طن من المساعدات الإنسانية، إلى جانب عدد من سيارات الإسعاف.

وتشارك في جهود الإغاثة منظمات أممية كبرى مثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، ومنظمة الصحة العالمية، وبرنامج الغذاء العالمي، في ظل صعوبات ميدانية متزايدة.

تعطيل وتأخير في المعابر
ورغم تدفق الشاحنات، لا تزال هناك شكاوى من العراقيل التي يضعها الاحتلال الإسرائيلي، حيث يُشير عاملون في القطاع الإغاثي إلى وجود عمليات تعطيل متكررة، أو رفض إدخال بعض المواد دون مبررات واضحة.

نهب وسرقة للمساعدات
وفي بيان صدر أمس الثلاثاء، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن "109 شاحنات مساعدات تم إدخالها خلال اليوم نفسه تعرّضت غالبيتها للنهب والسرقة، بسبب الفوضى الأمنية التي يكرّسها الاحتلال الإسرائيلي بشكل منهجي ومتعمَّد". وأضاف البيان أن الاحتلال "يسعى لإفشال جهود الإغاثة وحرمان المدنيين من الغذاء والدواء، ضمن سياسة هندسة الفوضى والتجويع".

وأشار المكتب الإعلامي إلى أن أربع عمليات إنزال جوي من أصل ست، سقطت في مناطق قتال أو أحياء تم إخلاؤها قسرًا من السكان، مما جعل هذه الإنزالات غير مجدية وخطِرة على حياة المدنيين.

احتياجات إنسانية هائلة
ويؤكد البيان الحكومي أن قطاع غزة بحاجة إلى 600 شاحنة مساعدات ووقود يوميًا لتلبية الحد الأدنى من الاحتياجات الإنسانية، مطالبًا المجتمع الدولي بفتح المعابر بشكل فوري وآمن، ووضع آلية موثوقة لتوزيع المساعدات تحت إشراف أممي.

غضب دولي متزايد
في السياق، أبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قلقًا بالغًا إزاء التدهور الإنساني، مشيرًا إلى أن غزة "على شفا المجاعة"، ومؤكدًا ضرورة أن "تتدفق المساعدات كالمحيط، دون عوائق"، في تصريح جاء بعد صدور تقرير من مرصد "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" يحذر من تصاعد خطر المجاعة في القطاع.

انتقادات أميركية لآلية المساعدات
وفي واشنطن، وجّه 40 عضوًا ديمقراطيًا في مجلس الشيوخ رسالة إلى الإدارة الأميركية، دعوا فيها إلى مراجعة آلية توزيع المساعدات في غزة، وأدانوا أداء مؤسسة "غزة الإنسانية" التي تم إنشاؤها بدعم أميركي-إسرائيلي. واعتبروا أن هذه المؤسسة "فشلت في حماية المدنيين وأسهمت في ارتفاع أعداد الضحايا"، وفق ما ورد في الرسالة.

ترمب يتحدث عن مراكز طعام قريبة
وفي وقت مبكر من صباح اليوم، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه بحث مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو آليات توزيع المساعدات، مضيفًا أن "مراكز الطعام ستبدأ عملها قريبًا في غزة"، في تصريح لم يحدّد فيه طبيعة هذه المراكز ولا الجهة المشغّلة لها.

كارثة تتكشّف
يُذكر أن قطاع غزة يعاني من حصار خانق منذ انهيار المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة في مارس/آذار الماضي، ما أدى إلى تفاقم المجاعة وندرة الأدوية والوقود. وتواجه الشاحنات الإغاثية مخاطر كبيرة في طريقها إلى المدنيين، ما دفع ناشطين ومؤسسات إنسانية إلى وصف الوضع بـ"جحيم المساعدات".