وكالات - النجاح الإخباري - كشفت تصريحات متكررة للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، منذ مطلع العام الجاري، عن اقتراحات غير مسبوقة تتعلق بمصير قطاع غزة وسكانه، تتراوح بين فرض سيطرة أميركية على القطاع و"نقل دائم" للفلسطينيين إلى دول مجاورة، في خطة وُصفت بأنها أقرب إلى "تطهير عرقي"، وفق تعبير خبراء وحقوقيين.
وبحسب تصريحات نُشرت على لسان ترامب خلال مؤتمرات ومقابلات صحفية بين يناير/ كانون الثاني ويوليو/ تموز 2025، قال إنه ناقش مع الأردن ومصر إمكانية استيعاب سكان غزة، ودعا إلى جمع تبرعات لبناء "منازل جديدة" لهم خارج القطاع، معتبرًا أن غزة منطقة "مدمّرة" و"لا تستحق البقاء فيها".
وفي مؤتمر مشترك مع رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم 4 فبراير، اقترح ترامب سيطرة أميركية مباشرة على القطاع، مضيفًا: "سنفكك الأسلحة ونُدير المنطقة... وإذا لزم الأمر سنرسل جنودًا أميركيين".
لاحقًا، تراجعت بعض التصريحات عبر متحدثة البيت الأبيض، التي قالت إن نقل السكان سيكون "مؤقتًا"، فيما كتب ترامب لاحقًا أنه "لا حاجة لجنود أميركيين"، مؤكدًا أن إسرائيل ستسلّم غزة للولايات المتحدة بعد الحرب.
من جهته، جدد نتنياهو دعم المقترحات خلال لقاءات لاحقة، وقال إن إسرائيل تعمل مع الولايات المتحدة "لإيجاد دول يمكنها استقبال الفلسطينيين"، مضيفًا: "إذا أراد البعض المغادرة، فليكن ذلك ممكنًا".
وتواجه هذه التصريحات رفضًا دوليًا واسعًا، إذ أكدت تقارير إعلامية أن الدول العربية المعنية رفضت الخطة، بينما حذّر خبراء حقوق الإنسان من أن التهجير القسري يتعارض مع القانون الدولي الإنساني، ويُمثل جريمة حرب.
جدير بالذكر أن الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة، التي تبنّاها القادة العرب وبلغت كلفتها 53 مليار دولار، قوبلت برفض أميركي وإسرائيلي، مما يسلّط الضوء على خلاف جوهري بشأن مستقبل القطاع و"اليوم التالي" للحرب.