النجاح الإخباري - صباح اليوم الثلاثاء، السابع من آب الجاري توجَّه الناخبون في ولاية مشيغين كما في ولايات أخرى عديدة إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التمهيدية التي سيقرّر الناخب فيها مَن مِن المرشحين الكثر من الحزب الديمقراطي وآخرين من الحزب الجمهوري ومرشحين من أحزاب صغيرة غير معروفة يتنافسون فيما بينهم للفوز بأصوات ناخبيهم في هذه الانتخابات التي ستفرز نتائجها مرشحين اثنين من بين مئات المتنافسين، وأحد من الحزب الديمقراطي وآخر من الجمهوري يلتقيان في نوفمبر القادم ليتنافسا في معركة انتخابية جديدة يفوز فيها حاكم جديد للولاية وأعضاء جدد في الكونجرس لعدد من المناطق إضافة إلى مناصب أخرى عديدة . 

تكمن أهميَّة انتخابات هذا العام بالأعداد المتزايدة للمرشحين من أصول شرق أوسطية ومن المغتربين الذين يشاركون بجد واجتهاد في بناء المجتمع الجديد، حيث وصل عدد المرشحين من أصول عربية نحو ستة عشر مرشّحًا من بينهم الدكتور عبد الرحمن السيّد المرشح لمنصب حاكم الولاية الذي ينافسه مرشحان آخران، هما غريشين ووتمر الزعيمة السابقة للأقلية الديمقراطية في مجلس شيوخ الولاية المدعومة من مجموعة الشركات الكبرى ونقابات العمال ونقابة المعلمين الأميركيين، ومحافظ مقاطعة وين ورئيس بلدية ديترويت، وقائمة طويلة من المؤازرين، بينهم 'ديترويت فري برس ' كبرى صحف الولاية.

واستطاعت ووتمر جمع ملايين الدولارات خلال الأشهر الثمانية الماضية، وهي الآن تتصدَّر جميع استطلاعات الرأي التي توكّد فوزها بأغلبية أصوات الديمقراطيين. 

أمّا المرشح الثاني، فهو العالم ورجل الأعمال المليونير الأميركي من أصل هندي شرري تثانادار، الذي رفض قبول أيّ دعم مالي واكتفى بما خصَّصه هو نفسه لحملته الانتخابية بمبالغ تعدَّت عشرة ملايين دولار أنفقها على الدعايات والإعلانات الإعلامية، واستقطب أعدادًا من الناخبين الدمقراطيين والمستقلين رفعت رصيده الانتخابي ووضعته في المرتبة الثانية في استطلاعات الرأي بعد ووتمر. 

المرشح الأكثر حنكة ودراية بمداخيل وألاعيب السياسة الاميركية بالرغم من عدم تبوءه أي منصب سياسيي في السابق هو الدكتور الباحث عبد الرحمن السيّد، أميركي من أصول مصرية .والذي ولد في العام (١٩٨٥) لأبوين مصريين هاجرا إلى ولاية مشيغين في العام (١٩٧٧) وعمل والده المهندس مع إحدى شركات صناعة السيارات، فيما تطوَّع للعمل كإمام لإحد المساجد المحليّة في الولاية. 

تخرَّج عبد الرحمن السيّد بدرجة الشرف من جامعة مشيغين، وحصل بعدها على بعثة رودس، ونال الدكتوراه من جامعة اكسفورد العريقة، والتحق بجامعة كولمبيا ونال إجازة في الطب جعلت منه خبيرًا عالميًّا في مجالات الصحة العامّة، عُيّن رئيسًا لدائرة الصحة العامّة في ديترويت، حيث ساهم وفريق العمل معه في إحداث تغيرات جذرية أعادت الهيبة والمصداقية لهذه الدائرة التي عانت من التسيب والإهمال وسوء الإدارة لعقود من الزمن. 

حين كان الدكتور عبد الرحمن السيّد يتهيّأ لإطلاق حملته الانتخابية، التقى بعشرات الصحافيين والإعلاميين، وأصحاب الخبرة والمراس طالبًا النصيحة والإرشاد، لكنَّهم اجمعوا أنَّ مهمَّته هذه تكاد تكون مستحيلة، وتفتقر إلى المنطق؛ لأنَّ الطريق لن تكون سالكة ويصعب تجاوز التحدّيات التي أهمّها أنَّه مسلم وعربي ولون بشرته يختلف، إضافة إلى أنَّ هناك من يقول إنَّ السيد عضو في جماعة الأخوان المسلمين 'الذي يبحث الكونجرس الأميركي في الوقت الحاضر لتصنيفها كمنظمة إرهابية، فكيف يمكن له اجتياز كلَّ هذه التحديات. 
لكنَّه ذكَّرهم بأنَّه أميركي لا يختلف انتمائه لأميركا عن أيّ أميركي مخلص آخر. 

وفور انطلاق حملته الانتخابية حظي عبد الرحمن السيد باستقطاب آلاف الطلبة من جامعات وكليات الولاية والموظفين من الأجيال الجديدة المطالبين بالتغيير ممن لم تعد تستهويهم أكاذيب السياسيين التقليديين، خاصة بعد أن أكَّد ووعد بالتغيير الحقيقي بما يضمن التخلّص الكليّ عن أموال الشركات والمؤسسات الكبرى التي عادة ما تقرّر مسيرة المسؤول المنتخب للسنوات الأربع القادمة خدمة لمصالحها، وأثبت السيد أنَّه فعلًا يعتمد على دعم الناخبين الأميركين بالمبالغ البسيطة، كلٌّ حسب قدراته، وتمكّن من تغطية التكاليف الباهضة من المبالغ البسيطة التي جمعها من المؤازرين الشباب وعائلاتهم. 

