وكالات - النجاح الإخباري - قال بهنام سعيدي عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني لوكالة مهر للأنباء شبه الرسمية يوم الخميس إن إغلاق مضيق هرمز، هو أحد الخيارات التي ربما تتخذها طهران للرد على أعداء البلاد، رغم أن برلمانيا ثانيا قال إن هذا لن يحدث إلا إذا تعرضت المصالح الحيوية لطهران للخطر.

وسبق أن هددت إيران بإغلاق مضيق هرمز أمام حركة الملاحة ردا على الضغوط الغربية. وذكرت مصادر ملاحية يوم الأربعاء أن السفن التجارية تتجنب المياه الإيرانية قرب المضيق.

وأوضح سعيدي “لدى إيران خيارات عديدة للرد على أعدائها، وتستخدم هذه الخيارات بناء على الوضع الراهن… إغلاق مضيق هرمز أحد الخيارات المحتملة لإيران”.

ونقلت الوكالة في وقت لاحق عن عضو البرلمان علي يزديخاه قوله إن طهران ستواصل السماح بحرية الملاحة في المضيق والخليج ما لم تكن مصالحها الوطنية الحيوية في خطر.

وأضاف “إذا دخلت الولايات المتحدة الحرب رسميا وعمليا دعما للصهاينة، فهذا حق مشروع لإيران في إطار الضغط على الولايات المتحدة والدول الغربية بعرقلة مرور تجارتهم النفطية”.

وذكر يزديخاه أن طهران امتنعت حتى الآن عن إغلاق المضيق لأن جميع دول المنطقة والعديد من الدول الأخرى تستفيد منه.

وأوضح “الأفضل هو ألا تدعم أي دولة إسرائيل في مواجهة إيران. أعداء إيران يدركون جيدا أن لدينا عشرات الطرق لجعل مضيق هرمز غير آمن وهذا الخيار متاح أمامنا”.

لكن ماذا لو أغلقت إيران بالفعل مضيق هرمز؟

وفقاً لموقع "پارسینه" الإيراني، يُعد مضيق هرمز المنفذ البحري الوحيد للخليج العربي، ويفصل بين إيران من جهة وسلطنة عُمان والإمارات من جهة أخرى، ويربط الخليج العربي ببحر عُمان والمحيط الهندي. وتشير بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية إلى أن 20% من استهلاك النفط العالمي يمر عبره، مما يجعله "أهم نقطة اختناق لعبور النفط في العالم". يبلغ عرضه عند أضيق نقطة 33 كيلومتراً، لكن الممرات الملاحية الفعلية أضيق بكثير، مما يجعله عُرضة للهجمات أو التهديد بالإغلاق.

خلال الحرب الإيرانية العراقية (1980-1988)، استهدفت كلا الدولتين السفن التجارية في ما عُرف بـ"حرب ناقلات النفط"، لكن المضيق لم يُغلق كلياً. وفي عام 2019، وأثناء التوترات بين إيران وأميركا في عهد ترامب، تعرضت أربع سفن لهجمات قرب ميناء الفجيرة الإماراتي. وقد اتهمت واشنطن طهران بالمسؤولية، وهو ما نفته إيران.

لطالما استُخدم استهداف الممرات الملاحية كأداة ضغط أثناء الصراعات. فمنذ بدء الحرب في غزة، شنّ الحوثيون في اليمن هجمات على سفن قرب مضيق باب المندب (مدخل البحر الأحمر). ورغم تأثير هذه الهجمات على التجارة العالمية، إلا أن السفن التجارية ما زالت قادرة على الالتفاف حول إفريقيا - رحلة أطول لكنها أكثر أماناً. بخلاف ذلك، لا يوجد بديل بحري للخليج العربي دون عبور هرمز.

حتى الدول التي لا تستورد النفط من الخليج ستتأثر بإغلاق المضيق، إذ أن الانخفاض الحاد في المعروض سيدفع أسعار النفط عالمياً إلى الارتفاع. ورغم أن خطوة كهذه قد تُقابل برد انتقامي أميركي، إلا أن ذلك سيُلحق الضرر بمصالح واشنطن وحلفائها أيضاً.

قد لا يكون الإغلاق وشيكاً، لكن تصريحات كوثري تؤكد أن تهديد الممرات الملاحية يُعد ورقة ضغط سياسية قد تلجأ إليها طهران في ظل التصعيد. العام الماضي، احتجزت القوات الإيرانية سفينة شحن قرب المضيق، بعد الغارة الإسرائيلية على القنصلية الإيرانية في دمشق، في أحد أشد مظاهر التصعيد المباشر بين الطرفين.

تأثيرات الإغلاق الاستراتيجية:

1. شريان تصدير النفط والغاز

  • يمر عبر المضيق 20-30% من صادرات النفط العالمية وكميات ضخمة من الغاز المسال (LNG).

  • دول الخليج (السعودية، إيران، الإمارات، قطر، الكويت) تعتمد عليه بشكل رئيسي.

  • أي إغلاق سيؤدي إلى تعطيل الإمدادات العالمية وصعود حاد للأسعار.

2. زلزال اقتصادي عالمي

  • ارتفاع أسعار الطاقة سيُفاقم التضخم العالمي.

  • زيادة تكاليف الشحن والإنتاج ونقص الإمدادات.

  • الاقتصادات المستوردة للطاقة ستكون الأكثر تضرراً.

3. تهديد الأمن الإقليمي والدولي

  • قد يؤدي الإغلاق إلى تصعيد عسكري مباشر، خاصة بين إيران والقوى الغربية.

  • المضيق نقطة توتر جيوسياسية مزمنة.

4. شلّ التجارة العالمية

  • لا يقتصر دور المضيق على النفط فقط، بل تمر من خلاله سلع حيوية أخرى.

  • أي اختلال في المرور سيُعطل سلاسل التوريد العالمية.

5. ورقة ضغط سياسية

  • السيطرة على المضيق تمنح إيران نفوذاً تفاوضياً مهماً.

  • تهديد إغلاقه يُستخدم كورقة ضغط في المحافل الدولية.