النجاح الإخباري - ذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، أن الحلم الإسرائيلي تجاه غزة هو التخلص من مسؤولية قطاع غزة، ونقلها إلى مصر، معتبرة أن إغلاق معبر كرم أبو سالم من قبل الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، يسهم في الضغط على مصر لإبقاء معبر رفح البري مفتوحاً أمام حركة الأشخاص والبضائع.

وقالت الصحيفة، في مقالٍ لها لمحلل الشؤون العسكرية، أليكس فيشمان، ترجمه موقع "النجاح الإخباري"، "بالرغم من قرار نتنياهو، ووزير الحرب أفيغدور ليبرمان، بإغلاق معبر كرم أبو سالم، فقد واصلت الوفود التدفق إلى قطاع غزة عبر المعبر، بالإضافة لـ200 شاحنة من البضائع الحيوية والمواد الطبية، حيث إن التصريحات القاطعة في جهة والواقع في جهة أخرى.

ولفتت، إلى أنه يوجد تضخيم "إسرائيلي" للحرائق التي تحدث في مستوطنات غلاف غزة بفعل الطائرات الورقية، مؤكداً أن الحرائق تسببت بأضرار اقتصادية محدودة جدا، وأنه تم تضخيم ذلك في سبيل تحقيق مصلحة معينة من البعض في إسرائيل.

وأفادت الصحيفة، بأن إسرائيل ليس لديها أي سياسة واضحة تجاه قطاع غزة، بل إنها تعتمد على سياسة رد الفعل، ومن المفترض أن يكون تشديد الإغلاق بهدف الرد على استمرار الحرائق، إلا أن من الممكن أن يكون له علاقة بأغراض داخلية.

وأضاف الكاتب، بالتزامن مع تداول الحكومة هذا الأسبوع في مسألة الحرائق، يصل وفد من حركة حماس برئاسة وكيل وزارة المالية في غزة يوسف الكيالي، ويواصل المصريون اتصالاتهم مع قيادة حماس السياسية، معتبرة أن دعوة الكيالي لمصر إشارة إلى تطبيع في منظومة العلاقات المصرية مع حركة حماس في قطاع غزة، في ظل تجاوز السلطة.

ولفتت إلى أن الحراك المصري ليس بإرادتها، بل تقف خلفه الإدارة الأمريكية، وبالتحديد جيسون غرينبلات المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وأشارت الصحيفة إلى أن غرينبلات جلب معه من جولته الخليجية تعهدا ماليا لإعادة تأهيل القطاع، ونجح في إقناع مصر بالتعاون في هذه المسألة، مضيفة أن مصر تجاوبت مع هذا الأمر وفتحت معبر رفح لعبور البضائع والأشخاص، حيث إنه منذ بداية شهر رمضان، عبرت أكثر من 2000 شاحنة مصرية إلى قطاع غزة.

وتابعت، الصحيفة أن مصر وعدت بأن يتم استثمار الأموال العربية في إقامة مناطق صناعية مشتركة لغزة ولمصر في شمال سيناء، وإقامة مخازن وقود للقطاع على الأراضي المصرية، مشيرة إلى أنها تعهدت بمضاعفة كمية الكهرباء المصرية لقطاع غزة، ويجري الحديث عن فتح مطار وميناء العريش لصالح سكان قطاع غزة.

وقالت الصحيفة، إن الحلم الإسرائيلي القديم بدأ يتحقق، في نقل المسؤولية عن قطاع غزة إلى مصر، فكلما قلت البضائع التي تمر من إسرائيل عبر معبر كرم أبو سالم، يشتد الضغط على مصر لإبقاء معبر رفح مفتوحا، بالإضافة إلى أن الإغراء المالي الذي يعرضه الأمريكيون للمصريين لتنمية شمال سيناء، يزيد من احتمال أن يأخذوا على أنفسهم تحمل أعباء غزة.

وشبهت الصحيفة ما يجري بلعبة الدومينو، مشيرة إلى أنه إذا ما سقط الحجر المصري كنتيجة لإغلاق معبر كرم أبو سالم، والإغراءات الأمريكية، فإنه يمكن أن يسقط ذلك أيضا حجر السلطة الفلسطينية، بحيث أن تنامي العلاقة بين حركة حماس والسلطات المصرية، يضعف من الإجراءات التي اتخذها الرئيس الفلسطيني محمود عباس على غزة.

وختمت الصحيفة بالقول: "قد تنتقل المسؤولية عن القطاع إلى مصر، وسينقل المصريون إدارته إلى جانب السلطة الفلسطينية، وبذلك تكون فرصة سياسية للخروج من الورطة الغزية"، مشيرة إلى أن الأمل من تحقيق ذلك قد يكون ليس عاليا، ولكن على الأقل توجد شرارة جهد مصري أمريكي لذلك.