النجاح الإخباري - اشتكت السيدة عفاف موسى المتحدثة باسم أمهات أطفال التوحد من التكاليف الباهظة التي تتكبدها عائلات هذه الفئة من الأطفال، مطالبة وزارة الصحة بتوفير تأمين صحي يقدم الخدمات الأساسية التي يحتاجها هؤلاء الأطفال.

وقالت عفاف في مداخلة لها عبر برنامج صباح فلسطين الذي تبثه إذاعة صوت النجاح، إن المصاريف الصحية باهظة و معاناة الأهالي قاهرة، ما يستحق الالتفات لهذه الفئة المهمشة، منعا من أن ينتهي بهم المطاف إلى أشخاص منسيين في البيوت.

وحول مساعي الأهالي، أضافت: "توجهنا كأمهات لمحافظ محافظة نابلس ليتم إيصال صوتنا لوزيرة الصحة مي كيلة، ويتم توفير تأمين صحي لهذه الفئة من الأطفال الأكثر حاجة له.

وأشارت إلى أنّ التكاليف علاجية، وخدمات تأهيلية تشمل التقييمات، وصفوف التأهيل، وجلسات فردية، وعلاج نطق وتربية خاصة، وليست رفاهية وأن الإحصائيات في فلسطين تشير إلى وجود 5000 طفل يعانون اضطرابات طيف توحد معظمهم لا يتلقون علاجا بسبب سوء الأوضاع المادية وعدم قدرت الأهل على الإنفاق.

وأشادت عفاف بنجاعة التعليم النوعي لهذه الفئة من الأطفال إذ يناسب قدراتهم ويعالج حالاتهم، ويحدث تحسنا كبيرا على حالاتهم من حيث الاندماج والتواصل البصري والسمعي، لافتة إلى أن تجربتها مع معهد الطفل الفلسطيني التابع لجامعة النجاح رائعة ومجدية وأحدثت فرقًا كبيرًا مع ابنها وأقرانه.

بدوره مدير معهد الطفل الفلسطيني د. علي الشعار قال إن التأمين الصحي حق لكل فلسطيني يجب أن يتلقى خدمات تضمن كرامته وصحته، مؤكّدًا على أن تكاليف التأهيل هي خدمات أساسية لمنح طفل التوحد الإمكانات ليعيش حياة كريمة ما أمكن وأن يتلقى ما يؤهله لرعاية نفسه.

وعلّل التكاليف بأنَّ  المصاريف التشغيلية للمؤسسات العاملة في هذا المجال عالية جدًا لتحافظ على بقائها، مؤكّدًا على مسؤولية الحكومة في هذا الملف حيث يجب أن يكون هناك نمط من التمويل المستدام.

ولفت إلى أنّه وللسنة الرابعة على التوالي يتم رفع مناشدات للحكومة للتغطيات التي يشملها التأمين الصحي بلا إجابة، مضيفًا أنَّ لأطفال التوحد خصوصية معينة إذ إن هناك الكثير من الأمور التي تترتب على أسرهم من حيث التكاليف التأهيلية والعلاجية والرعاية التي تتطلب أن يترك أحد الوالدين عمله في بعض الأحيان، "على الحكومة تحمل مسؤولية الخدمات الأساسية التي يحتاجها هذا الطفل".

وأوضح أن معهد الطفل الفلسطيني يوفر وحدة كاملة تسمى رعاية الأسرة، تعطي الأمهات والآباء المهارات اللازمة للرعاية المنزلية، المكمل الأساسي لما يتم تقديمه في المعهد، ليتمكنوا من التعامل مع هذه الفئة من الأطفال، وتشمل خطة عمل بيتية كاملة مرتبطة بخطة المعهد لينال الطفل حاجته من الرعاية.