النجاح الإخباري - حاول البيت الأبيض إقناع الحزب الجمهوري المتشكك والمؤسسة المعنية بالسياسة الخارجية بفكرة السيطرة على قطاع غزة المنكوب بعد أن فاجأ الرئيس ترامب العديد من حلفائه بخطته بالسيطرة على القطاع بعد تهجير سكانه منه وإعادة اعماره.
وحسب صحيفة وول ستريت جورنال فقد ظهرت مخاوف حتى بين أنصار ترامب بأن اقتراحه غير عملي وغير حكيم.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، يوم الأربعاء إن دافعي الضرائب الأمريكيين لن يتحملوا تكلفة تطوير القطاع، وإن أي نقل للفلسطينيين سيكون مؤقتًا. كما أكدت أن الرئيس لم يلتزم بإرسال قوات أمريكية إلى المنطقة.
ورغم دعم الجمهوريين لمعظم تحركات ترامب منذ توليه المنصب، إلا أن اقتراحه بالسيطرة طويلة الأمد على غزة شكل لحظة نادرة من الانقسام داخل الحزب الموحد إلى حد كبير.
وقال أحد أعضاء مجلس النواب الجمهوريين: "لا يبدو لي أن هذا الاقتراح منطقي بأي حال من الأحوال"، مضيفًا أن الفكرة قد تتعارض مع جهود الحزب الجمهوري لخفض الإنفاق.
وقال السناتور كيفن كريمر، وهو من أنصار ترامب: "أعتقد أنها فكرة كبيرة ورؤيوية لكنها غير عملية".
وقال السناتور ليندسي غراهام: "كنت على الهاتف مع العرب طوال اليوم، وأعتقد أن هذا النهج سيكون إشكاليًا للغاية."
وأشار مساعدو البيت الأبيض إلى أن اقتراح ترامب حظي بدعم من بعض الأوساط داخل الحزب، وأصدروا قائمة بتصريحات إيجابية صادرة عن عدد من المشرعين الجمهوريين ومسؤولين سابقين في إدارة ترامب.
وذكر مسؤول في الإدارة أن ترامب سيطرح الاقتراح خلال اجتماع مع الملك عبد الله الثاني ملك الأردن الأسبوع المقبل.
ودعا ترامب سابقًا للاستحواذ على أراضٍ في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك قناة بنما وجرينلاند وحتى كندا. لكن لا شيء يضاهي تعقيد السيطرة طويلة الأمد على غزة.
وتقول وول ستريت جورنال: "وإذا تم السعي لتحقيق ذلك، فقد يؤدي إلى احتلال عسكري محتمل، لم يستبعده ترامب، مما قد يستهلك بقية فترة رئاسته الناشئة عبر إشراك الولايات المتحدة في صراع آخر في الشرق الأوسط".
وصدم ترامب بعض مساعديه عندما قال، أثناء وقوفه بجانب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يوم الثلاثاء، إن الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على غزة، وتزيل الأنقاض وتطورها إلى جنة بحرية. وافتخر الرئيس بأن إعادة الإعمار بقيادة أمريكية ستجلب السلام إلى منطقة مضطربة.
وتقول الصحيفة إن ترامب يدرس فكرة إعادة إعمار غزة بشكل هادئ منذ شهور، رغم أن المناقشات كانت سرية. وذكر مسؤولون أنه طرح الخطة في محادثات مع زعماء الشرق الأوسط.
وتسارعت المناقشات بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ وظهور تساؤلات حول ما يجب فعله بشأن القطاع، وفقًا لمسؤول أمريكي.
ازدادت حماسة ترامب للسيطرة على القطاع بعد أن زار ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس إلى الشرق الأوسط، غزة الأسبوع الماضي ثم قدم تقريرًا إلى الرئيس حول ما رآه. وقال ويتكوف، وهو ملياردير يعمل في مجال تطوير العقارات، لترامب إن غزة "غير صالحة للسكن"، وإن إعادة إعمار مساحتها البالغة 140 ميلاً مربعًا لن تكون سهلة طالما بقي الفلسطينيون يعيشون وسط الأنقاض، بحسب مسؤولين في الإدارة. وعرض ويتكوف صورًا للدمار في القطاع.
قبل زيارة نتنياهو، أخبر ترامب مساعديه أنه يريد تقديم الفكرة إلى الزعيم الإسرائيلي ثم الإعلان عنها خلال مؤتمر صحفي، وفقًا لمسؤولين.
ولم يكن سوى عدد قليل من الموظفين في الدائرة المقربة من الرئيس على علم بخطة الإعلان، وفقًا لمستشاري ترامب.
قال مسؤولون كبار في الدفاع، الذين قد يعتمد عليهم ترامب لوضع خطط لاحتلال غزة وتأمينها أثناء إعادة إعمارها، إنهم علموا بالفكرة لأول مرة خلال تصريح الرئيس العلني.
وقال مسؤول في الدفاع: "لا أحد يعرف ما الذي يحدث."
ولم تتلق هيئة الأركان المشتركة حتى الآن طلبًا رسميًا لوضع خطة لإرسال قوات إلى غزة، وفقًا لمسؤولين دفاعيين أمريكيين.