النجاح الإخباري - يحل عيد الفطر المبارك هذا العام في ظل استمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي على الضفة الغربية منذ نحو شهرين، في عملية عسكرية موسعة أسفرت عن استشهاد العشرات وإصابة المئات، إضافة إلى تهجير عشرات الآلاف من الفلسطينيين جراء عمليات التدمير وأوامر الإخلاء القسري.

120 ألف مصلٍ في الأقصى رغم التضييقات

ورغم القيود الأمنية المشددة، أعلنت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس أن نحو 120 ألف مصلٍ أدوا صلاة عيد الفطر في المسجد الأقصى، وسط انتشار مكثف لقوات الاحتلال على أبواب المسجد وتفتيش دقيق لهويات الوافدين.

وأفاد شهود عيان بأن أجواء الفرحة غابت عن القدس وساحات الأقصى، حيث اقتصرت مظاهر العيد على أداء الصلاة، وسط حالة من التوتر والتضييق.

تصعيد مستمر في جنين وطولكرم

وفي الضفة الغربية، يواصل الاحتلال عدوانه على طولكرم وجنين، حيث دخل الهجوم على مخيم طولكرم يومه الثالث والستين، بينما يشهد مخيم نور شمس موجة نزوح مستمرة منذ 49 يومًا، مع تصعيد القصف وجلب تعزيزات عسكرية إضافية.

وأجبر جيش الاحتلال عائلات فلسطينية على النزوح من منطقة جبل الصالحين في مخيم نور شمس، فيما شنت القوات الراجلة عمليات مداهمة في أحياء متاخمة للمخيم. وفي مخيم طولكرم، يواصل الاحتلال منع عودة النازحين وتحويل منازل سكنية إلى ثكنات عسكرية.

من جهتها، أكدت بلدية جنين أن المخيم أصبح غير صالح للسكن، حيث طال الدمار 600 منزل، بالإضافة إلى تدمير واسع للبنية التحتية. وأسفر العدوان عن استشهاد 13 مواطنًا، بينهم طفل وامرأتان، إحداهما حامل، إضافة إلى إصابة واعتقال العشرات.

اقتحامات واعتقالات 

وفي نابلس، اقتحم جيش الاحتلال مخيم العين والمناطق المحيطة به، وسط إطلاق كثيف للرصاص والقنابل الصوتية، وتحويل منزل إلى ثكنة عسكرية.

أما في قلقيلية، فقد شنت قوات الاحتلال حملة مداهمات طالت منازل عدة، حيث دمرت محتوياتها وسرقت مبالغ مالية ومصوغات ذهبية.

كما اقتحمت قوات الاحتلال قرية الرشايدة شرق بيت لحم، ودنست مسجد هارون الرشيد أثناء أداء صلاة العيد، وألحقت أضرارًا بالمركبات في المنطقة.

وفي الخليل، اعتقل جيش الاحتلال ثلاثة مواطنين من بلدة بيت أمر، بينهم طفل جريح، بينما نُصبت حواجز عسكرية على مداخل المدينة وأغلقت عدة طرق رئيسية وفرعية بالسواتر الإسمنتية والبوابات الحديدية.

عيد بطعم الألم

يحل عيد الفطر هذا العام وسط تصعيد غير مسبوق، حيث يواصل الاحتلال اعتداءاته في مختلف مدن الضفة الغربية، مخلفًا دمارًا واسعًا ومآسي إنسانية متواصلة، فيما يستقبل الفلسطينيون العيد تحت وطأة القصف والتشريد والاعتقالات.