واشنطن - النجاح الإخباري - زاد دونالد ترامب انتقاداته لهارفارد مهدداً بحرمانها من الإعانات الفدرالية ومن حق قبول طلاب أجانب فيما أصبحت هذه المؤسسة العريقة هدفاً رئيسياً لحملته على الجامعات النخبوية الأميركية.
وأكد ترامب عبر شبكته للتواصل الاجتماعي تروث سوشال "هارفارد مجرد مهزلة تُعلّم الكراهية والغباء ولا ينبغي أن تتلقى تمويلا فدرالياً بعد الآن" بعد يومين على تجميد إعانات فدرالية للجامعة بقيمة 2.2 مليار دولار. وذكرت محطة "سي ان ان" وصحيفة "واشنطن بوست" الأربعاء أن دونالد ترامب طلب رسمياً من مصلحة الضرائب إلغاء الإعفاء الضريبي الممنوح لهارفارد.
وأعلنت وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية كريستي نويم أمس الأربعاء إلغاء منحتين تابعتين للوزارة بقيمة إجمالية تزيد على 2.7 مليون دولار لجامعة هارفارد.
وكانت رئاسة الجامعة خرجت بموقف لافت الاثنين بمعارضتها علناً طلبات إدارة ترامب التي تهدف خصوصاً بحسب البيت الأبيض إلى مكافحة معاداة السامية في الحرم الجامعية.
في هذه المواجهة التي تختزل المبارزة القائمة بين الرئيس المحافظ والجامعات الأمريكية الكبيرة، أكد ترامب أن هارفارد التي تأسست قبل أربعة قرون "لم يعد من الممكن اعتبارها مكاناً لائقاً للتعليم، ولا ينبغي إدراجها في أي من قوائم أفضل جامعات أو كليات العالم". وتابع يقول إن الجامعة توظف خصوصاً "يساريين راديكاليين ومغفلين".
وتتصدر الجامعة الواقعة في بوسطن وتضم نحو 30 ألف طالب وقد خرج من صفوفها 162 فائزاً بجوائز نوبل، منذ سنوات، تصنيف شنغهاي لمؤسسات التعليم العالي. إلا أنها باتت في مرمى حملات المحافظين على الجامعات الأمريكية التي يعتبرونها يسارية للغاية.
وقد ازدادت هذه الحملات حدة في ربيع العام 2024 مع التعبئة الطلابية المؤيدة للفلسطينيين والاحتجاجات ضد الحرب في غزة. في تلك الفترة اتهم الجمهوريون الجمعات بأنها أخفقت في حماية الطلاب اليهود. واضطرت خصوصاً رئيستا هارفارد وكولومبيا إلى الاستقالة.
واشترط ترامب على هارفارد الثلاثاء تقديم "اعتذارات" وطلب من الجامعة تغيير سياساتها بما في ذلك كيفية اختيار الطلاب والموظفين، وإخضاع برامجها وأقسامها الأكاديمية لعمليات تدقيق، وانتقد إعفاءها من الضرائب معتبراً أنه يجب "فرض ضرائب عليها مثل كيان سياسي في حال واصلت الدفاع عن +جنونها+ السياسي والأيديولوجي المستوحى من الإرهاب أو المدعوم منه".
وتحظى الجامعة الخاصة بإعفاء من مصلحة الضرائب الفدرالية ومن ولاية ماساتشوستس.
ويتهم ترامب هارفارد وجامعات أخرى بالسماح بانتشار معاداة السامية في أحرامها. وبرّر ترامب وإدارته حملة الضغط على الجامعات بأنها رد على "معاداة جامحة للسامية"، عقب مظاهرات احتجاجية صاخبة ضد حرب غزة.