وكالة أنباء العالم العربي - النجاح الإخباري - تخيم على الشوارع داخل إسرائيل حالة من الغموض والارتباك وسط تصاعد حدة التوتر مع إيران التي هددت بالرد على مقتل القيادي في فيلق القدس محمد رضا زاهدي، في غارة إسرائيلية على دمشق مطلع الشهر الجاري. وقال شهود عيان عرب لوكالة أنباء العالم العربي (AWP): "إن السكان في المدن والبلدات الإسرائيلية، يترقبون الرد المنتظر، بصورة انعكست على مجريات الحياة اليومية.

ويقول إلياس سعد الذي يقيم في مدينة حيفا إن الشوارع لا تبدو على طبيعتها، والأماكن العامة لا تبدو كالمعتاد.

وأضاف لـ (AWP): "هناك حالة قلق ملحوظة جدا، وهناك إقبال على تخزين المواد الغذائية الأساسية خشية حرب طويلة".

وقال شاهد عيان آخر فضل عدم ذكر اسمه: إن "كل تفاصيل حياة الإسرائيليين تغيرت مع تصاعد حدة التوتر بين إسرائيل وإيران، مشيرا إلى أن الكثيرين لجأوا إلى سحب أموالهم من البنوك، فيما حدثت أزمات وانقطاعات في توريد الوقود لمحطة التعبئة نظرا للإقبال الكثيف للإسرائيليين عليها". 

حرب نفسية

وتقول صحيفة معاريف الإسرائيلية إن تحليل محتوى شبكات التواصل الاجتماعي يظهر أن الخوف من الرد الإيراني يهيمن على كل مجريات الحياة "ويلاحظ أيضا انخفاض عدد الأشخاص في الأماكن العامة وفي أماكن الترفيه والحدائق".

ويعتقد المحلل السياسي في الصحيفة ذاتها "ليراز مارغاليت" أن الإيرانيين نجحوا في فرض حرب نفسية على الإسرائيليين.

وقال "في الواقع لقد فاز الإيرانيون بالفعل"، وبتحليل فعالية تهديدهم، فقد حققوا بالفعل ما أرادوا، فهم يتحكمون في حديث الإسرائيليين مع بعضهم، ويتمكنون من تغيير أنماط سلوكنا، وإثارة النقاش على شبكات" التواصل.

ورغم تقليل مارغاليت من احتمال وقوع تصعيد كبير إلا أن ذلك لم يمنع حدوث حالة ارتباك في إسرائيل، في ظل عدم وضوح طبيعة الرد المرتقب.

وقال المحلل السياسي في صحيفة معاريف "الإيرانيون لن يفعلوا شيئا لم نعرفه من قبل" إذا ما كان الرد من خلال الأحزاب والتنظيمات الموالية لإيران مثل حزب الله اللبناني.

وأضاف "لقد اختبرنا بالفعل كل شيء تقريبا، سواء الصواريخ الموجهة إلى الشمال والوسط، والصواريخ المضادة للدبابات، والطائرات بدون طيار، وحرب العصابات، فنحن في وضع لا يمكن أن يفاجئنا فيه شيء لكن العامل الجديد هذه المرة هو أن التهديد يأتي مباشرة من إيران، وليس من المتحالفين معها". 

القلق الأكبر

وتابع "من السهل علينا التعامل مع الأعداء المألوفين، مهما كانت قسوتهم لكن المشكلة هي مع إيران نفسها أننا لا نستطيع التنبؤ بسلوكهم، فلو أن الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله خرج وألقى خطابا، لما حدث الارتباك الذي نشهده اليوم، ليس لأنه لا يوجد أي خطر من جانبه، ولكن ببساطة لأننا تعاملنا مع حزب الله لسنوات، فعندما نتعامل لفترة طويلة مع عدو، مهما كانت قسوته، فإن قدرته على إثارة الذعر فينا تتضاءل".

ويشير مارغاليت إلى أن الرد الإيران على الاغتيال الذي وقع في دمشق ليس هو مصدر القلق الأكبر، إنما الرد الإسرائيلي الذي سيعقب أي عملية إيرانية وكل ذلك سيحدد حجم التصعيد ومستواه.

وينتقد مارغاليت سلوك الحكومة الإسرائيلية في التعامل مع التهديد الإيراني ويقول: "كل الإجراءات التي تقوم بها إسرائيل الآن تبعث برسالة واضحة إلى الجانب الآخر مفادها أننا نخشى رد الفعل، وفي الواقع، تتصرف إيران بحكمة من خلال إبقائنا في حالة من الترقب وترى أن هذا يعمل لصالحها".

ويعتقد المحلل السياسي والمختص في الشأن الإسرائيلي إسماعيل مسلماني أن كل ما يحدث في إسرائيل هو تصدير للأزمة من حرب قطاع غزة إلى وجهة أخرى.

وقال مسلماني لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) "نتنياهو لجأ إلى تصدير الأزمة التي يواجهها بسبب حرب غزة وعدم انجاز صفقة التبادل حيث يريد توجيه كل الأنظار صوب إيران وليس باتجاه غزة".

وأشار إلى أن ما يجري في إسرائيل الآن هي حرب نفسية ومعركة أعصاب حرفت أنظار الإسرائيليين عن المظاهرات الضخمة التي خرجت خلال الأيام الماضية ضد نتنياهو وحاصرت منزله في القدس بسبب عدم انجاز صفقة تبادل الأسرى حتى الآن.