النجاح الإخباري - ذكرت تقارير إسرائيلية اليوم، الأحد، أن العدوان على غزة قد ينتهي منتصف الأسبوع الحالي، في حال عدم وقوع أحداث غير متوقعة.

وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن ما زال بحوزة حماس آلاف المقذوفات للمدى القصير ومئات كثيرة من المقذوفات القادرة على استهداف دولة الاحتلال.

ونقل المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، عن ضباط كبار في جيش الاحتلال الإسرائيلي قولهم إن "العمليات الهجومية تقترب من الاستنفاد، خاصة بعد الهجوم الكبير ليل الخميس التي تم خلاله تدمير منظومة أنفاق متشعبة لحماس في شمال قطاع غزة. وألقت الطائرات المقاتلة خلال هذا الهجوم 450 طنا من القنابل".

وأضاف هرئيل أنه "يتزايد القلق في الجيش الإسرائيلي من تعقد هجمات تقود إلى مقتل مواطنين، أو من إنجاز عسكري لحماس، يضع صعوبات أمام "إسرائيل" لإنهاء المعركة من مكانة متوفقة. ويقدرون في الجيش أنه تبقى أيام معدودة للقتال، يتوقع أن تجري خلالها محاولات لتنفيذ اغتيالات أخرى لقياديين في حماس. ولا يوجد في هيئة الأركان العامة في هذه المرحلة تأييد لعملية عسكرية برية في القطاع".

ولفت هرئيل إلى أنه "كلما طالت العملية العسكرية، يتوقع نشوء صعوبات مقابل الدول التي وقعت "إسرائيل" معها على اتفاقيات تطبيع في الأشهر الأخيرة: الإمارات والبحرين والمغرب والسودان"، بسبب الحساسية في العالم العربي تجاه أي تطورات في القدس، وخاصة في المسجد الأقصى. وفي المقابل، فإن الاتصالات مع الإدارة الأميركية "مستقرة وداعمة في المراحل الأولى للعملية العسكرية".

وأشار المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أليكس فيشمان، إلى أنه "إذا لم يقع حدث عسكري دراماتيكي، يسقط فيه قتلى كثيرون في الجانب الفلسطيني أو الإسرائيلي، سيتلاشى القتال في غزة حتى منتصف الأسبوع".

ووفقا لفيشمان، فإنه بدأت مداولات في "إسرائيل" حول اليوم الذي يلي العدوان، وبضمن ذلك "معضلة ما إذا ستقدم مساعدات لسكان القطاع، بتزويد وقود على الأقل، وبذلك تحريك عملية ترميم".

وتابع فيشمان أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يتوقع أن تبذل حماس جهدا في الأيام المقبلة من أجل تحقيق إنجاز إدراكي كبير، "وفشل إسرائيلي في هذه المرحلة سيضع مصاعب أمام "إسرائيل" كي توافق على وقف إطلاق نار".

وحسب فيشمان، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي ينتظر الآن قرار الكابينيت، الذي سيحدد الموعد الملائم لوقف إطلاق النار. "فانهيار البنية التحتية للكهرباء والماء في القطاع، سيرسل بشكل سريع السكان في غزة باتجاه الجدار الإسرائيلي. وهذا اعتبار أيضا. والإنجاز العسكري يساعد المستوى السياسي بأن يقرر وقف إطلاق النار، من دون الالتزام بأي شروط مسبقة لحماس، مثلما حدث في الماضي".

وتابع أن " "إسرائيل" تريد وقف إطلاق نار مع شيك مفتوح: استمرار تعاظم قوة حماس، استمرار إطلاق المقذوفات باتجاه غلاف غزة ومدن الداخل. وفي موازاة ذلك، ستطالب "إسرائيل" بتعهد دولي لإعادة الأسرى والمفقودين. هل ستكون حكومة "إسرائيل" قادرة على الإصرار على شروط النهاية التي وضعتها بنفسها؟ يصعب تصديق ذلك".

