كتب رئيس التحرير - النجاح الإخباري - إدارة الدول والحكومات ليس بالأمر الهيّن وانهيارها لا يحتاج سوى قرار في مكانه الخطأ أو بتوقيت غير مناسب . في جريدة الوقائع الرسمية التي صدرت مؤخرًا نسّب مجلس الوزراء لرئيس دولة فلسطين بتاريخ 2 أغسطس من هذا العام بشأن تشكيل مجلس التعليم العالي والذي يضم بالعادة كل رؤساء الجامعات وشخصيات أكاديمية ذات باع طويل في العمل الأكاديمي والبحث العلمي . في التشكيلة الجديدة لمجلس التعليم العالي استثنى المرسوم الرئاسي الذي تم بتنسيب مجلس الوزراء جامعة النجاح الوطنية بعد مرور أقل من أسبوعين على تصنيفها ضمن أفضل 500 جامعة في العالم بموارد مالية صفرية .
تشكيلة مجلس التعليم العالي والتي تعتبر النجاح أولى الجامعات في الوطن ولم يصدر قرارًا منذ تشكيل المجلس أواخر السبعينات حتى قبل المرسوم الأخير إلا وكانت جزءًا رئيسًا منه، النجاح التي تتعرض منذ عامين ويزيد لحرب ضروس بسبب مصالح ضيقة ومحاولات مستميتة (ضد القانون والنظام) في محاولة لكسر شوكة النجاح التي لم تكن سوى المكان الذي ساهم في بناء أجيال استطاعت أن تساهم في بناء جدران حصينة في دولة لا تزال ترزح تحت الاحتلال ولا هدف لأي من يقع تحت بطش وجبروت المحتل سوى العلم والتعليم .
الأرقام التي حصلت عليها النجاح مؤخرًا ومساهمة المجتمع المحلي في نابلس في تطوير مركز الكلى في مستشفى الجامعة لم تكن بحاجة لأن تكون عضوًا في المجلس المذكور من عدمه (على أهمية المجلس الذي تم تأسيسه للحد من هجرة الشباب للدراسة في الخارج - أي بمعنى وطني تثبيت المواطن في أرضه ووطنه )، كانت النجاح سباقة في رفد مؤسسات الدولة بالكفاءات وتساهم بلا شك في كل مناحي الحياة الاقتصادية، السياسية عدا عن العلمية والأكاديمية .
قبل أسبوع قام رجل حكيم في الخليل بالخروج عن طوع الكلام الدبلوماسي وتحدث بأنه سيشكل (ميليشيا) حال لم تقم السلطة بدورها وتحدث عن عدم زيارة رئيس الحكومة للمحافظة. بعد أقل من 48 ساعة توجهّت الحكومة إلى الخليل وكأنّ العمل الرسمي باتت تُسيّره التهديدات والكلمات والمؤتمرات. فهل لو قامت النجاح بعمل مؤتمر صحفي واحتشد جزء من محبي الجامعة والمجتمع المحلي ستقوم الحكومة بالتراجع عن تنسيبها لتشكيلة مجلس التعليم العالي ؟ ليس هكذا تُدار الدول .. ولن يُبنى الوطن بالأحقاد.