النجاح الإخباري - حمل المشرف العام على الإعلام الرسمي الوزير أحمد عساف، حركة "حماس" والجهات التي تدعمها، المسؤولية الكاملة عن الاعتداء الذي نفذه مجهولون، اليوم الجمعة، على مقر تلفزيون فلسطين في قطاع غزة، وأدى إلى إحداث تدمير في محتوياته، من اثاث ومعدات بث وتصوير وتسجيل والارشيف، وأجهزة الحاسوب.

كما حمّل عساف خلال لقاء مع تلفزيون فلسطين عقب الاعتداء الآثم، اسماعيل هنية ويحيى السنوار، مسؤوليه الاعتداء والسماح به، كونهم يسيطرون على قطاع غزة بقوة السلاح، مؤكدا أن هذه الجريمة لن تمر، وسيأتي اليوم الذي يدفع فيه كل من خطط وشارك ونفذ الاعتداء الثمن.

وأوضح أن هناك العديد من المضايقات التي يتعرض لها العاملون في تلفزيون فلسطين، لافتا الى ان عصابات "حماس" المسلحة أقامت قبل أيام حاجزا أمام مقر التلفزيون بغزة، وقامت بسرقة الكاميرات التي كانت بحوزة المصورين، واحتجزتها لعدة أيام، لافتا على انه جرى التواصل مع عدد كبير من الجهات حتى تمكنا من استعادتها، وإكمال عملنا.

وقال الوزير عساف إن "حماس" لا تؤمن بالشراكة الوطنية، ولا تتقبل الرأي الآخر وتسعى دائما لإسكات هذا الصوت بشتى الطرق، مشيرا إلى أن مشاهد الاعتداء والجريمة التي حصلت اليوم تعيد إلى الأذهان الانقلاب الذي مارسته على قطاع غزة وسيطرتها على مقرات التلفزيون عام 2007 وسرقتها لمحتوياته.

واضاف "إنه وبعد ما تسمى بـ"جولات المصالحة"، وعشرات الاتفاقيات التي جرى توقيعها عام 2017، طالبنا "حماس" باستعادة مقراتنا من أجل العمل لكنها رفضت، وما زالت تسيطر على المقر والأرشيف"، معتبرا أن العار سيلاحق كل من قام بهذه الأفعال ليس بحق الإعلام الفلسطيني والرسمي فقط بل بحق اهلنا في غزة.

وتابع عساف: "نحن ننقل الاعتداءات التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي على أهلنا في غزة، ونوصل صورة وصوت شعبنا هناك الى كل مكان العالم، كما أن مناضلي الاعلام الرسمي في التلفزيون هم في الصفوف الأولى لتغطية أي اعتداء إسرائيلي، وهذه الكاميرات والاجهزة التي تم تدميرها اليوم، هي ذاتها التي تنقل رسالة شعبنا من القطاع للعالم".

وتساءل عساف: إذا كان "الإصلاح والتغيير" الذي تسمي "حماس" نفسها به على هذا النحو فكيف يكون الإرهاب إذا؟.

وقال "إن هذه الجريمة تأتي بالتزامن مع الهجمة الإسرائيلية على الإعلام الرسمي الفلسطيني، حيث وقبل أيام أصيب مراسل تلفزيون فلسطين في نابلس خلال تغطيته لجرائم الاحتلال، وقبلها اقتحام مقرب وكالة الانباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" وتعرض الطواقم للاستهداف والاعتقالات والإصابات، كل هذا بالتزامن مع ما تقوم به ميليشيا "حماس" في غزة ليس بريئا.

وأكد عساف أن الإعلام الرسمي أزعج الاحتلال الإسرائيلي، وهو صوت المشروع الوطني الذي يسعى للتواجد في كل مكان من العالم، حيث ان إسرائيل تعمل علة إسكات هذا الصوت، مضيفا أن على "حماس" الخجل من نفسها عندما تقوم بمثل هذه الأفعال.

وتطرق عساف خلال حديثه لموقف الرئيس محمود عباس عندما ذهب إلى الأمم المتحدة ليلقي خطاب باسم شعبنا، ويرفض مال تسمى بـ "صفقة العصر" ويتحدى الولايات المتحدة الاميركية وإسرائيل، فإن "حماس" بالمقابل قامت بعقد جلسة في المجلس التشريعي المنحل، لتقول إن الرئيس لا يمثل الشعب الفلسطيني.

وأضاف: "بعد أقل من أسبوعين قدم مشروع قرار أميركي لإدانة حركة "حماس"، حينها قام الرئيس محمود عباس بتجنيد الدبلوماسية الفلسطينية وخاض المعركة وجند العالم أجمع، وهو من أسقط هذا القرار".

وتابع الوزير عساف: "عندما قصف مقر قناة الأقصى قمنا بإدانة الجريمة، وقلنا إن مقراتنا وطواقمنا في تلفزيون فلسطين مسخّرة بالكامل لفضائية الأقصى في حين نجد من يطلق الأصوات لشتم وتخوين القيادة الفلسطينية، وحركة فتح، ومنظمة التحرير، ويرتكب جريمة اقتحام مقر التلفزيون، ويسعى لإهانة شخص الرئيس".

وأشار الى أن أساليب حركة "حماس" أصبحت مكشوفة لدى شعبنا، الذي أزال عنها كل الأقنعة وكشف كذبها، مؤكدا ان المؤشر في ارتكاب هذه الجريمة هو أن الانقلاب مازال مستمرا، وأي حديث عن مصالحة وتغيير في الأجواء في غزة غير صحيح، فعقلية الانقلاب هي ذاتها التي تحكم غزة منذ عام 2007.

وأعلن عساف عن استمرار العمل وإصلاح الضرر في مقر الهيئة بغزة بتعليمات من الرئيس محمود عباس، وسيجري إعادة تجهيز المقر مهما كانت التحديات والجرائم والصعوبات والقرارات التي ستتخذ سواء الإسرائيلية بمنع عملنا في غزة، ومنع وصول الأجهزة، كذلك التواصل الجغرافي بيننا وبين القطاع، أو جرائم عصابات حركة "حماس" كتلك التي قامت بها هذا الصباح، كما سنستمر بفضح جرائم الاحتلال والمؤامرات الهادفة لفصل غزة وإقامة أمارة فيها على حساب الضفة الغربية والقدس.

ولفت إلى ان "حماس" معنية بفصل القطاع لتنفيذ "صفقة القرن" وغارقة في تنفيذها، وما قامت به اليوم هو تنفيذ لتعليمات إسرائيلية.

ووجه الوزير عساف رسالة إلى الراعي المصري للمصالحة وعلى رأسه فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، مطالبا بموقف واضح من قبل مصر حول الجريمة الشنعاء التي ارتكبت، وأن يتم إدانتها.

كما طالب عساف بموقف واضح من قبل قطر تجاه هذه الأفعال، وهي التي تقوم بإدخال الأموال عن طريق مطار بن غوريون لـ"حماس" من أجل تقويتها، مؤكدا انها بهذا الدعم تكرس الانقسام، وتسمح لحماس بشراء الأسلحة لتحارب بها أبناء شعبنا في القطاع.

وأكد عساف في حديثه أن تلفزيون فلسطين هو المنبر الحر لأبناء شعبنا، وهو صوت أهلنا في قطاع غزة، حيث ساهم في إيصال رسالة المئات من الحالات المرضية والاجتماعية، والتي تبناها الرئيس بعد مناشداتها عبر الشاشة وتم تقديم العلاج لها.