النجاح الإخباري - قالت سلطة جودة البيئة إن التنوع الحيوي في فلسطين يعاني من مهددات وأخطار كبيرة، قد تؤدي إلى انقراض العديد من الكائنات الحية واختفائها بسرعة كبيرة، إذا لم تتخذ التدابير اللازمة لوقفها والحد من تأثيراتها.

وأوضحت سلطة جودة البيئة، في ورقة حقائق، أصدرتها اليوم الاثنين، لمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لاتفاقية التنوع البيولوجي (الحيوي)، أن من أهم هذه المهددات هي الاحتلال الإسرائيلي المستمر لأراضي الدولة الفلسطينية ومصادرها الطبيعية والنشاطات المرتبطة به كإنشاء المستوطنات الإسرائيلية على الأراضي الخضراء والمحميات الطبيعية، وإنشاء الطرق الالتفافية، وإقامة الجدار العازل، وما ينتج عن هذه النشاطات الإسرائيلية من تجريف أراضي الغابات وقطع الأشجار وتجزئة وتفتيت الموائل والبيئات الطبيعية وتشتيت العشائر للحياة البرية الحيوانية، ووضع الكثير من الأنواع على لائحة الأنواع المهددة بالانقراض.

وأضافت أن من المهددات أيضا، الأنواع الغريبة الغازية والتي تستوطن الموائل الطبيعية والنظم البيئية الهشة والضعيفة التي لم تكن موجودة في فلسطين، وهذا يؤدي إلى خلل في النظم البيئية وإحداث تأثيرات كبيرة على المجتمعات النباتية والحيوانية الأصيلة وقلة الخدمات التي تقدمها، إضافة لاستنزاف المصادر البيئية الطبيعية مثل الصيد الجائر والرعي الجائر وقطع الأشجار، كذلك التلوث الناتج عن الأنشطة البشرية، خاصة المستوطنات الإسرائيلية مثل النفايات الصلبة والنفايات الزراعية والاستخدام المفرط للمبيدات الحشرية بالإضافة إلى التلوث بمياه الصرف الصحي، عدا عن التغيرات المناخية وآثارها السلبية على التنوع الحيوي وديمومته.

وأوضحت أن التصحر وما يصاحبه من تدهور للأراضي المنتجة والخصبة وقلة الإنتاج الغذائي وبالتالي ضعف الأمن الغذائي الوطني، إضافة إلى ضعف الأبحاث العلمية المتعلقة بالتنوع البيولوجي، وضعف الوعي العام بأهمية التنوع الحيوي وديمومته لنا وللأجيال القادمة، وشح الموارد المالية وعدم تخصيص ميزانية للمحافظة على التنوع البيولوجي ومكوناته، هي أيضا من مهددات التنوع الحيوي في فلسطين.

وبينت أن فلسطين من المناطق الفريدة والمميزة بتنوعها الحيوي الكبير بالرغم من صغر مساحتها، فهي تمتاز بطبيعة خلابة وتنوع كبير في الغطاء النباتي والحيواني والناجم من التباين في النظم المناخية ومن الطبيعة الجغرافية أو الجيولوجية وكذلك من تنوع التربة واختلاف تراكيبها الجيولوجية، إضافة إلى التباين في التضاريس الطبيعية التي تضم المناطق الصحراوية، والجبلية والسهلية الساحلية والغورية، وهذا أدى إلى جعلها متحفا طبيعيا متفردا بثروة حيوانية ونباتية.

وأوضحت سلطة جودة البيئة أن الأنواع الأحيائية في فلسطين تقدر بـ51,000 نوع تضم أنواعا حيوانية تقدر بـ 30,904 أنواع منها اللافقاريات التي تقدر بـ 30,000، والطيور 373، والأسماك 292، والثدييات 92، والزواحف 82، والبرمائيات 5، أما الأنواع النباتية فتقدر بـ 2,100 نوع مقسمة إلى 138 عائلة.

