نابلس - اسلام الخالدي - النجاح الإخباري - تمكَّن الشاب (فداء أبو عليان) أخصائي طب مخبري وصيدلي، من ابتكار جهاز "الاستخلاص" لاستخراج الزيوت الطبية من الأعشاب الطبيعية بعد  رفض الاحتلال دخوله إلى القطاع عدَّة مرات، رغم كل الجهود المبذولة، بأدوات بسيطة ومحلية الصنع لتكون هذه الخطوة الأولى نحو تدشين أوّل مصنع لاستخراج الزيوت الطبية والعطرية.

وبعد عدة محاولات لاستيراد جهاز استخلاص الزيوت من الخارج باءت بالفشل، لم تكبح جماح الشاب فداء، بل دفعته إلى الأمام لمواصلة تحقيق حلمه الذي رسمه لنفسه؛ كي يكون صاحب الفكرة الأولى من نوعها في قطاع غزة.

فكرة المشروع

وفي الحديث مع فداء أبو عليان أخصائي طب مخبري وصيدلي يقول لـ "النجاح الإخباري": "راودتني فكرة المشروع، بعدما اكتشفت أن الزيوت الطبية المتواجدة في الصيدليات مغشوشة بمواد مضافة، ومخففة جدداً ما يجعلها واهية وغير أصلية، في حين يحتوي قطاع غزة على العديد من النباتات البرية والعطرية التي يفتقر إليها العالم، تزامناً مع عدم وجود مصنع لإنتاج الزيوت من هذه النباتات، فراودتني فكرة تدشين معمل صغير كفكرة أولى ليكون بعد ذلك مصنعًا للزيوت الطبية".

ويتابع: "بحثت عن كيفية توفير جهاز "استخلاص الزيوت"، كونها غير متوفرة في القطاع، فيما تواصلت مع عدة شركات طبية دولية لاستيرادها، لكن العائق في الأساس هو الجانب الإسرائيلي الذي رفض دخولها عدة مرات؛ بذرائع واهية، إذ يمنع دخول جميع الأجهزة والمعدات للقطاع، خاصة ما يفيد المواطن".

 

الحاجة أم الاختراع

 ويشير أبو عليان، إلى أنَّه حاول تجميع الفكرة بإيجاد مصادر أخرى عبر صناعه جهاز لاستخلاص الزيوت، بطريقة علميّة مبتكرة وبسيطة بعض الشيء، منوهاً إلى أنَّ الحاجة أم الاختراع، كون الاستيراد صعب للغاية، إضافة لارتفاع ثمنها.

وعن طبيعة الجهاز المصنع يضيف: "فكرة جهاز الاستخلاص (الدستليشن) الذي قمت بصناعته بسيطة للغاية، تمَّ تجميعه من عدَّة أدوات أولها جهاز (أوتوا كلاف) حولته لحاوية للضغط يوضع فيها البذور، وطنجرة ضغط المستخدمة في الطهي المنزلي، ومصدر حرارة (غاز) مع ماتور للماء، فيما بدأت بتجميع القطع داخلياً إلى أن توصلّت للشكل النهائي للجهاز، وخضت أول تجربة لاستخلاص الزيوت، تكللت بالنجاح".

ويردف القول: بينما طريقة استخلاص الزيوت، تأتي من خلال عصر البذور على البارد بالحرارة العالية، عن طريق ضغط البذور بطنجرة الطهي على مقاسات المكثف الذي يقوم بتكثيف بخار الماء مع الزيت، وبالحرارة يتم استخلاص الزيت حسب كمية المادة الزيتية المتواجدة داخل البذور.

 

"استغرقت الفكرة تخطيط وتنفيذ من (شهر يناير في العام 2018م إلى سنة 2019)، حتى توصلت للمرحلة الأخيرة بوجود معمل متكامل يستطيع استخراج جميع الزيوت الورقية والبذور، كزيت الصبار لكثرة الطلب عليه والسمسم لما له من خصائص علاجية وزيت الروز ماري والثوم، وغيرها من الزيوت"، هذا ما أوضحه.

 

ويضيف: "منتجات الزيت من خلال ماكينة العصر أو جهاز الاستخلاص، يخرج نوعين زيت عطري، إضافة لمياه عطرية (ماء الورد) يستخدم كمكسبات طعم للطعام وغسول للوجه والشعر والبشرة وملطف للجو طبيعي، بعيدًا عن الملطفات الصناعية التي تؤثر على مرضى الربو وحساسية الصدر خاصة، كما ليس له اثار جانبية"

 

وينوّه، إلى أنَّ أجهزة الاستخلاص الحديثة، تنتج كميات كبيرة من الزيوت العطرية والطبية، حيث تسهل عملية الاستخراج، مؤكّداً على أنَّه يسعى  لتحقيق حلمه بتدشين أوَّل مصنع لإنتاج الزيوت النقية الخام محليًّا، متحديًّا الاحتلال.

 

العلاج بالطب البديل

وبحسب رؤيته، فأنَّ العالم يتجه نحو العلاج بالطب الأخضر "العلاج البديل"، خاصة وأنَّه توصل إلى مخاطر المضادات الحيوية المستخدمة في علاج الإنسان وآثارها على البشرة والجسم، كما لها تأثيرات مستقبلية، مشيراً إلى أنَّه في الأونة الأخيرة بدأ الكثير من المواطنين بالتوجه نحو العلاج بالأعشاب والزيوت الطبية.

وعن المعيقات الأساسية التي كادت تقف عائقاً صلباً في طريقه، أولها كان الظروف الاقتصادية خاصة أنَّ الاجهزة المستوردة مكلفة، وثانياً منع الاحتلال دخولها للقطاع، وبالرغم من ذلك استطاع تجاوز ذلك بكل مرونة وسهولة، وتغلب عليها.

ويطمح بأن يكون لديه مصنع للزيوت الطبيعية، وأن يجد حاضنة تدعم مشروعه حتى تعم الفائدة على الجميع من ناحية اقتصادية، بتشغيل الكثير من الشباب الخريجين والعاطلين عن العمل والاستفادة من خبراتهم، إضافة لإنتاج زيوت طبية مفيدة تساعد على العلاج من الأمراض.