لبنان - النجاح الإخباري - أعلن الرئيس اللبناني جوزاف عون، اليوم الثلاثاء، أنه "أجرى اتصالات عدّة من أجل إرغام إسرائيل على الانسحاب من الأراضي اللبنانية، وقد لقي تجاوباً من المجتمع الدولي الذي يفترض أن تضغط دوله في هذا الاتجاه". وشدد عون على أنّ "لبنان متمسّك باستكمال الانسحاب الإسرائيلي ممّا تبقى من الأراضي المحتلة في الجنوب، ضمن المهلة المحددة في الاتفاق الذي تم التوصل إليه في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي".

وبدأ العدّ العكسي في لبنان لانتهاء مهلة الستين يوماً المنصوص عنها في إعلان وقف إطلاق النار، وسط ترقّب لمدى التزام إسرائيل بتعهّداتها، خصوصاً في ظلّ انتهاكاتها المتواصلة للاتفاق وتلويحها المستمرّ باحتمال تأخر انسحاب قواتها من الأراضي اللبنانية.

وأبلغ عون وزيرة الدفاع الاسبانية مارغريتا روبلس خلال اجتماعهما قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا الجمهوري، أنّ "عدم التزام إسرائيل بالانسحاب، يناقض التعهدات التي قُدّمت للبنان خلال المفاوضات التي سبقت التوصل للاتفاق، ويُبقي الوضع متوتراً في القرى الحدودية، ويحول دون تثبيت الاستقرار وعودة الأهالي إلى بلداتهم، ويعيق عملية إعادة إعمار ما دمّره العدو الإسرائيلي خلال عدوانه على لبنان".

من جهتها، أكدت الوزيرة الإسبانية "دعم بلادها للدور الذي يقوم به في إعادة نهوض لبنان بعد الظروف الصعبة التي مرّ بها". وقالت إن "إسبانيا ستقف إلى جانب لبنان والشعب اللبناني، ومستمرّة في عملها ضمن القوات الدولية"، لافتة إلى "ضرورة تحقيق الانسحاب الإسرائيلي في موعده، حفاظاً على الاستقرار في الجنوب، وعلى ما تحقق في هذا الصدد"، مشيرة أيضاً إلى "العمل مع الاتحاد الأوروبي لمساعدة لبنان في المجالات كافة".

وزير الدفاع اللبناني: لبنان متمسك بانسحاب القوات الإسرائيلية من أراضيه
على صعيد متصل، التقى وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال في لبنان موريس سليم في مكتبه قبل ظهر اليوم، نظيرته الإسبانية، وبحثا في العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع في لبنان. وكان أيضاً عرض للتعاون العسكري بين البلدين، وأهمية الدور الذي تقوم به الوحدة الإسبانية في إطار اليونيفيل. وأكدت روبلس أن "إسبانيا ستواصل دعمها للبنان في المجالات كلها"، مشددة على استمرار المشاركة الإسبانية في "اليونيفيل"، والتعاون القائم بين اليونيفيل والجيش اللبناني لإرساء الاستقرار في الجنوب.

بدوره، قال وزير الدفاع اللبناني إن "الجيش كان وسيبقى حريصاً على أقصى درجات التعاون مع اليونيفيل، لا سيما في هذه المرحلة، إذ يضطلع الجيش بدور مركزي في الحفاظ على الأمن والاستقرار، في وقت يواصل العدو الإسرائيلي تنفيذ خروقاته واعتداءاته على القرى والبلدات الجنوبية، في انتهاك صارخ للسيادة اللبنانية وللقرار 1701 وخرق فاضح لبنود ترتيبات وقف إطلاق النار". وأكد سليم "تمسّك لبنان بانسحاب القوات الإسرائيلية من أراضيه في الجنوب ضمن المهلة التي حددتها هذه الترتيبات بحلول 26 يناير الجاري".

وزاد الخشية من سيناريو خرق الاحتلال للاتفاق، تصريح تلفزيوني خرج أمس الاثنين عن رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي، أعلن فيه أنه تبلّغ من رئيس لجنة الإشراف على وقف النار الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز أن "الانسحاب الإسرائيلي قد يتأخر لعدة أيام"، مشيراً إلى أنّه "لن تكون هناك منطقة عازلة في جنوب لبنان، وآلية الانسحاب الاسرائيلي بدأت ومستمرة".

ويُعدّ تاريخ 26 يناير/كانون الثاني الحالي آخر يوم ضمن مهلة الستين يوماً، الذي يفترض أن يشهد انسحاباً كاملاً لجيش الاحتلال من الأراضي اللبنانية، وسط قلق من تداعيات عدم التزام إسرائيل بالبنود، خصوصاً أنّ تحذيرات بدأت تخرج عن مسؤولين في حزب الله، تؤكد أنّ "ذلك سيعني انهياراً لورقة الإجراءات التنفيذية، ونسفاً للآلية التي تضمّنتها، وتقويضاً للدور الدولي الراعي لهذا الاتفاق"، وتشدد على أنّ "هذا يضع اللبنانيين جميعاً من دون استثناء أمام مرحلة جديدة، وما تفرضه من حسابات جديدة عنوانها مواجهة الاحتلال الإسرائيلي بكل الوسائل والأساليب الممكنة".

وتتواصل الخروق الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، ضمنها اليوم الثلاثاء، مع توغل قوة مؤللة تابعة لـجيش الاحتلال عند أطراف مدينة بنت جبيل لجهة مارون الراس، فيما داهمت قوات المشاة بعض المنازل وعملت على تفجير عددٍ من بواباتها، وسط إطلاق رشقات رشاشة وقنابل يدوية. كما جرفت جرافات تابعة لجيش الاحتلال طرقاً تربط الأحياء الداخلية في بلدة مارون الراس. وشهد اليوم أيضاً تحليقاً مكثفاً وعلى علو منخفض جداً لطائرات الاحتلال في الأجواء اللبنانية، خاصة في بيروت والمناطق الساحلية، وقد تمكن بعض المواطنين من مشاهدتها والتقاط صور لها.