نابلس - النجاح الإخباري - تكثر التحليلات حول موقف بنيامين نتنياهو وحكومة الاحتلال من الاغتيالات التي حدثت في طهران وبيروت، حيث تم التأكيد على أن هذه العمليات ليست سياسة جديدة، بل هي استمرار للنهج الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط.

وحول ذلك أفاد المحلل السياسي د. طلال أبو ركبة خلال لقائه مع "النجاح الإخباري"، بأن الحديث عن حرب إقليمية شاملة بين محور المقاومة بقيادة إيران وإسرائيل غير واقعي في الوقت الحالي. وأوضح أن المعطيات الدولية والإقليمية لا تشير إلى ذلك، مشيرًا إلى أن الرد الإسرائيلي على قصف مجدل شمس كان محسوبًا، حيث تم استهداف الرجل الثاني في حزب الله، فؤاد شكر، في الضاحية الجنوبية في لبنان، وهدف الاحتلال كان استعادة صورة الردع التي تضررت بعد أحداث السابع من أكتوبر، وذلك بموافقة ودعم الولايات المتحدة كما ظهر في خطاب نتنياهو داخل الكونغرس.

وفيما يتعلق برغبة إسرائيل في توسيع رقعة الحرب، أشار أبو ركبة إلى أن إسرائيل تدرك تمامًا أن الولايات المتحدة لن تسمح لها بالمواجهة الشاملة مع محور المقاومة، وأن تصريحات ترامب وكيم عقب لقاء نتنياهو أكدت ضرورة إنهاء الحرب بسرعة. هذا يأتي في إطار جهود إسرائيل لاستعادة صورة الردع الإسرائيلية على مستوى الإقليم، كما تجلى في استهداف قيادات المقاومة مثل فؤاد شكر وإسماعيل هنية، ويرى أبو ركبة بأن نتنياهو يسعى لإعادة إنتاج تحالف إقليمي جديد يعرف بتحالف أبراهام، تسعى من خلاله لاستعادة قدرتها على قيادة وضبط الإقليم

وأوضح أبو ركبة أن الولايات المتحدة كانت واضحة منذ البداية في رفضها لحرب شاملة في المنطقة، حيث أرسلت رسائل قوية بدعمها لإسرائيل ومنع جر المنطقة إلى حرب مفتوحة، ودولة الاحتلال تحاول فرض إرادتها على الولايات المتحدة والإقليم، مستفيدة من الدعم الأمريكي المطلق لإعادة ترسيم قوة الردع الإسرائيلية.

وأضاف أبو ركبة أن إسرائيل تعتبر نفسها موقعاً متقدماً للولايات المتحدة، وتمارس السياسات الأمريكية بما في ذلك الاغتيالات، التي ليست جديدة على السلوك الأمريكي في الإقليم. وأشار إلى أن العدوان الأمريكي على أفغانستان والعراق واستهداف فصائل المقاومة في تلك الفترة، هو مثال واضح على هذا النهج.

وأكد أبو ركبة أن إسرائيل تضرب عرض الحائط بالقيم والمبادئ الدولية منذ أكثر من عشرة أشهر، حيث أن هناك مذكرات اعتقال وآراء استشارية من محكمة العدل الدولية تصف إسرائيل كدولة احتلال ترتكب جرائم حرب، ورغم صدور قرار أخير من مجلس الأمن يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، تستمر إسرائيل في نهجها دون اعتبار لهذه التقييمات.

وختم ابو ركبة حديثه بأن إسرائيل تسعى لتثبيت معادلة جديدة في الإقليم، تُعرف بـ"توازن الردع"، لفرض نفسها كقائدة للإقليم والتصدي لأي تحديات من قبل فصائل المقاومة، وأضاف أن هذه الاستراتيجية تهدف إلى تعزيز موقع إسرائيل السياسي والانتقال من دولة مؤثرة إلى دولة قائدة في المنطقة، من خلال تحالفات سياسية واتفاقيات تطبيع.