يعلم المرشح السيد جيّدًا أنَّه لن يستطيع الاستمرار باعتماده على المبالغ البسيطه من المواطنين العاديين، وعليه إذن طرق أبواب ثماني منظمات ممولة على الأقل من خارج الولاية، واحدة تدعم المرشحين الديمقراطيين واُخرى للجمهوريين يبدأ عملهما في اليوم الثاني للانتخابات التمهيدية وعادة ما تضخّ هذه المنظمات مئات الآلاف من الدولارات كدعم إعلاني لإنجاح مرشحيهم. وعلى سبيل المثال بثَّت المحطات التلفزيونية والإذاعية في الولاية لغاية الآن نحو أربعين الف دعاية لصالح المرشحين المتنافسين لمنصب حاكم الولاية . 

ويؤكِّد المرشح العربي الأميركي أنَّه لا يعير هذه الاستطلاعات التي تبثها الأجهزة الإعلامية صباح مساء أي اهتمام، مذكّرًا من تابعوا الحملات الانتخابية لمنصب الرئاسة الاميركية بأنَّ جميع الاستطلاعات التي أجرتها الهيئات المختصة في الانتخابات الرئاسية عام (٢٠١٦) أكَّدت على فوز المرشحة هيليري كلنتون، إلا أنَّ الرئيس دونالد ترامب حصل على أصوات ولاية مشيغين المحسوبة على الحزب الديمقراطي بفارق عشرة الالاف وسبعمئة صوت فقط من أصل أربعة ملايين وثمانيمئة الف ادلوا باصواتهم في حين بلغت أصوات الناخبين المسجلين للتصويت في مشيغن هذا العام سبعة ملايين ونصف المليون ناخب أغلبيتهم ينتمون للحزب الديمقراطي . 

ومن المتوقع أن يزور الرئيس السابق باراك أوباما الولاية خلال الشهرين القادمين لدعم حملة المرشح الديمقراطي الفائز في انتخابات نوفمبر القادم لمنصب حاكمية الولاية.

تحديات ومواجهة 

ومن جملة التحديات التي يواجهها المرشح عبدالرحمن السيّد، اتّهام السناتور بات كولبيك، أحد مرشحي الحزب الجمهوري لمنصب الحاكم الذي يتّهم الدكتور السيد بالانتماء لجماعة الأخوان المسلمين الذي يقول إنَّه حزب إرهابي محظور في العديد من الدول العربية ومنها الامارات العربية.

ويضيف كولبيك أنَّ والد الدكتور السيد المهندس الذي يعمل إماماً لأحد المساجد هو عضو فعال في جماعة الاخوان المسلمين في مصر، وإنَّ ترشّح الدكتور السيّد لأعلى منصب منتخب في الولاية ما هو إلا خطّة مدروسة لفرض الشريعة الإسلامية على جميع الولايات الاميركية تبدأ بولاية مشيغين التي تضمّ أكبر التجمعات العربية والمسلمة، ومن ثمّ تنتقل العدوى إلى الولايات الخمسين الأخرى.فيما يتّبع السيد سياسة الهجوم المباشر على خصومه التي يعتبرها خير وسيلة للدفاع عن مبادئه وطروحاته، ويؤكّد في خطاباته صباح مساء على مبادئ التغيير ورسم سياسة جديدة للتخلص من توغل الشركات الكبرى في سياسة وبرامج الولاية .

في وقت دافع فيه العديد من الشخصيات الفاعلة في مجتمع الولاية منهم من شنّ حملات إعلامية رفضوا فيها اتهامات كولبيك للمرشح عبد الرحمن السيد، مشككين في الحملات الإعلامية المستهدفة لحملته الانتخابية، رافضين المعلومات غير الموثّقة والتي تفتقر إلى المصداقيه التي أطلقها المرشح الجمهوري كولبيك، والهادفة لزرع الخوف والشك في قلوب الناخبين، و طالب أعضاء في مجلس نواب الولاية كولبيك بالاستقالة إذا لم يقدّم إثباتات ووثائق تثبت صحة معلوماته.

ونشرت صحيفة ديترويت نيوز افتتاحية أكَّدت فيها أنَّ لا مكان في مشيغين لسياسة العنصرية الدينية والتمييز، مضيفة أنَّ على باترك ترك العمل السياسي فورًا .

وبالرغم من أنَّ بعض السياسيين والخبراء لا يعلّقون آمالا كبيرة على فوز الدكتور السيد في انتخابات اليوم، ورغم تباين أرقام واستطلاعات الرأي يرى البعض الآخر أنَّ الأيام الثلاثة الماضيه شهدت ارتفاعًا كبيراً في إعداد المشاركين في التجمعات الانتخابية وزيارة السناتور الديمقراطي المشهور بيرني ساندرس لديترويت اليوم ومشاركته في حفل جماهيري كبير لدعم المرشح التقدمي الدكتور عبدالرحمن السيد والثقة المطلقة التي يظهرها هذا المرشح الشاب بمستقبل الولاية وأجيالها القادمة وتوقع ارتفاع نسبة المشاركين في التجمعات الجماهرية الداعمة لحملة السيد وخاصة من الأجيال الصاعدةواستعداد الولاية لتغيير جذري في السياسات المتبعةالتي يعجز الكثيرون على تغيرها اذ ليس هناك احد قادر على قيادة هذه الولاية الى المستقبل المنشود غير المرشح الشاب الدكتور عبد الرحمن السيد.