غزة - متابعة خاصة - النجاح الإخباري - في ظل الوضع الاقتصادي الذي تمر بها العائلات الغزية في قطاع غزة ،تصر السيدات الغزيات على التمرد على هذا الوضع الاقتصادي، بمساعدة أزواجهن على تحمل أعباء الحياة ،فيبدأن بالتفكير في مشاريع بسيطة ،يستطعن وعائلاتهن من خلالها العيش بكرامة .

ومن النماذج الفلسطينية على تلك المشاريع البسيطة ، وعلى السيدات المثابرات العاملات والمجتهدات ، صابرين الجابري التي فكرت بعيداً عن مجال تعليمها ،بمشروع يدر ربحاً بسيطاً.

صابرين الجابري"34عاماً" تعمل مع أطفالها في محل جدرانه عبارة عن" ألواح من الزينقو" لتأجير وبيع فساتين الزفاف ، في خان يونس في جنوب قطاع غزة، ولديها ستة أطفال (4 بنات وولدين)، تخرجت من قسم السكرتاريا الطبية "دبلوم" وتدرس حالياً كذلك في كلية القانون، اختارت أن تنشئ لها محلاً لتأجير بدل الزفاف الأبيض والملون ،بالإضافة لفساتين السهرة ،وبأسعار بسيطة وفي متناول جميع السيدات .

فكرة الجابري في تصدير الفرحة للكثير من السيدات وبأقل الأثمان ،لا تقتصر عليهن فقط ،وانما هي بذلك تدخل السعادة على قلب أبنائها ،وهي توفر لهم احتياجاتهم من وراء هذا المشروع البسيط .

يذكر أن صابرين تمكنت من تحقيق نجاح بعيدا عن مجالها ، يمكنها من العيش بكرامة في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي تعاني منها وكافة أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة تحديداً..

تقول الجابري :" لم أجد فرصة عمل بتخصصي الطبي، فحاولت البحث عن مشروع عمل يدر دخلاً مالياً على عائلتي ،وخاصةً أن زوجي موظف تابع لحكومة غزة، حيث رواتبهم المتدنية، فلجأت لمحل تأجير بدل الأفراح والسهرة".

وأضافت أن محلها كان عبارة عن غرفة صغيرة على الشارع، بجانب بيتها الصغير المسقوف بالزينقو، فكانت تؤجر فيه البدل والفساتين بأسعار منافسة رغم جودة المنتج فيه وبنفس الموديلات المتواجدة في المحال الكبيرة، وهو ما لفت نظر النساء لها وجعله سبباً للإقبال.

توسيع المشروع

فكرت الجابري بتوسيع مشروعها ،وخصوصا انها وجدت اقبالًاً من السيدات عليه ، فلم تقف عند فرقة واحدة من الزينقو ، بل اشتركت مع سيدات المسجد القريبات من سكناها ، بجمعيات مالية ،وقامت بجمع أموال بسيطة لتوسيع محلها ، وبالفعل قامت بتوسعته ولكن بشكله البسيط.

وكغيرها من أصحاب المشاريع البسيطة في غزة ،والتي تهدف لإدرار المنفعة عليها وعلى غيرها ،طالبت الجابري الجهات الداعمة، بدعم مشروعها الصغير لإصلاح المحل وتوسعته بشكل أفضل في نفس المنطقة التي تقطنها حيث اعتادت على المنطقة التي تسكنها، وبات محلها متعارف عليه عند الكثير من السيدات.

وفي تقرير للجنة الدولية للصليب الأحمر، قد وصفت الوضع الاقتصادي في قطاع غزة بأنه "الأسوأ" منذ العام 2014، ويشهد تدهوراً مضطردا خلال السنوات القليلة الماضية.

فقد تفاقمت أوضاع أهالي قطاع غزة المعيشية والاقتصادية والتي باتت غاية في السوء منذ ما يزيد عن 13 عاماً، جراء تواصل الحصار الإسرائيلي، والانقسام الفلسطيني، حيث ازدادت نسبة الفقر بين سكان القطاع ووصلت إلى 65%، في حين وصلت نسبة البطالة إلى معدلات غير مسبوقة.