النجاح الإخباري - ذكر المعهد الملكي الإسباني للدراسات الدولية والاستراتيجية، علاوة على تقارير إعلامية أوروبية أخرى، توقع ارتفاع موجات الهجرة السرية في الطريق المغربية الإسبانية خلال الشهور المقبلة، بسبب تحسن أحوال الطقس وتدهور أوضاع المهاجرين في الطريق الليبية الإيطالية، وإغلاق طريق البلقان وتركيا واليونان.

كارمين غونزاليس إنريكي، الباحثة الرئيسة في قضايا الهجرة بـ”إلكانو”، أوضحت أنه من المتوقع أن يرتفع عدد “قوارب الموت” التي ستصل إلى منطقة الأندلس في الشهور المقبلة بسبب تحسن أحوال الطقس خلال الصيف، كما أشارت إلى أن الأوضاع الصعبة التي يواجهها المهاجرون في ليبيا قد تكون لديها علاقة مع ارتفاع عدد المهاجرين في الطريق المغربية الإسبانية، على الرغم من عدم وجود معطيات ملموسة إلى حدود الساعة تؤكد ذلك؛ وأضافت أنه “من المتوقع-أيضا- مع إغلاق الطريق اليونانية أن يلجأ المهاجرون إلى طريق متوسط المتوسط، بالضبط نحو إيطاليا وإسبانيا”.

بدورها كشفت صحيفة “The Daily Telegraph” أنه عندما يتم التنفيذ الفعلي لاتفاق إعادة استقبال المهاجرين الموقع بين الاتحاد الأوروبي وتركيا في مارس 2016، ستصبح الطريق الجديدة للعبور إلى أوروبا هي المغرب وإسبانيا. وأوضحت، كذلك، أنه من بين الأسباب التي تجعل اللاجئين والمهاجرين يفضلون الطريق المغربية الإسبانية، “وجود مبادرات جادة من أجل إغلاق منافذ الوصول إلى أوروبا عبر اليونان والبلقان”.

هذه التحذيرات تأتي مباشرة بعد تأكيد الحكومة الإسبانية أن 3432 مهاجرا وصلوا إلى سواحل الأندلس وحدها خلال الشهور الخمسة الأولى لهذه السنة (2017)، بارتفاع قدره 115.6 في المائة، مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية؛  كما أنه منذ يوم الخميس الماضي، تم إنقاذ في سواحل الأندلس 500 مهاجر كانوا على متن 17 قاربا مطاطيا، علما أن أغلب المهاجرين الذين يقصدون سواحل الأندلس يخرجون بالدرجة الأولى من المغرب والجزائر ثانيا، حسب تقارير أخرى.

على صعيد متصل، كشفت أرقام قدمتها الحكومة الإسبانية للمستشار البرلماني الإسباني، خون إنياريتو، ردا على سؤول له بخصوص ضغط الهجرة السرية في المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية في السنوات الأخيرة؛ (كشفت) أن 32662 مهاجرا وصلوا بحرا وبرا إلى الثغرين المحتلين انطلاقا من المملكة ما بين 2012 و2016. الأرقام توضح أن مجموع الواصلين إلى سبتة وحدها في خمس سنوات بلغ 8885 مهاجرا: 3624 منهم دخلوها على متن قوارب مطاطية، و267 عبر السباحة، و455 في تجويفات السيارات، و1330 عبر اقتحام السياجات الحدودية، و2599 مشيا على الأقدام. وبخصوص مليلية، بلغ مجموع الواصلين إليها 23777 مهاجرا: 1159 على متن القوارب، وواحد عبر السباحة، و495 في السيارات، و3042 عبر اقتحام السياجات الحدودية، و2600 مشيا على الأقدام، و16480 لا تعرفوا الطريقة التي دخلوا بها.

الأرقام ذاتها أظهرت، كذلك، أن مجموع عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى إسبانيا ما بين 2012 و2016 بلغ نحو 57218 مهاجرا من بينهم 4857 مغربيا، و12672 سوريا، وغينيا كوناكري (6405) والكاميرون (4048).