عبد الله عبيد - النجاح الإخباري - أكَّد الدكتور المفكر خضر محجز، أنَّ أهداف مسيرات العودة أصبحت واضحة وضوح الشمس، وهي لتحقيق مصالح خاصة لحركة حماس، بانفتاح غزَّة على العالم بعيداً عن الضفة الغربية والتمكين لحكم مستقل.

وقال محجز في حديث خاص لـ "النجاح الإخباري": "نحن وقفنا ضد هذه المسيرات منذ بدايتها حتى قبل أن ترفع الشعار المخادع لها، ونصحناهم لكنَّهم يظنون بأنهم ساعون لمسيرات سلميَّة ولم يستجيبوا لنصحنا".

وأضاف: "نحن نعلم منذ البداية أنَّ مسيرات العودة لا تهدف للعودة، بل لأهداف ومصالح خاصة، ثمَّ تغيرت تسميتها من مسيرات العودة لمسيرات كسر الحصار، والهدف من التسميّة واضح"، وهو يؤكّد ما تسعى إليه هذه المسيرات بالانفصال عن الضفة الغربية.

وأشار إلى أنَّ هذه المسيرات لن تستمر طويلاً، وليست اليوم في زخمها الأوَّل، مؤكّداً على أنَّ إسرائيل والقائمين على المسيرة حريصون على أن لا تتطور هذه المسيرة لحرب لوجود مصالح مشتركة بين الطرفين.

وأردف المفكر محجز: "هناك رسالة مشتركة بين الطرفين، لا حرب في الأفق بعكس ما يروج له البعض".

وأكَّد على أنَّ ما تسعى إليه حركة حماس الآن هو فصل غزَّة كليًّا عن الضفة الغربية، وخلق كيان وإمارة إسلامية في قطاع غزّة، مستقلة ومنفتحة الحدود لا يتحكم أحد سواها، منوّهًا إلى أنَّ مصر لن تقبل بهذا الأمر ولا حتى أي دولة أخرى.

وشدَّد على أنَّ مسيرات العودة تعود بالنفع المادي على حركة حماس والقائمين عليها، مضيفاً: "عندما تأتي أموال ومساعدات كبيرة باسم الشهداء والجرحى، لا يصلهم منها إلا الشيء البسيط".

وتساءل: "هل تسمى الـ (200$) التي تُعطى للمصاب مساعدة؟ علماً أنَّ المصاب بحاجة إلى عمليات وعلاجات وأمور كثيرة، وماذا سيفعل هذا المبلغ أمام احتياجات المصاب؟ حتى المستشفيات ليست لديها القدرة على علاجهم؟

وبخصوص التهدئة بين حماس والاحتلال، لفت محجز إلى أنَّ الاحتلال الإسرائيلي يمنح حماس تهدئة مجانية.

وقال: "إسرائيل تريد تهدئة (أنت من طرفك وأنا من طرفي).. وأنتِ يا حماس استقلي في غزَّة مثلما تريدين، لكن عليكِ تسليمي الجنود الأسرى ولا تطلقي النيران والبالونات الحارقة وتوقفي المسيرات على الحدود، وأنا أقبل بتهدئة".

وأضاف: "حماس تفكّر بأنَّ التهدئة فتح معابر فقط، وهذا بعيد كلّ البعد، لأنَّ إسرائيل لم تتحكم في جميع المعابر، فمعبر رفح القائم عليه الجانب المصري"، مشيراً إلى أنَّ حماس لو كان الأمر بيدها لوقّعت اتفاق تهدئة بعيداً عن منظمة التحرير؛ لأنَّها بالأساس لم تعترف بها كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني".

وبيّن محجز أنَّ رئيس المكتب السياسي لحماس، اسماعيل هنيّة قالها بأنَّنا تخلينا عن الحكومة ولن نتخلى عن الحكم، وعلى أرض الواقع هناك سلطة مليشيات في غزّة تحكم في كلِّ شيء دون أن تعلن أنَّها تحكم، وتعتقل، وتسجن، وتحاكم، وتقف على المعابر وتفرض الضرائب، منوّهًا إلى أنَّ هذا ما تريده!