وكالات - النجاح الإخباري - أعلنت جوبا الأربعاء أنّ نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي أجرت محادثات في جنوب السودان، في زيارة تأتي بعد ورود تقارير عن خطة لنقل فلسطينيين إلى هذا البلد من قطاع غزة المدمّر من جراء الحرب المستمرة من قبل إسرائيل على القطاع .

وكان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال الثلاثاء إنه سيسمح للغزيين الذين يريدون الفرار - على حد تعبيره- من الحرب المستمرة في القطاع بالمغادرة إلى الخارج، مؤكد أن حكومته تتحدث مع دول عدة "يمكن أن تكون مضيفة".

وجنوب السودان التي يعتقد أنها واحدة من هذه الدول، أعلنت الأربعاء أنّ شارن هاسكل زارت البلاد في ما وصفته بـ"الانخراط الأرفع مستوى لمسؤول إسرائيلي في جنوب السودان إلى حدّ الآن".

وأوضحت جوبا في بيان أنّ وزير الخارجية سيمايا كومبا أجرى "حوارا ثنائيا مثمرا" مع هاسكل تطرّق إلى "تطوّرات الوضع بداخل إسرائيل".

وتابع البيان أن "الطرفين أعربا عن التزام حازم بالمضي قدما في تعزيز التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف".

ومساء الأربعاء، أعلنت رئاسة جنوب السودان أنّ الرئيس سلفا كير التقى هاسكل وأجرى معها محادثات "رفيعة المستوى" بشأن تعزيز التعاون في عدد من القطاعات.

وتابع البيان "بهدف جذب استثمارات أجنبية، قدّمت الحكومة لإسرائيل فرصا جديدة في قطاع النفط والغاز والمعادن والزراعة وإدارة الموارد المائية".

ونقل البيان عن هاسكل قولها إن الزيارة "هي انعكاس للصداقة والتضامن القائمين بين بلدينا"، وأعلنت عن حزمة مساعدات جديدة تتضمن مواد غذائية ومعدّات طبية.

أثار احتمال وصول غزيين إلى جنوب السودان جدلا حادا سواء في شبكات التواصل الاجتماعي أو في شوارع العاصمة.

وشهدت الدولة الفتية التي نالت استقلالها عن السودان في العام 2011، حربا أهلية بين موالي الرئيس سلفا كير ومؤيدي خصمه ونائبه رياك مشار بين العامين 2013 و2018 أسفرت عن مقتل نحو 400 ألف شخص وتهجير أربعة ملايين.

وبعد أسابيع من نشر قوات أوغندية خاصة، اعتُقل مشار ووُضع قيد الإقامة الجبرية، مما أثار مخاوف من اندلاع حرب أهلية جديدة.

جوبا تنفي 
أصدرت وزارة الخارجية في جمهورية جنوب السودان بيانا رسميا نفت فيه التقارير الإعلامية التي تزعم أن الحكومة تدرس مع إسرائيل خططا لتهجير الفلسطينيين من غزة  إلى أراضيها.

وجاء في البيان الصادر يوم الأربعاء « هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة ولا تعكس الموقف أو السياسة الرسمية لحكومة جمهورية جنوب السودان».

كما حثت الوزارة وسائل الإعلام على "التحقق من المعلومات عبر القنوات الرسمية قبل النشر».

وكانت وكالة أسوشيتد برس قد أفادت الثلاثاء، نقلاً عن ستة مصادر، بأن إسرائيل تُجري المحادثات مع جنوب السودان في إطار تحرك أوسع نطاقاً لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.

ونقل موقع «هآرتس» عن مصدر إسرائيلي، قوله إن «هنالك محادثات هادئة في محاولة للعثور على دولة تستقبل سكانا من غزة، ولا يوجد أي تقدم في هذه الخطوة في الوقت الحالي».

ضغوط للتهجير
وكان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد كرر الثلاثاء فكرة، طرحها وأيدها بشدة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بأن يتم تهجير الفلسطينيين من القطاع الذي يقطنه أكثر من مليونين بعد مرور عامين من اندلاع الحرب.

وزعم في حديث لقناة (آي 24 نيوز) التلفزيونية الإسرائيلية «لن يتم طردهم بل سيسمح لهم بالخروج».

ومن بين الدول التي حاولت إسرائيل إقناعها باستقبال المهجرين الفلسطينيين كل من إندونيسيا وإثيوبيا وليبيا.

والإثنين، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إن سياسة التجويع التي تنتهجها إسرائيل تؤكد فشل المجتمع الدولي في وقف الإبادة الجماعية.

وجدد عبد العاطي تأكيد مصر رفضها التهجير وتصفية القضية الفلسطينية، مؤكّدًا أن مصر لن تتوقف لحظة عن جهود الوساطة أو إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

وشدد وزير الخارجية المصري على أنه «لا سلام في المنطقة إلا بحل شامل وعادل للقضية الفلسطينية».