النجاح الإخباري - يزداد تردي الأوضاع الإنسانية أكثر وتتفشى المجاعة بشكل أكبر في ظل التعنت الإسرائيلي ومنع إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة إلى قطاع غزة.

وقال مدير عام مجمع ناصر الطبي في خان يونس، الدكتور عاطف الحوت، إن الوضع الإنساني في قطاع غزة أصبح «أكثر من كارثي»، موضحا أن المجاعة بدأت تضرب القطاع بأكمله.

وأضاف الحوت، في تصريحات إعلامية أنه «لا يوجد مواطن في قطاع غزة لم يفقد من وزنه بين 10 و20 كغم»، متابعا «كأننا نحيا في معسكرات اعتقال والإبادة الجماعية».

وأشار إلى أن القطاع يعاني من عدم توفر الغذاء وأدنى مقومات الحياة وغياب المياه النظيفة.

معاناة الأطفال
وأكد الحوت أن المجمع الطبي يستقبل أعدادا مهولة يوميا من المصابين بالالتهابات الناتجة عن عدم توفر الماء النظيف، ومن سوء التغذية، متابعا «هناك أطفال يعانون الأمرّين بسبب سوء التغذية الذي يؤدي إلى ضعف المناعة».

وتابع الحوت أن المستشفى غير قادر على تقديم المحاليل اللازمة للأطفال بسبب عدم توافر محاليل التغذية الوريدية في القطاع بأكمله، وكل ما يتوافر هو محاليل الملح والغلوكوز.


كما أشار مدير مجمع ناصر الطبي إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يستهدف المنظومة الطبية في القطاع، مؤكدا أن «استهداف المجمع يعني استهداف المنظومة الصحية في جنوب قطاع غزة بالكامل».

ولفت الحوت إلى أن مجمع يستقبل يوميا نحو 200 إصابة نتيجة المجازر الإسرائيلية المتواصلة.

وتتزامن مع تصريحات مدير مجمع ناصر الطبي في جنوب قطاع غزة، إعلان مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة في شمال القطاع، عن توقف قسم غسيل الكلى عن الخدمة نتيجة نفاد الوقود الخاص بتشغيل المعدات بالقسم.

شهداء المجاعة
ومن مدينة غزة، ارتقى 32 شهيدا في أنحاء القطاع منذ فجر اليوم جراء القصف الإسرائيلي المتواصل، بينهم 9 من منتظري المساعدات (7 في محيط مفترق النابلسي بمدينة غزة واثنان بمنطقة الشاكوش في رفح).

كما استشهد طفلان اثنان جراء قصف استهدف مواطنين في منطقة بئر النعجة في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.

وأوضحت مصادر طبية أن من بين الشهداء 3 ارتقوا جراء الجوع وسوء التغذية، مشيرا إلى أنه خلال اليومين الماضيين ارتقى 23 فلسطينيا – بينهم أطفال – بسبب المجاعة والعطش وعدم توفر المكملات الغذائية للمرضى بالمستشفيات.

وأكدت المصادر أن المجاعة تتفشى بشكل كبير ومخيف في قطاع غزة، وأن هناك أكثر من 50 ألف رضيع باتوا محرومين من الحليب والمكملات الغذائية نتيجة تعنت الاحتلال الإسرائيلي في السماح بتدفق شاحنات المساعدات.

تردي الأوضاع الإنسانية 
وأضافت المصادر أن المساعدات التي دخلت القطاع خلال الأيام الماضية هي أقل بكثير من أن تلبي احتياجات أكثر من مليوني فلسطيني جائع ومجوع.

وتابع أن القطاع يفتقر لمقومات الحياة الأساسية، وسط تعطل محطات تحلية المياه وآبار المياه الصالحة للاستخدام لعدم سماح الاحتلال بإدخال الوقود، والتي يستخدمها أكثر من 1.2 مليون فلسطيني في مدينة غزة وشمالها.

ووفقا للمصادر، فإن نصيب الفرد في مدينة غزة 5 لترات من المياه يوميا، لاستخدامها في كل شيء، وسط الاكتظاظ الكبير في مساحات ضيقة.

ولفتت المصادر إلى ارتقاء 3 شهداء منذ صباح اليوم جراء سوء التغذية الحاد، وأن تلك الحصيلة قابلة للزيادة خلال الساعات القادمة في ظل وجود أكثر من 70 ألف طفل يعانون سوء التغذية والجوع والعطش.

في وقت سابق، أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن المراكز الصحية والنقاط الطبية التابعة لها أجرت مؤخرا ما يقرب من 74 ألف فحص للأطفال للكشف عن سوء التغذية، وحددت ما يقرب من 5500 حالة من سوء التغذية الحاد الشامل وأكثر من 800 حالة من سوء التغذية الحاد الوخيم.

وحذر المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، اليوم الثلاثاء، من أن «غزة أصبحت جحيما على الأرض ولا يوجد مكان بها آمن».

وأضاف أن «الأطقم والأطباء يعانون من الإغماء بسبب الجوع والإرهاق خلال أداء واجبهم في غزة».

وأعلنت الأونروا أن تقديراتها تشير إلى وفاة ألف شخص جائع في غزة أثناء سعيهم للحصول على مساعدات غذائية منذ نهاية مايو/أيار.

وقالت أولغا شيريفكو، المتحدثة باسم الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في لقاء تلفزيوني إن «الوضع في غزة وصل لمراحل غير مسبوقة». مطالبة بوقف فوري لإطلاق النار.

وناشدت المسؤولة الأممية «جميع الأطراف ذوي النفوذ» أن يمارسوا الضغط من أجل إنهاء ما يحدث في غزة من انتهاكات.