خاص - النجاح الإخباري - كشف المتحدث باسم الدفاع المدني الفلسطيني في غزة محمود بصل في حديث خاص لـ"النجاح" أن هناك أكثر من 7500 تقريبا إلى 8000 مواطن مفقودين تحت الأنقاض نتيجة عدم القدرة على انتشالهم من تحت الأنقاض.
وبين أن أكثر من 70% من مقدرات الدفاع المدني الفلسطيني تدمرت بفعل الاحتلال الإسرائيلي وعمليات القصف، وبالتالي هذا أثر على الخدمة التي تقدمها الطواقم في الميدان أيضا انعكس سلبا على عدد المفقودين تحت الأنقاض.
وقال: وهو ما يستدعي أن يكون هناك إمكانات حقيقية جادة كبيرة من أجل أن يتم انتشالهم وانتهاء هذا الملف".
وأكد على أن "طواقم الدفاع المدني في حالة نفسية صعبة، وأمامهم مسؤوليات كبيرة، في ظل أن المواطنين بشكل يومي يقومون بإطلاق نداءات الاستغاثة للطواقم من أجل انتشالهم، لكن للأسف دون جدوى لعدم توفر الإمكانيات".
وكشف أن الاحتلال الإسرائيلي يمنع دخول أي أدوات للأنقاض: "الكثير من الحالات التي استشهدت وفقدت نتيجة عدم توفر إمكانيات ومعدات تخصصية لدى طواقم الدفاع المدني"، قال بصل.
وتابع أن الاحتلال يتعمد استهداف طواقم الدفاع المدني: "قدمنا أكثر من 54 شهيدا، ولدينا أكثر من 200 جريح منهم من بترت أقدامه ومنهم من بترت أطرافهم، وهم بحاجة الى علاج في الخارج".
وبين أنه الاحتلال لا يحترم أي تنسيق، لذلك فطواقم الدفاع المدني لا يمكنها الخروج إلى كل المهمات، بسبب عدم احترام الاحتلال للتنسيق مع الصليب الأحمر، وهذا ما حدث مع أكثر من مهمة، خصوصا قضية الطفلة التي قتلها الاحتلال الإسرائيلي في منطقة تل الهوى، وحينما خرجت طواقم الهلال الأحمر من أجل إنقاذها تم استهدافهم واستشهد اثنين من أفراد طواقم الإسعاف في تلك المنطقة".
وشدد بصل على أن قطاع غزة يعاني واقعا صعبا، قائلا: "لا شراب. لا مقومات حياة. لا شيء موجود هنا في القطاع وخصوصا في المناطق الشمالية من قطاع غزة".
وتابع: "ولا زال الاحتلال يعني يتعنت في عملية إدخال هذه المساعدات إلى المناطق الشمالية، وكلما يعني كان هناك إدخال لهذه المساعدات البسيطة والقليلة والتي لا تكفي بالمطلق لحاجيات المواطنين، يقوم بإطلاق النار على المواطنين كما حصل على دوار النابلسي".
وكشف بصل أن أكثر من 400 مواطن استشهدوا هم ينتظرون المساعدات.
وبين كذلك أن عمليات إسقاط المساعدات من الجو عملية غير مجدية، وقبل تقريبا ساعة من الآن كان هناك سقوط لأحد المظلات على مستشفى المعمدانية وأدى ذلك إلى إتلاف ألواح الطاقة الشمسية الموجودة في هذه المستشفى وهذا يؤثر على عمل المستشفى في ظل عدم توفر الكهرباء. كما سقطت المظلات على مواطنين واستشهدوا جراء ذلك.
وقال: "لا بد أن تدخل المعونات عبر المعابر البرية وهو أفضل خيار حتى يتم ضخ كميات كبيرة تكفي للمناطق الشمالية من قطاع غزة".
وأوضح أن القصف الإسرائيلي مستمر، وقال: "بالأمس كان هناك أكثر من استهداف وعملت الطواقم على انتشال ما يمكن انتشاله من المواطنين من تحت الأنقاض، انتشلت أكثر من 10 شهداء في أكثر من استهداف، وقبل الليلة الماضية كان هناك أيضا أكثر من 17 شهيدا تم استهدافهم وقتلهم من عائلة أبو شمالة، والليلة كان هناك أيضا استهداف لعائلة لولو، وانتشلت الطواقم شهيدين، وبقي هناك عدد من الشهداء تحت الأنقاض، كما هناك استهدف للكثير من العائلات ولا نستطيع التعامل مع هذا القدر من الاستهداف للمدنيين والأبرياء".
وتابع: "المأساة لا زالت مستمرة حتى هذه اللحظة، والواقع يزداد سوءا يوما بعد يوم في القطاع، وذلك في ظل الصمت العربي والدولي على هذه الجرائم التي تحدث وينتهك فيها حرمة أبناء شعبنا ويقتل فيها أبناء شعبنا".
وبين أن الاحتلال الإسرائيلي ينتهك حرمة رمضان، وهو ما أزال فرحة المواطنين بهذا الشهر الفضل، وقال: "اليوم حينما تشاهد المواطنين هنا في المناطق الشمالية ترى في وجوههم البؤس والخوف. والبكاء نتيجة عدم توفر أي مقوم من مقومات الحياة في المناطق الشمالية، وهذا طبعا يؤثر على حياتهم.
وأكد المتحدث باسم الدفاع المدني أن الكثير من الأطفال استشهدوا بسبب عدم توفر الطعام، قائلا: "الكثير من الأطفال هنا يموتون من الجوع وصدقوا أن الكثير بالفعل يموتون من الجوع. الحليب الخاص بالأطفال غير متوفر هنا في قطاع غزة، الأرز، والطحين وكل ما يدخل من مساعدات عبر منطقة الكويتي يدخل مغمسا في الدم لكن الكمية التي تدخل لا ترتقي بالمطلق إلى حجم الاحتياج، فلا بد أن يكون هناك إدخال لهذه المساعدات على الأقل أن يكون هناك إدخال ألف شاحنة يوميا حتى نستطيع أن نقول إنه ربما يزيل الألم عن المواطنين المتواجدين يعني هنا في قطاع غزة".