النجاح الإخباري -  يبدو أن السياسة الخارجية أو حملة "التطهير" التي يقودها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في حق معارضيه، لا يتصدران أولويات الناخبين الأتراك في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة، الأحد المقبل، حيث تشير استطلاعات رأي نشرت مؤخرا أن الاقتصاد هو القضية الرئيسية التي تشغل بال الناخبين. الأتراك.

وقال 50 في المئة من المشاركين في استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "ماك" للأبحاث في أواخر مايو الماضي، إن العامل الاقتصادي هو الذي سيوثر على قرارهم الانتخابي، مشيرين إلى أزمة الليرة وتفشي البطالة.

وانخفضت الليرة التركية بصورة دراماتيكية، وفقدت نحو 20 في المئة من قيمتها منذ بداية العام 2018، فيما وصلت نسبة البطالة إلى 10 في المئة، وبلغ معدل التضخم 12 في المئة، وفقا لأرقام رسمية تركية.

"سكاي نيوز عربية" استطلعت آراء عدد من الأتراك في مدينة إسطنبول، العاصمة الاقتصادية لتركيا، شددوا على أن الأوضاع الاقتصادية أساسية في تحديد المرشح الذي سيصوتون له.

استنزاف جيوبنا

 ومن بين الأشخاص الذين استطلعت "سكاي نيوز عربية" آراءهم، سيدة تركية خمسينية عرّفت عن نفسها بـ "عائشة" فقط، ورفضت الحديث عن الحزب أو الرئيس الذي ستنتخبه، مؤكدة في الوقت ذاته أنها لن تمنح صوتها للرئيس رجب طيب أردوغان وحزبه الحاكم "العدالة والتنمية".

وقالت إن سياسات الحزب الاقتصادية أثبتت فشلها، فالليرة التركية انخفضت أمام الدولار بصورة غير مسبوقة، الأمر الذي رفع الأسعار وجعل الحياة أصعب، مؤكدة "هذه السياسات ألهبت جيوبنا".

أما الطالب الكردي الجامعي الذي يعيش في إسطنبول، فريد أرشتكي، فأكد أنه سيدلي بصوته لصالح مرشح حزب الشعوب الديمقراطي المسجون، صلاح الدين ديميرتاش الذي ينافس أردوغان على منصب الرئيس.

وقال أرشتكي، إنه اتخذ هذا القرار من أجل إخراج ديميرتاش من السجن، مؤكدا أنه جرى الزج به خلف القضبان "ظلما"، منذ نوفمبر 2016، على خلفية اتهامات تتعلق بالإرهاب.

ولم يخف الطالب التركي امتعاضه من الظروف الاقتصادية التي تمر بها تركيا، مشيرا إلى ارتفاع الأسعار، وقال إن سيصوت ضد سياسة حزب العدالة والتنمية  الاقتصادية، والتي حملها جزءا من المسؤولية عن مصاعب البلاد الاقتصادية.

مشاريع اقتصادية كبيرة

أما المؤيديون للرئيس أردوغان، فقد أكدوا أيضا أن العامل الاقتصادي هو الذي يتصدر أولوياتهم الانتخابية.

فقد أكد الموسيقي كريم أباتي، أن ما يهمه في الانتخابات هو توفير الاستقرار الاقتصادي، الذي يعتقد أن أردوغان استطاع تحقيقه خلال السنوات الماضية، وأضاف : "نحن ممتنون لأردوغان صاحب المشاريع الكبيرة في مجال البنى التحية مثل المطارات والأنفاق".

ويقول الموظف محمود أوزار، أن "أردوغان حقق استقرارا اقتصاديا منذ 15 عاما، لذلك سأصوت له"، مؤكدا أن ما حصل من انخفاض لقيمة الليرة أمام الدولار "مؤامرة".

ودلل على ما وصفها بـ" المؤامرة" ، بانخفاض قيمة الليرة 40 قرشا في ليلة واحدة، وسحب أموال كثيرة من العملة الصعبة من البلاد، معتبرا أن هذا الأمر ليس صدفة.

ولطالما تبنى أنصار الرئيس أردوغان نظرية المؤامرة في تفسير ما تتعرض له الليرة التركية من تراجعات متتالية، لكن مسؤولين أتراك حاولوا تبديد مخاوف المستثمرين، قائلين إن تصريحات "المؤامرة" تأتي في سياق الدعاية الانتخابية.