النجاح الإخباري - تراجع حزب "يمينا" برئاسة نفتالي بينيت خلال الأسابيع الماضية، في استطلاعات الرأي، من 22 مقعدًا في كانون أوّل/ديسمبر الماضي إلى 10 مقاعد مؤخرًا، ومن المتوقّع أن يتراجع أكثر، كما جرى معه في انتخابات نيسان/أبريل 2019، التي أسفر عن عدم تجاوزه نسبة الحسم.

وبنى بينيت شعبيّة "يمينا" على أمرين: طرح بديل يميني لرئيس حكومة الاحتلال الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو؛ وطرح خطّة واضحة لمواجهة كورونا مستغلّا حالة الفوضى والتراجع الاقتصادي في دولة الاحتلال والاحتجاجات ضد الإغلاقات المتلاحقّة.

لكنّ هذين الأمرين واجها تغييرات كبيرة، منها النجاح في حملة توزيع اللقاحات، الذي يستغلّه نتنياهو في حملته الانتخابيّة الحاليّة وعلى ما يبدو نجح في لفت الأضواء عن فشل التعامل مع كورونا إلى النجاح في حملة التطعيمات، والأمر الآخر هو ترشّح القيادي السابق في الليكود، غدعون ساعر، في قائمة منفصلة بعد انشقاقه عن الليكود، وحصوله على عدد مقاعد كبير نسبيًا، على حساب "يمينا" أساسًا.

وبينما يعلن ساعر صراحةً أنه لن يشارك في حكومة مع نتنياهو بتاتًا ويطرح نفسه، منذ خطابه الأوّل، منافسًا على رئاسة الحكومة، يعلن بينيت أنه لن يشارك في "لعبة المقاطعات" ويروّج مقرّبون منه إلى أنه "مُنصّب الملوك"، فانضمامه إلى أحد المعسكرين - المؤيّد لنتنياهو أو المناوئ له – سيجعل مَن يقف على رأس هذا المعسكر رئيسًا للحكومة.

وطرح مقرّبون من بينيت أنه سيطلب من رئيسي المعسكرين التناوب على رئاسة الحكومة، بشرط أن يكون هو أولا، مقابل الانضمام إليه.

ولفت الصحافي الحريديّ يائير شيركي في صحيفة "ماكور ريشون"، المحسوبة على تيار الصهيونيّة الدينيّة، إلى أنّ إستراتيجيّة "بيضة القبان" التي اتّبعها بينيت لا تثير إعجاب الناخبين، فـ"فكرة أنه هو يقرّر أي حكومة ستتشكّل هنا بعد الانتخابات، بدلا من أن يقرّروا هم بأنفسهم، تؤدّي بجزء من مناصري ’يمينا’ المحتملين’ إلى التحوّل إلى آخرين".

ويبدو أنّ التحوّل في موقف بينيت نابع أساسًا من اقتناعه باحتمال تراجعه أكثر، فنقل المحلّل السياسي في "هآرتس"، يوسي فيرتر، عن بينيت قوله في محادثات لمقرّبيه إنه لا يرى نفسه بديلا لنتنياهو مع حصوله على 10 مقاعد، "أنا أريد 10 مقاعد لتغيير الحكم"، واستنتج فيرتر أن عند بينيت موقفا واضحًا "في موقفي الحالي، سأنضم إلى نتنياهو".