النجاح الإخباري - قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي هاني المصري إنّ حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة تهدف إلى أقامة "إسرائيل الكبرى" ولن تكتفي بالاستيطان والضم والتوسيع والإرهاب.

وأضاف في لقاء خاص له عبر إذاعة صوت النجاح صباح اليوم الخميس، أنّ قادة الاحتلال يتصرفون بشكل أيدولوجي سياسي، وهناك محاولات تغيير لفرض تطرف أكثر، وحدية أعمق من خلال تشريعات وقوانين جديدة أكثر عنصرية، وتحويل إسرائيل إلى كياني ديني متطرف.

وحول الموقف الأمريكي من هذه الحكومة قال: "إنَّ الإدارة الأمريكية تتخوف من انفجار الأمور في الضفة، وانهيار السلطة ما سيأثر على الأمن والاستقرار في المنطقة، في الحين الذي ينشغل فيه العالم  بالحرب الأوكرانية وتداعياتها، وأمريكا لا تريد فتح جبهات أخرى، وهذا ما يبرر تواجد مستشار الأمن القومي ووزير الخارجية الأمريكية، وما يتم تحضيره من زيارة نتنياهو في الشهر القادم للولايات المتحدة الأمريكية".

وأضاف المصري أن الإدارة الأمريكية غير راضية عن البرنامج الإسرائيلي والخطوات التي يتم تنفيذها بما فيها إصدار القوانين والاعتداءات على الأقصى وقتل الفلسطينيين بدم بارد، وهي تحاول رفع كرت أحمر لإسرائيل في حين لن يتم قمع أي سلوك عدواني لها، أو ردعها بعقوبات صارمة، إنما هي محاولات حدّ من تفاقم الأمور وانفجارها في المنطقة.

وأوضح أن أمريكا تحاول محاصرة تأثير حكومة نتنياهو إذ إنها لا تستهدف الفلسطينيين فقط، بل القيم الليبرالية والديمقراطية اليهودية، وتضر باليهود أنفسهم، من خلال العمل لتحويل إسرائيل إلى دولة دينية، وإلغاء دور محكمة العدل العليا، وتغيير نظام التعليم، ومطاردة اليهود الإصلاحيين، بقوله: "لذلك نجد أن هناك معارضة من الأغلبية اليهودية في أمريكا ومن الأمريكيين أنفسهم، فالحكومة الأمريكية تحاول الحد من أفعال حكومة نتنياهو لكن على أية حال لن يصل بها الأمر إلى معاقبتها".

وقال المصري إن الشارع الإسرائيلي يتجه للعصيان المدني والتمرد على الحكومة، وهناك دعوات لمظاهرة مليونية في وجه حكومة تستهدف تغيير النظام في دولة الاحتلال بشكل جذري، بما في ذلك تحجيم دور محكمة العدل العليا لتصبح أدنى من الكنيست، وتعميق الطابع الديني الإسرائيلي بما في ذلك المناهج المدرسية.

وأشار إلى أن حكومة الاحتلال تدرس ردود الأفعال في الشارع الفلسطيني، وعلى المستوى الإقليمي والعالمي وهي قادرة على تقييم الوضع في الضفة، وتتصرف بناءً على ما لديها من معطيات، مشدّدا على خطورة الانقسام بين الأحزاب الفلسطينية الذي يصب في صالح الاحتلال، ويقوي الموقف الإسرائيلي على حساب القضية والدم الفلسطيني.

واختتم حديثه بقوله إن الأمر الوحيد القادر على لجم حكومة نتنياهو هو رد فعل قوي من الشارع الفلسطيني وما يبنى عليه من ردود فعل عربية تستدعي تدخلات دولية حاسمة.