في حين أشار المحلل العسكري في صحيفة "يسرائيل هيوم"، يوآف ليمور، إلى أن اجتماع الكابينيت اليوم، "يأتي على خلفية تحسب متزايد من تصعيد متعدد الجبهات. فاتساع حجم الأحداث العنيفة في الضفة الغربية، وتزايد الأحداث عند حدود لبنان وإطلاق المقذوفات من سورية، وإلى جانبها اشتداد العنف في الحلبة الداخلية، يثير قلقا عميقا في "إسرائيل"، فيما تتواصل في موازاة ذلك المعركة في غزة".

وتابع أن "التقديرات هي أن حزب الله لا يقف وراء هذه الأنشطة، ولم ينفذ حتى الآن أي محاولة لاستغلالها لأهدافه. والتحدي المركزي أمام قيادة الجبهة الشمالية هو تبريد الحدود ومنع تحويله إلى جبهة ناشطة أخرى، من أجل تمكين الجيش الإسرائيلي من التركيز على الجبهات الأخرى (في غزة والضفة والداخل). وتم نقل رسائل بهذه الروح، أمس، إلى الجانب اللبناني بواسطة يونيفيل وجهات أخرى، ولكن إلى جانب ذلك تم رفع حالة التأهب في هذه الجبهة وجرى نقل قوات ووسائل أخرى إليها".

وأضاف ليمور أن جيش الاحتلال الإسرائيلي انتقل، أمس، إلى "هجمات منهجية لبيوت قياديين" في حماس، "بهدف ممارسة ضغوط على قيادة الحركة من أجل كشفها واستهدافها. وحتى الآن تم تنفيذ عدة محاولات، فاشلة، لاستهداف القيادة العسكرية والسياسية للحركة، ويرجح أن يتواصل ذلك حتى نهاية العملية العسكرية".

وتطرق محلل الشؤون الاستخباراتية في "يديعوت أحرونوت"، رونين بيرغمان، إلى قصف دولة الاحتلال لبرج الجلاء في غزة وهدمه بالكامل، والذي يحتوي على مراكز صحافية وإعلامية.

وأضاف بيرغمان أنه "يبدو أن وحدة الناطق العسكري، الجيش الإسرائيلي كله، جهاز الأمن والمستوى السياسي لا يدركون خطورة عملية التضليل، عندما قال المتحدث العسكري لوسائل إعلام أجنبية أن قوات إسرائيلية تعمل داخل القطاع (في محاولة تضليل لحماس). ويشعر الصحافيون أنهم تحولوا إلى هدف، أو على الأقل إلى ضرر عرضي يقابل بعدم اكتراث من جانب الذين يصادقون على العمليات العسكرية".

وشدد بيرغمان على أن "هذا سلوك غير أخلاقي، وغير مؤدب، وبالأساس غير حكيم بتاتا. وفي توع كهذا من القتال، الذي يحدد فيه النصر بالأساس يموجب إنجازات رمزية وشكل تصويرها في وسائل الإعلام، ثمة ضرورة بإبقاء الصحافة خارج المجال، وعدم التعرض لها واستهدافها. ويتحدثون في الجيش الإسرائيلي عن ’الحرب على الوعي’. كيف ستبدو هذه الحرب فيما ’الوعي’، أي وسائل الإعلام المركية في الغرب، تشعر بأنه يتم خداعها ويجندونها كأداة عسكرية؟".

وأردف بيرغمان أنه "تلقينا إثباتا على الفور: حتى المساء، كما هو متوقع، خيمت التقارير حول تضليل وسائل الإعلام وهدم مكاتب أسوشيتد برس على كافة الأنباء التي وصلت من الحرب بين إسرائيل وحماس. وسيستغرق إصلاح الضرر اللاحث ب"إسرائيل" وتعاملها مع وسائل الإعلام وقتا طويلا جدا".