وبينت أن فلسطين تضم عددا كبيرا من المحميات الطبيعية بلغت حوالي 51 محمية طبيعية مدرجة على المخطط الوطني المكاني، إضافة إلى حوالي 50 منطقة مصنفة بغناها بالتنوع الحيوي مدرجة على المخطط الوطني المكاني المقر من مجلس الوزراء.

وأكدت أنه لكي نحافظ على التنوع الحيوي في فلسطين يجب علينا العمل على وقف المهددات والأخطار التي تحيط بالتنوع الحيوي، والعمل على دوام استقرار النظم البيئية وتوازنها، والعمل على تحديث الاستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي وتطبيق وتحقيق أهداف الاتفاقية وخطتها الاستراتيجية.

وفي هذا السياق، أوضحت سلطة جودة البيئة أنها تعمل، بالتعاون مع الجهات الحكومية والمؤسسات الأهلية ذات الصلة، على تحديث الخطة والاستراتيجية الوطنية الخاصة للتنوع البيولوجي، وإعلان المحميات الطبيعية وإدارتها بطريقة مستدامة وحماية المناطق الغنية بالتنوع الحيوي، للحفاظ على النظم البيئية للأنواع الحية المختلفة وديمومتها، وإعادة تأهيل الأنظمة البيئية المتضررة واستدامتها، والعمل على جلب التمويل اللازم والمشاريع التي تساهم في المحافظة على التنوع الحيوي والمحميات الطبيعية واستدامتها، إضافة لعمل المسوحات الميدانية للتنوع الحيوي، والانضمام للاتفاقيات البيئية ذات الصلة بالتنوع البيولوجي والمهمة لفلسطين، ورفع مستوى الوعي البيئي لدى المجتمعات المحلية وتعزيز الخبرة في مجال الحفاظ على التنوع الحيوي من خلال التوعية والتعليم والإعلام والفعاليات المختلفة.

كذلك، أشارت سلطة جودة البيئة إلى أنها تعمل على تعزيز مفاهيم التنوع الحيوي من خلال القيام بمشاريع عملية تطبيقية منها السياحة البيئية في فلسطين، للتركيز على تنمية مستدامة من أجل حماية المصادر الطبيعية من الاستنزاف ووقف تدهور الأراضي وحماية النظم البيئية، وبناء القدرات في مجال المحافظة على التنوع الحيوي والمحميات الطبيعية، وتطوير نماذج للتعامل مع التغير المناخي ومكافحة ظاهرة التصحر بالتكيف والتخفيف بزيادة مساحات المحميات والغابات وتعزيز حماية وتنمية البيئة البحرية والساحل في قطاع غزة، إضافة لتطوير وتحديث التشريعات البيئية وإصدار قانون الصيد وحماية الطبيعة والعمل على إنفاذها، وتكثيف الأبحاث العلمية المرتبطة بالتنوع الحيوي وصونه والمحافظة عليه وتأثيرات التغيرات المناخية السلبية على التنوع الحيوي.

 واتفاقية التنوع البيولوجي (الحيوي)، هي معاهدة دولية متعددة الأطراف للحفاظ على التنوع الحيوي تحت إشراف برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP)، تم اعتمادها في مؤتمر قمة الأرض في ريو دي جانيرو، بالبرازيل في حزيران/يونيو 1992 ودخلت حيز التنفيذ في كانون أول/ديسمبر 1993.

وللاتفاقية ثلاثة أهداف رئيسية هي: الحفاظ على التنوع البيولوجي، والاستخدام المستدام لمكوناته، والتقاسم العادل والمنصف للفوائد الناتجة عن استخدام المصادر الوراثية.

وتنظم فلسطين فعاليات كبقية دول العالم في اليوم الدولي لاتفاقية التنوع الحيوي، حيث انضمت فلسطين في2/4/2015 م إلى هذه الاتفاقية وكذلك الى بروتوكول قرطاجنة للسلامة الأحيائية.