النجاح الإخباري - اضطرت الفتاة الفرنسية الشابة أن تترك شقتها الفاخرة بلا رجعة، مع الغزو الألماني لبلادها حين دقت طبول الحرب العالمية بقوة،  وبعد سبعين عامًا عاد آخرون وفتحوا الشقة فوجدوا ما أصابهم بالذهول.

منذ أن اشتعلت الحرب العالمية الثانية، وتحديدا مع بداية حقبة الأربعينيات بالقرن الماضي، لم تفتح تلك الشقة الواقعة بالعاصمة باريس، بين منطقة بيغال والأوبرا، بعد أن هجرتها مالكتها سولانج حينها.

إذ ظلت أبواب الشقة الباريسية موصدة، حتى عاد إليها ورثة سولانج، وكذلك بعض الخبراء من أجل تقييم محتوياتها، بعد أن توفيت السيدة الفرنسية عام (2010)، عن عمر يناهز الـ(91) عامًا، وصعق الجميع تحت وقع المفاجئة حين رأوا محتويات هذه الشقة الفخمة. 

 الأتربة التي غطت كل محتويات تلك الشقة لم تقلل من روعة وأصالة أثاثها الذي يعود للقرن الـ(19) شديدة الرقي.

وأفخم الموجود كانت اللوحة المذهلة، التي لفتت انتباه الخبراء على الفور، والتي ترصد سيدة جميلة، ترتدي فستانا زهريًّا أنيقًا، أجمع الخبراء على أنَّها فنانة فرنسية شهيرة تدعى مارث دي فلوريان، عرفت بكثرة معجبيها من السياسيين ورجال المجتمع منذ سنوات طوال، والذين كان من بينهم عدد من رؤساء فرنسا السابقين، مثل بول ديشانيل، وجورج كليمنصو.

يقول الخبير الفرنسي، أوليفير شوبين، وصاحب هذا الاكتشاف: "وجدنا الكثير من الرسائل مرفقة بتلك اللوحة، ولكن المدهش هو وجود تلك الرسالة الموجزة، من قبل الفنان الإيطالي الشهير حينئذ، جيوفاني بولديني، والذي أثار الشك بأن يكون هو من رسم تلك اللوحة المبهرة".

وعثر  الخبراء لاحقًا على كتاب لزوجة بولديني، ما يثبت أنَّ زوجها الفنان هو من رسم تلك اللوحة، إذ أشارت إلى أنَّه قام برسم لوحة لمارث دي فلوريان بنفس أوصاف اللوحة، في عام (1898)، الأمر الذي يعني أنَّ الشقة الفاخرة، كانت تحتوي على كنز مدفون تحت الأتربة طوال تلك الفترة دون أن يعلم أحد، ما تأكد لدى ورثة سولانج بالفعل، بعد بيع لوحة بولديني مقابل نحو 3.4 ملايين من الدولارات.