هبة أبو غضيب - النجاح الإخباري - "الوجبة الوحيدة التي ترضي أبنائي، ولكن..."، بهذه الكلمات عبر المواطن ناصر عبد الجليل عن استيائه من ارتفاع أسعار البض والدواجن، عندما سأله "النجاح الإخباري" عن الأسعار، وصمت لوهلة، ثم تابع أن أطفاله الخمسة يفضلون أكل البيض يوميا صباحا.

وقال "الوجبة الوحيدة التي ترضي أبنائي في الوقت الذي لم أستطع توفيره لهم، مع الراتب الذي أتقاضاه"، مضيفا ببساطة "شو بدو يكفي ليكفي، مصاريفنا كثيرة، خاصة مع ابتداء دوام المدارس".

وقالت المواطنة أم خالد أن أسعار الدواجن حاليا، تختلف من منطقة لمنطقة، مشيرة إلى أنها وعائلتها يقطنون على أطراف المدينة، وبالتالي كافة محال الدواجن تبيعه بأسعار خيالية وفقا لوصفها.

واشتكى مواطنون في عدة مناطق بالضفة من ارتفاع أسعار البيض والدواجن مؤخرا، واعتبر البعض أن البيض كالذهب، مناشدين الجهات المختصة بضرورة التدخل لخفض الأسعار وجعلها ملائمة مع ذوي الدخل المحدود.

 الأسعار مرتبطة بإسرائيل

بدوره أكد نضال نزال صاحب محل دواجن في نابلس أن كرتونة البيض تبلغ تكلفتها على المزارع 12 شيكل، وتباع للتاجر 15 شيكل، وتباع للمستهلك بقيمة 18 شيكل.

ونوه نزال لـ"النجاح الإخباري" إلى أن قطاع الدواجن يخسر بشكل كبير منذ سنتين.

وأضاف أن تكلفة الدجاجة على المزارع تبلغ 12 شيكل، وتباع بقيمة 13 شيكل، لافتا إلى أن الفترة الماضية بلغ سعر الدجاجة على المزارع والتاجر 10 شيكل، ما أدى إلى تكبد خسائر على حساب المزارع.

وأشار إلى أن الأسعار في فلسطين مرتبطة بالأسعار في إسرائيل.

الزراعة: الأسعار طبيعية وفرصة للتعويض

 مدير عام التسويق في وزارة الزراعة طارق أبو لبن أكد أن السعر في الأسواق طبيعي.

وأوضح لـ"النجاح الإخباري" أن الأسعار مناسبة مقارنة بالسنوات السابقة، مضيفا أنها بالكاد تزيد عن تكلفة الإنتاج التي يتكبدها المزارع في التدفئة وكمية النفوق من الدواجن في المنخفضات الجوية.

ونوه إلى أن الأسعار الحالية قد تعطي مجالا للمزارع أن يربح ويستمر بعمله لسداد جزء من الخسائر التي تكبدها خلال الفترة الماضية.

ونوه إلى أن سعر كرتونة البيض لدى المزارع تبلغ 16 شيكل وتباع في من 17-20 شيكل، وفقا لجودة البيض ووزنه.

وأوضح أن تراكم الخسائر أدت لعزوف عدد كبير من المزارعين في الإستمرار بهذا المجال.

وعزا سبب الإرتفاع إلى قلة انتاج الدواجن للبيض في ظل الحالة الجوية الباردة، وفي المقابل المزارع يدفع نفس التكاليف لتوفير الأجواء المناسبة للدواجن.

واختتم حديثه مؤكدا أن الأسعار هذه الفترة قد تكون فرصة لتعويض المزارعين عن خسائرهم وإعادة إحياء القطاع.

الإقتصاد: نعمل بهمة عالية والمسؤولية تقع على عاتق الزراعة

مدير وزارة الاقتصاد في نابلس بشار الصيفي أوضح أن ارتفاع الأسعار مرتبط بالعرض والطلب.

وأكد لـ"النجاح الإخباري" أن الزراعة هي الجهة المسؤولة عن دراسة الموضوع والتنسيق بين الطرفين.

وأضاف أن ارتفاع الأسعار مرتبط بعدة عوامل من بينها العوامل الجوية، التي تؤدي إلى قلة العرض، وبالتالي عزوف عدد كبير من المزارعين عن الاستمرار بالعمل في قطاع الدواجن.

وأشار إلى أن تهريب البيض والدواجن من إسرائيل، له تأثير كبير على تدمير القطاع، عدا عن تصدير البيض إلى إسرائيل بفترة أعيادهم ما يؤدي إلى قلة العرض في الأسواق المحلية.

وشدد على ضرورة إجراء دراسة حثيثة، خاصة بظل الظروف التي تمر بها فلسطين وعدم السيطرة على المعابر الأمر الذي يمنع التصدير والإستيراد.

وأكد أن الإقتصاد تعمل بهمة عالية مع لجنة مشكلة من الضابطة الجمركية والزراعة والصحة لمكافحة تهريب الدواجن والبيض، وتضع خططا وبرامج لذلك.

كما أوضح أن الإرتفاع لن يدوم طويلا، قائلا "إنها أسعار موسمية، وفقا لتجاربنا السابقة"، داعيا المواطنين لعدم الهلع.

واختتم حديثه مشددا أن مسؤولية وزارة الزراعة السماح بإدخال كميات من الأسواق المجاورة حتى تتوازن الأسعار.

حماية المستهلك تناشد 

أكد رئيس جمعية حماية المستهلك في نابلس إياد عنبتاوي أن ارتفاع أسعار الدواجن والبيض طبيعي في هذه الأوقات من السنة، مشيرا إلى أن المنخفضات الجوية سبب رئيسي في هذا الإرتفاع.

وأوضح لـ"النجاح الإخباري" أن جمعية حماية المستهلك على تواصل دائم مع وزارة الزراعة، للمحافظة على استقرار الأسعار في السوق.

ونوه إلى أن كرتونة البيض قبل أن يصل سعرها ل18 شيكل كانت تباع ب12 شيكل، قبل مدة إلا أن هذا انعكس سلبا على المزارع وتكبد خسائر فادحة.

وطالب عنبتاوي وزارة الزراعة بدراسة الوضع بشكل جيد، لافتا إلى ان الأسعار ليست كما يجب، حتى لا يتم استغلال المستهلك والمزارع.

كما دعا إلى ضرورة تدخل الزراعة في الأسعار لثباتها عند حد معين.