النجاح الإخباري - في وقت تُبذل فيه الجهود الدولية لتحقيق تقدّم في مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي تصعيد عدوانه، ممعنًا في استهداف المدنيين والبنية التحتية.
فقد جدّد الاحتلال، اليوم الثلاثاء، أوامر الإخلاء القسري بحق السكان في شمال قطاع غزة ومدينة غزة، في إطار توسيع عملياته العسكرية التي تشهد تصعيدًا متسارعًا.
وأصدر جيش الاحتلال بيانًا دعا فيه السكان في مدينة غزة وجباليا (في أحياء الزيتون الشرقي، البلدة القديمة، التركمان، الجديدة، التفاح، الدرج، الصبرة، جباليا البلد، جباليا النزلة، معسكر جباليا، الروضة، النهضة، الزهور، النور، السلام وتل الزعتر) إلى الإخلاء الفوري والتوجه جنوبًا نحو منطقة المواصي.
وأشار البيان إلى أن "القتال يمتد غربًا نحو وسط مدينة غزة"، فيما أكدت إذاعة جيش الاحتلال (غالي تساهل) توسيع نطاق العمليات داخل مدينة غزة باتجاه الغرب.
ووفق مراسلة قناة الغد، فإن مناطق الإخلاء التي وردت في البيان سبق أن صدرت بحقها أوامر مماثلة، غير أن الجديد هو التقدم الميداني للقوات الإسرائيلية داخل المدينة.
وفي سياق التصعيد، نفّذ جيش الاحتلال غارات وعمليات نسف للمنازل في محيط سوق الجمعة بحي الشجاعية شرقي مدينة غزة، إلى جانب قصف عنيف نفذته الزوارق الحربية الإسرائيلية على شاطئ بحر المدينة.
شهداء وجرحى في قصف متواصل
وأفاد مراسل قناة الغد بوصول 10 شهداء إلى مستشفى الشفاء منذ فجر اليوم، نتيجة غارات إسرائيلية على مدينة غزة، من بينهم خمسة شهداء ارتقوا في قصف منزل قرب مسجد السوسي في مخيم الشاطئ غرب المدينة.
كما أُصيب عدد من المواطنين جراء قصف محيط مسجد حمزة في شارع اللبابيدي، ومنطقة الشمعة في حي الزيتون.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن طائرات الاحتلال قصفت برج العودة (2) قرب مستشفى القدس في حي تل الهوى، ما أثار حالة من الذعر بين المرضى والطواقم الطبية والنازحين في المنطقة.
وفي حي الرمال غرب مدينة غزة، استشهد عدد من المواطنين وأُصيب آخرون، بينهم أطفال، نتيجة استهداف خيام للنازحين، وفقًا لـ"وفا".
هدم وتجريف في رفح
وفي جنوب القطاع، واصل الاحتلال عملياته التدميرية، إذ نفذ عمليات نسف جديدة لمنازل المواطنين في مدينة رفح، ضمن الحملة العسكرية المستمرة التي أسفرت عن تدمير أحياء سكنية بالكامل وتهجير مئات العائلات.
ويأتي ذلك في وقت تتداول فيه وسائل إعلام إسرائيلية تقارير حول نية حكومة الاحتلال إنشاء ما تُسمّى "مدينة إنسانية" على أنقاض مدينة رفح، بهدف استيعاب نحو 600 ألف فلسطيني، في خطوة اعتبرها مراقبون امتدادًا لسياسة التهجير القسري.
غوتيريش: الموت والدمار في غزة "لا مثيل لهما"
دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى وقف فوري لإطلاق النار، مؤكدًا أن قطاع غزة يشهد "مستوى من الموت والدمار لا مثيل له".
وأظهرت مقاطع مصورة لحظة إطلاق جنود الاحتلال النار على آلاف الفلسطينيين المتجمعين أمام مركز لتوزيع المساعدات في مدينة رفح، في مشهد يعكس حجم الاستهتار بحياة المدنيين وسط كارثة إنسانية متفاقمة.