نابلس - علا عامر - النجاح الإخباري - تعد مشاكل الفم والأسنان من أبرز وأكثر المشاكل التي تقلق الصائم خلال شهر رمضان المبارك، وذلك بسبب تأثير نظام الصيام بشكل مباشر على صحة الفم والأسنان ووجود بعض المفاهيم الخاطئة حول تأثير وسائل وطرق العناية بالأسنان على صحة الصيام.

وبهذا الصدد، أجرى موقع "النجاح الإخباري" حوارا خاصا مع طبيب جراحة الفم والأسنان، منتصر معتصم إستيتية، للحديث حول موضوع صحة الفم والأسنان في رمضان، وتقديم النصائح والحلول لأبرز مشاكل الفم والأسنان في الشهر الفضيل.

حيث أكد د. إستيتية لـ"النجاح"، أن مشكلات الفم والأسنان في شهر رمضان تتلخص في جفاف الفم، والرائحة الكريهة ، بالإضافة إلى تراكم بقايا الطعام على الأسنان نتيجة إهمال البعض الالتزام بتنظيف الفم والأسنان خلال ساعات الصيام بشكل خاص.

وقال: " إن الامتناع عن تناول الطعام والشراب لفترة طويلة تمتد من الفجر حتى غروب الشمس يسبب فقدان الجسم لكميات كبيرة من السوائل والغذاء، وبالتالي انخفاض نسبة إفراز اللعاب في الفم وهو ما يؤدي إلى ظهور رائحة الفم الكريهة".

وسائل تنظيف الفم والاسنان في رمضان

وحول طرق ووسائل العناية بنظافة الفم والأسنان في شهر رمضان، شدد الطبيب على ضرورة الالتزام بتنظيف الأسنان بالمعجون والفرشاة لمدة دقيقتين بمعدل مرتين إلى 3 مرات يوميا، مع مراعاة احتواء المعجون على نسبة عالية من الفلورايد.

وعن أوقات تنظيف الأسنان، أشار إلى أنه يجب تنظيفها بعد تناول وجبتي الإفطار والسحور لمنع تراكم بقايا الطعام، مضيفا أنه يمكن أيضا تفريش الأسنان في الصباح الباكر في حال كان يعاني الشخص من التهابات اللثة وتراكم نسبة كبيرة من البكتيريا في الفم.

كما أوصى د.إستيتية باستخدام غسول الفم والخيط الطبي قبل تفريش الأسنان بنصف ساعة لإزالة بقايا الطعام المتراكمة في الفم وبين الأسنان، علاوة عن استخدام أداة تنظيف اللسان لتخليصه من بقايا الطعام والتصبغات الناتجة عن التدخين.

وفيما يتعلق بجانب تنظيف أطقم الأسنان والجسور المتحركة، شدد على ضرورة إتباع الطرق الاعتيادية لتنظيفها والمتمثلة في استخدام المعجون والفرشاة، ووضعها في محلول طبي من أجل تعقيمها.

أطعمة يجب تناولها وأخرى يجب تجنبها في رمضان

وفي السياق ذاته، حذر الطبيب إستيتية من أن الإفراط في تناول بعض الأطباق الغذائية في رمضان يسبب تراكم طبقات البلاك والكلس على الطبقة الخارجية للأسنان، وهذا ما يؤدي إلى تكاثر بكتيريا الفم والمعاناة من التهابات اللثة.

وأوصى بالإكثار من تناول الخضراوات والفواكه، لإحتوائها على نسبة مرتفعة من الألياف الطبيعية التي تحفظ توازن المعادن في الأسنان، بالإضافة إلى الحرص على تناول منتجات الألبان الخالية من الأملاح.

كما وأكد على ضرورة شرب كميات كبيرة من الماء بعد وجبة الإفطار، من أجل زيادة نسبة السوائل وإفراز اللعاب في الفم.

أما عن الأطعمة والمشروبات التي ينصح بتجنبها، أوصى بالابتعاد عن تناول الوجبات التي تحتوي على كمية عالية من الأملاح والزيوت، خاصة الوجبات السريعة، لأنها تزيد من سرعة فقدان الجسم للسوائل والشعور بالعطش.

ونصح بتجنب الإكثار من تناول الحلويات والسكاكر مثل الشوكولاتة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر، والتي يصعب إزالتها بسبب إلتصاقها بالأسنان.

وبالنسبة للمشروبات والعصائر، أشار د.إستيتية إلى أهمية شرب العصائر الطبيعية والتقليل من استهلاك المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل القهوة والصودا والنسكافيه، موضحا أنها تسبب جفاف الفم وتصبغ الأسنان، وقد تفاقم مشكلة إدرار البول وفقدان الجسم للسوائل.

علاج الاسنان خلال شهر رمضان

أكد الطبيب إستيتية أن مراجعة طبيب الأسنان خلال ساعات الصيام في شهر رمضان من الأمور العادية التي لا تفسد الصيام، مشيرا إلى أنه يفضل أن تكون مراجعة طبيب الأسنان خلال الفترة الصباحية قبل إنخفاض مستوى السكر في الدم.

وأوضح أن إبرة البنج والعلاجات الضرورية للأسنان مثل "معالجة التسوسات، والخلع، وتنظيف الأسنان وإزالة التكلسات" لا تؤثر على صحة الصيام، ذلك لأن الطبيب يستخدم أداة شفط اللعاب والدماء خلال عملية العلاج.

في حين أشار إلى إمكانية تأجيل العلاج التجميلي والعمليات الجراحية التي تسبب نزول كميات كبيرة من الدماء لبعد فترة الإفطار.

وشدد الطبيب في ختام حديثه لـ"النجاح"،  على ضرورة الاستمرار بالاهتمام في صحة الفم والأسنان في شهر رمضان، مؤكدا أن صحة الفم والأسنان تلعب دورا أساسيا في الحفاظ على صحة الجسم بأكمله وهي بمثابة خط الدفاع الأول للتصدي للفيروسات والبكتيريا التي تحاول اختراق جسم الإنسان.