النجاح الإخباري - أدى القصف الإسرائيلي لغزة خلال الأشهر الستة الماضية إلى تسوية المباني بالأرض، وتدمير الأراضي الزراعية، وتدمير البنية التحتية الحيوية في القطاع إلى درجة قد تستغرق إعادة بناء اقتصادها عقودًا، وفقًا لتقرير للأمم المتحدة نشر شهر يناير الماضي.

وقال موقع أكسيوس الأميركي إن الغارات الإسرائيلية ضربت كل المراكز السكانية على طول القطاع، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 33 ألف فلسطينيا، وتشريد حوالي 85% من سكان غزة.

ولفت الموقع إلى أنه حتى قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول، تركت سنوات الحصار الإسرائيلي والعمليات العسكرية في القطاع المكتظ بالسكان الكثيرين في غزة غير قادرين على الوصول إلى المياه النظيفة أو الكهرباء أو الصرف الصحي.

وقدر مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية أنه إذا انتهت الحرب اليوم، فقد يستغرق الأمر من غزة 70 عامًا لاستعادة مستويات الناتج المحلي الإجمالي لعام 2022.

وأشار أكسيوس إلى أنه في الفترة ما بين 7 أكتوبر/تشرين الأول و2 أبريل/نيسان، دمرت العمليات العسكرية الإسرائيلية أو دمرت أكثر من 50% من المباني في قطاع غزة، بما في ذلك أكثر من 70% في المناطق الشمالية، وفقًا لتحليل بيانات الأقمار الصناعية الذي أجراه جامون فان دن هوك من جامعة ولاية أوريغون وكوري شير من مركز الدراسات العليا بجامعة مدينة نيويورك.

ونشر الموقع رسومات تحليلية أظهرت مدى العدوان الذي خلفه القصف الإسرائيلي على القطاع.

استهداف ممنهج 

ودمرت الغارات الإسرائيلية المدارس والمخابز والمساجد ومواقع التراث الثقافي في غزة.

أصبحت البنية التحتية الطبية نقطة التركيز، حيث تشير التقارير إلى أن إسرائيل تستهدف بشكل منهجي المستشفيات في غزة.

كذلك لحقت الأضرار البالغة بالأراضي الزراعية، حيث خلص تحليل منفصل عبر الأقمار الصناعية للأضرار الزراعية، أجراه هي يين من جامعة ولاية كينت، إلى أن العمليات الإسرائيلية دمرت ما يقرب من 50% من محاصيل الأشجار و42% من الدفيئات (الصوبات) الزراعية داخل غزة.

وأوضح يين لموقع أكسيوس أن مستوى الدمار "أعلى بكثير من الأماكن الأخرى المتضررة من الحرب التي قمت بدراستها، مثل الشيشان وسوريا".

استهداف الأراضي الزراعية

ولفت الموقع إلى أن تدمير الأراضي الزراعية أمر ضار بشكل خاص لأن الزراعة حيوية للاقتصاد والثقافة المحلية، في وقت تلوح المجاعة في الأفق فوق غزة.
وتم تدمير العديد من بساتين الزيتون في شمال غزة، أو لم يتم حصادها في شهري أكتوبر ونوفمبر عندما غزت إسرائيل المنطقة، مما أدى إلى خسائر فادحة للمزارعين، كما أكد مدير برنامج الزراعة وسبل العيش في منظمة أنيرا للإغاثة، ناصر قادوس، ولفت إلى أن أسعار الخضروات المزروعة تضخمت بسرعة.

وتوصل تحقيق أجراه فريق الطب الشرعي الرقمي في جامعة لندن إلى أن إسرائيل "استهدفت بشكل منهجي" الأراضي الزراعية والبنية التحتية خلال الحصار.

وأشار أكسيوس إلى أن خطة إعادة إعمار غزة لا تزال في طي النسيان، ويشدد الاقتراح الإسرائيلي على تجريد القطاع من السلاح ويشير إلى الحصول على تمويل من الدول العربية لإعادة بناء غزة.