وكالات - النجاح الإخباري - كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، في تحقيق موسّع نُشر الجمعة، أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو تعمّد إطالة أمد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بهدف الحفاظ على استقرار حكومته الائتلافية، ولو كان ذلك على حساب فرص التوصل إلى تهدئة أو إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين.

ووفق التحقيق، الذي استند إلى أكثر من 110 مقابلات مع مسؤولين من إسرائيل، والولايات المتحدة، والعالم العربي، بالإضافة إلى وثائق ومحاضر اجتماعات حكومية، فإن نتنياهو رفض عروضًا متقدمة لوقف إطلاق النار في نيسان/أبريل 2024، رغم أن الخطة المطروحة كانت تقضي بوقف الحرب لمدة ستة أسابيع، وتفتح الباب أمام إطلاق سراح أكثر من ثلاثين محتجزًا إسرائيليًا، وتمهّد لاتفاق هدنة دائم.

◾ ضغط داخلي وتجاهل المؤسسة الأمنية

أوضح التحقيق أن نتنياهو أبقى هذه الخطة خارج جدول أعمال حكومته، بسبب تهديد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بسحب حزبه من الائتلاف في حال تمت الموافقة عليها، الأمر الذي دفع رئيس الحكومة إلى تجاهل توصيات من كبار مسؤولي المؤسسة الأمنية، الذين رأوا أن الحرب استنفدت أهدافها، وأن استمرارها يعرض حياة المحتجزين للخطر.

وتربط الصحيفة بين هذه المواقف وبين سعي نتنياهو لإطالة عمر ائتلافه السياسي وتفادي المحاسبة، على الرغم من الكلفة البشرية الهائلة، والتي بلغت حتى الآن أكثر من 57 ألف شهيد فلسطيني، بحسب وزارة الصحة في غزة.

◾ ردود متوترة ثم حذف البيان

أصدر مكتب نتنياهو بيانًا باللغة الإنجليزية ردّ فيه على التحقيق، واصفًا ما ورد بأنه "ادعاءات كاذبة تُشوّه صورة إسرائيل ومواطنيها"، لكنه سرعان ما حذف البيان من حساباته الرسمية، دون تفسير.

وكانت قناة "12" العبرية قد أشارت إلى أن البيان اكتفى بنفي التحقيق دون الرد على الوقائع الواردة فيه، واعتبر أن الصحيفة الأميركية "تعيد تدوير روايات أطلقها نشطاء سياسيون"، في محاولة للتقليل من مصداقية التقرير.

◾ حسابات سياسية وأولويات مختلفة

أبرز التحقيق أيضًا أن نتنياهو ربط استمرار القتال باعتبارات أخرى، مثل استهداف قادة المقاومة وعلى رأسهم يحيى السنوار، بالإضافة إلى "إدارة المواجهة مع إيران"، وفق مزاعم نُقلت عن مكتبه.

وتناول التقرير كيف استطاع نتنياهو تعزيز مكانته السياسية خلال الحرب، رغم الانتقادات الواسعة داخليًا ودوليًا، عبر مراوغة ملفات التهدئة وصفقات التبادل، والتلاعب بتوازنات الائتلاف الحاكم.

◾ سياق التوقيت

يأتي نشر التحقيق في ظل استمرار المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس، بوساطة قطرية ومصرية، وسط حديث عن تقدم في بعض البنود وتعثّر في ملف الانسحاب من غزة، ما يعيد إلى الواجهة التساؤلات حول دوافع القيادة الإسرائيلية في إطالة أمد الحرب، كما طرحه التقرير.