وكالات - النجاح الإخباري - قالت صحيفة "يديعوت آحرونوت" إنه رغم تواجد لواء واحد في غزة حاليا، بعد انسحاب الفرقة 98 أمس من خان يونس بجنوب القطاع، إلا أن الحكومة الإسرائيلية تصر على تعريف الوضع الحالي بأنه "حالة حرب" رغم انتهاء العملية العسكرية وسحب غالبية القوات البرية من القطاع.

وأوضحت أنه يتواجد الآن في القطاع بضع مئات من الجنود في حين كانت الأعداد في ذروة المعارك ما بين 30 و40 ألفا (قرابة 20 لواء)، لافتة إلى أنه في حالة حدوث عملية عسكرية في رفح أو دير البلح فستكون محدودة ومركزة.

إصرار على الحرب

وعقب قرار سحب الفرقة 98، قال رئيس أركان جيش الاحتلال، هرتسي هاليفي، "الحرب في غزة مستمرة، ونحن بعيدون عن التوقف… لم يغادر الجيش الإسرائيلي قطاع غزة، لدينا العديد من المقاتلين في هذا الوقت في القطاع".

وبحسب المراسل العسكري ليديعوت آحرونوت، تابع رئيس الأركان: "هذه حرب طويلة من المستحيل أن نكون فيها في نفس تشكيل القوة طوال الوقت. نحن نغير نقاط القوة وأساليب العمل، ولن نترك كتائب حماس نشطة في أي جزء من قطاع غزة، وسنتحرك عندما نقرر ذلك".

فيما قال وزير الجيش، يوآف غالانت، إن الجيش الإسرائيلي لا يزال يعمل في القطاع، متابعا: "القوات تخرج وتستعد لمهام المتابعة، رأينا أمثلة على مثل هذه المهام في مجمع الشفاء"، متعهدا "سنصل إلى وضع لا تسيطر فيه حماس على قطاع غزة، ولا تعمل كإطار عسكري يشكل خطرا على مواطني دولة إسرائيل".

لقد أوضح جيش الاحتلال وقدّر مسبقًا أن تفكيك جيش حماس سيستغرق عدة أشهر وأعد الجمهور الإسرائيلي لعام 2024 كعام القتال، لكنهم أوضحوا أيضًا أن المرحلة الثالثة من القتال ستكون أقل شدة و سيتضمن بالفعل إطلاق سراح ألوية الاحتياط.

وهناك من في الجيش يقدر أن الهزيمة الكاملة لحركة حماس والمقاومة الفلسطينية ستستغرق ما لا يقل عن 3-4 سنوات أخرى، وهو ما سيسمح نظرياً للمستوى السياسي بمواصلة إعلان حالة الحرب حتى عام 2027.

استقالات مؤجلة

ولفتت الصحيفة إلى أن من بين أسباب مواصلة تعريف الوضع بحالة الحرب هو تأجيل استقالة عدد من القادة العسكريين، بينهم قادة وحدات قتالية، والذين أبلغوا مقربين منهم بأنهم قرروا التقاعد من الجيش بسبب الإخفاقات في 7 أكتوبر، ولكن إنهم ينتظرون نهاية الحرب.

ورأت يديعوت أن الحكومة تصر على مواصلة حالة الحرب لمنع القادة العسكريين (4 على الأقل) من الاستقالة تجنبا لتفاقم الأزمة.

وقالت "التسلسل القيادي الذي فشل في 7 أكتوبر يستفيد من تجميد تعريف الوضع بأنه حرب ويستمر في قيادة المهام المختلفة، من قائد فرقة غزة، وقائد المجموعة 8200 الاستخباراتية إلى كبار المسؤولين مثل كرئيس الاستخبارات العسكرية، وقائد القيادة الجنوبية، ورئيس الشاباك ورئيس الأركان".

وهناك من في الجيش يقدر أن الإعلان عن نهاية الحرب ستحدث على الفور تأثير الدومينو (استقالات متتالية)، وهو ما يتجنبه السياسيون مثل وزير الجيش ورئيس الوزراء الذين يخشون استقالة واسعة النطاق لكبار قادة الجيش، ما سيترك المستوى السياسي -المسؤول على مستواه عن الإخفاقات- وحيداً أمام ضغوط شعبية أكبر للاستقالة أيضاً، وعدم الاكتفاء بالاستقالات على المستوى العسكري.

وتابعت أن هناك من في الجيش يقدر أنه إذا لم يتم اتخاذ قرار بإنهاء الحرب، فإن كبار المسؤولين في الجيش والأجهزة الأمنية الأخرى سيتقاعدون في غضون ستة إلى ثمانية أسابيع على أي حال.

أوجه قصور وتبادل اللوم

وقالت يديعوت إنها علمت أن بعض التحقيقات الداخلية التي بدأت بالفعل في الجيش الإسرائيلي تكشف عن أوجه قصور خطيرة وتبادل لللوم بين القادة، بطريقة ستعجل بتقاعد الضباط.

وأكدت أن جيش الاحتلال قد بدأ تحقيقات الفشل في 7 أكتوبر بـ"تكاسل وتأخر»، ومن المقرر أن تنتهي في شهر يونيو/حزيران تقريبًا، وسيتم عرض نتائجها على الجمهور في الصيف، في الوقت الذي يغيب فيه الحديث عن تحقيقات خارجية (من خارج المؤسسة العسكرية)، والتي يُنظر إليها على أنها أكثر موثوقية واستقلالية، مثل لجان التفتيش.

وكان رئيس الأركان يعتزم تعيين لجان تفتيش يرأسها ضباط عسكريون كبار متقاعدون، تماماً كما حدث بعد حرب لبنان الثانية، ولكن المستوى السياسي راقبوا هذه النية وأطلقوا وابلاً من الانتقادات على رئيس الأركان الذي سارع إلى التراجع.

وأكدت يديعوت آحرونوت تضرر ثقة الجمهور بشكل خطير في المستوى العسكري والسياسي، ويتواجد حاليا نحو 100 ألف إسرائيلي يخشون العودة إلى منازلهم في الشمال والجنوب.