منال الزعبي - النجاح الإخباري - عالم يحنو على الكلاب... ويُشيح بوجهه عن شتات الفلسطينيين ودمائهم!

في مفارقة عجيبة وفي ظل استمرار الإبادة في غزة بشكل صارخ كلب يلفت نظر العالم… ويُترك صاحبه الفلسطيني في العراء!

قصة أعاد نشرها والتذكير بها الكاتب وصانع المحتوى الإبداعي "حامد عاشور" مرفقا صورتين له ولكلبه الوفي في خيمة نزوح في غزة، يقول:

نشرت قبل عام قصتي مع هذا الكلب الصديق جداً.

يا له من كلب محظوظ، تصدرت القصة مجلات عربية وعالمية، وقرأها ما يزيد عن 5 ملايين إنسان حول العالم،

وتُرجمت القصة إلى سبع لغات مختلفة.

وقتها تواصلتْ معي جمعية تعمل في مجال رعاية الحيوان، 

من العاصمة الايرلندية "دبلن"، طلبوا الاطمئنان على صحة الكلب، وصوراً للخيمة التي نعيش فيها معاً ونحرسها معاً، أرسلت الصور، وحصلتُ بعدها على تعاطف كبير جداً ونادر للغاية، بحثوا معي بجدية امكانية اجلاء الكلب إلى خارج قطاع غزة عبر مؤسسات رديفة.

أرادوا حياة أفضل، ومكاناً أنظف، وسماء أوسع للكلب، 

بينما لم يشِر أحدٌ إليّ،

أنا الذي كنت أعيش في خيمة لا تصلح لأن يعيش فيها كلب!

نكأ البوست جروح الكثيرين الذين يتألمون أمام صمت عالمي فاضح في مشهد كاريكاتوري أقرب إلى العبث الأسود، ففي حين  يثير كلب مكانه العراء تعاطفا دوليًا، بينما صاحبه المكلوم، يتنقل من خيمة إلى أخرى، كغيره من النازحين في غزة دون أن تلتفت إليهم كاميرات العالم أو بيانات المنظمات، خروج عن الفطرة البشرية وحرص بني البشر على  أبناء جنسهم في انحياز لافت إلى حيوان 

 

عار العالم

ليست هذه القصة موجهة ضد الكلاب – بل ضد من صمّموا عالمًا تصبح فيه حياة الحيوان أهم من حياة الإنسان، فقط لأن هذا الإنسان فلسطيني.
في مشهد يُذكّرنا بقصص الجنوب الأميركي زمن التمييز العنصري، تتجلى المفارقة:
لاجئ فلسطيني يعيش تحت النايلون، وكلب فلسطيني ينال حق التعاطف وطرح اللجوء الفاخر!

الصورة جمعت حامد بصاحبه الكلب الوفي  التفت العالم إلى الكلب، اما حامد  فلم يسأل عنه أحد!

ما الذي نحتاجه لنلفت انتباه العالم؟ أن ننبح!

ربما لو نبح حامد عاشور لتصدر الترند -الخارج عن معقولية الأمور وقوانين الطبيعة- لكان حظي بلفتة من الغرب ولأصبح له مكانٌ آمن.

لكن الواقع الفلسطيني في غزة لا يحتاج إلى تعاطفٍ عابر مع صور كلب، بل إلى عدالة كاملة تُنقذ الإنسان، وتحاسب القاتل، وتُعيد الحق لأصحابه.

حتى ذلك الحين، سيظل الجرح الفلسطيني لا يؤلم إلا الجسد الفلسطيني حتى يأذن الله بالشفاء.

التعليقات على البوست تستحق الوقوف عندها :