النجاح الإخباري - ليلة الثاني والعشرون من أيار عام 1948، ظلامٌ دامس حلّ على قرية الطنطورة، لم يعِ السكان ما يجرى.. وكان الجرح لم يتلئم بعد من مجزرة ومذبحة ظلت توجع القلب.. مذبحة دير ياسين التي وقعت قبل أقل من شهرٍ على مجزرة الطنطورة، لم تلملم الجراح ولم يتوقف النحيب على أحبةٍ فُقدوا بين ليلةٍ وضحاها.. حتى أتت مجزرة قرية الطنطورة .. ليصبح الوجع وجعان .


عصابات الهاغاناة أتت على حين غرة الى قرية الطنطورة الساحلية، بهدف احتلالها وطرد سكانها،وقد تمكّنوا من احتلال القرية بعد مقاومة عنيفة دامت بضــع ســاعات، وبعد وقوعها في أيديهم، ارتكبوا المجزرة، التي راح ضحيتها نحو 200 شخص من مختلف الأعمار والأجناس.

وبالعودة الى قرية الطنطورة قبل أن يهجرَ أهلها، وتتغير ملامحها.. هي القرية الواقعة ساحل البحر المتوسط، على بعد قرابة 30 كم جنوب حيفا وقد نشأت القرية قرب اثار قرية "دور"الكنعانية على تل صغير يعلو قليلا عن شاطئ البحر المتوسط

امتدت القرية بصورة عامة من الشمال إلى الجنوب، وحالت المستنقعات الموجودة شرقها دون الامتداد في هذا الاتجاه، والشاطىء عند البلدة مغطى بالكثبان الرملية، وفي عام 1931 كان في القرية300 مسكن من الحجر، وبلغت مساحة القرية العمرانية 119 دونماً عام 1945 فيما سيطر الاحتلال على 14.12% منها.

سكن الطنطورة عام 1922 قرابة 750 نسمة ارتفع عددهم عام 1931 إلى 953 نسمة.

كان في القرية مدرسة ابتدائية للبنين وأخرى للإناث،  واعتمد اقتصاد القرية على زراعة الحبوب والمحاصيل الحقلية والأشجار المثمرة وصيد الأسماك، وقد بلغت المساحة المزروعة برتقالاً عام 1943 قرابة 260 دونماً تتركز في جنوب شرق القرية، في حين لم يزرع الزيتون إلا في 20 دونماً. أما كميات الأسماك المصتادة فقد زادت 6 أطنان.

وكان بالقرب من القرية عدة خرب منها  خربة المزرعة، وخربة أم الطوس، وخربة السليمانيات وخربة حناتة، وخربة دريهمة، وخربة حيذرة، وتل عيدون، والطنطورة منطقة أثرية تضم ميناءً قديماً وبقايا أبنية ومدافن وأعمدة وبقايا معمارية أخرى اضافة لمحطة للسكة الحديدية.