وكالات - رامي مهداوي - النجاح الإخباري - صباحاً بطريقي من رام الله إلى قريتي شويكة قضاء طولكرم، أشاهد جيش الاحتلال منتشراً بشكل كثيف يقوم بعربدته المعروفة على الطرقات، والأعلام الإسرائيلية متواجدة في كافة الشوارع، ما أن وصلت الشارع الرئيس لقرية حوارة، حتى أشرق أمامي علمنا الفلسطيني خفاقاً معلقاً على أحد أعمدة الإضاءة؛ وعلى الجهة المقابلة له كانت هناك دورية لجيش الاحتلال تمارس نشاطها التخريبي لكن علمنا صامد!!
تكمن أصول الأعلام في التاريخ القديم في أنها كانت مجرد شرائط زخرفية، أو ربما صوراً احتفالية.
كانت متفوقة على العديد من الشعارات الأخرى: رخيصة وسهلة الصنع .. يسهل حملها وعرضها ... وجذب الانتباه بحركتها الواقعية في مهب الريح.
جاءت الأعلام لترمز بشكل مختلف إلى القادة والمجتمعات والآلهة والتجار والنقابات الحرفية والسفن والبلدات.
غالباً ما اكتسب العلم نفس الاحترام الذي يُمنح للشخص أو الشيء الذي يمثله.
في المعركة، كان فقدان العلم بمثابة ضربة قاسية. قد يكون الاستيلاء على علم الخصم هو نقطة التحول في المعركة.
غالباً ما كانت الأعلام تحمل رموزاً دينية، وكانت تستخدم في المناسبات الدينية وكذلك المناسبات الرسمية، يمثل العلم فكرة وليس مجرد قطعة زينة، يحظى العديد من الأعلام بتقدير كبير لتاريخها؛ فعلمنا الفلسطيني مشبع بدماء تضحيات أبنائه.
لا يعتمد هذا الاحترام على المظهر الجمالي للتصميم، أو على محاولته تمثيل الشعب أو السياسة في بلد ما بصرياً.
إذا كانت تمثل أي شيء ملموس، فإن الأعلام الوطنية ترمز عموماً إلى الخصائص الثابتة للأمة.
يمكن أن تشمل الموقع الجغرافي، أو ربما سمة مادية مميزة، أو أساساً تاريخياً.
احترام العلم هو أحد مؤشرات حب الوطن. تعتبر الإهانة العلنية للعلم شكلاً متطرفاً من أشكال المعارضة في معظم البلدان، ويعاقب وفقاً لذلك. يجعل بعض البلدان، التأكيد العلني على الولاء للعلم والدولة واجباً مدنياً.
علم فلسطين الفدائي الصامت في جميع المواجهات، يقول بصمت نحن باقون صامدون، الفدائي الذي يعلن أن هذا الشعب لم ينحنِ يوماً، ولم يضعف، ولم يطأطئ رأسه خجلاً أو انكساراً، أو تراجعاً وتقهقراً من أحد، إن رفع العلم الفلسطيني هو علامة على الفخر والوطنية.
إنه تأكيد إيجابي على الولاء والالتزام. إنه يمثل دولة تثق بنفسها وترتاح لمكانتها في العالم وتاريخها ومستقبلها.
باختصار علينا أن نرفع العلم في كل أماكن تواجدنا فهو الفدائي الصامت....