وكالات - النجاح الإخباري - حذّر الفريق الإنساني الأممي والدولي في الأرض الفلسطينية المحتلة، اليوم الخميس، من أن نظام التوزيع العسكري الجديد الذي يحاول الاحتلال فرضه في قطاع غزة لا يلبي احتياجات السكان، ولا يصون كرامتهم، بل يعرضهم للخطر، ويتعارض مع المبادئ الأساسية للعمل الإنساني.

ودعا الفريق، في بيان صحفي، سلطات الاحتلال إلى معاملة المدنيين بإنسانية واحترام كرامتهم الأصيلة، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، والامتناع عن النقل القسري للسكان.

وقال الفريق: "نحن بحاجة إلى تدفق منتظم وواسع النطاق للمساعدات عبر معابر متعددة، وصولاً مباشراً إلى المجتمعات كما كان يحدث سابقاً، وبحاجة إلى وصول دون عوائق، وتمكين كافة الشركاء الإنسانيين، بما فيهم الأونروا، من توفير الإمدادات والخدمات على حد سواء، إذ إن الإمدادات وحدها لا ترقى إلى استجابة إنسانية فعالة دون ضمان استمرارية تقديم الخدمات في مختلف أنحاء غزة".

قتلى وجرحى خلال اقتحام مستودع مساعدات

وشهد القطاع يوم أمس حادثًا داميًا، بعد أن اقتحمت حشود من المواطنين مستودعًا تابعًا للأمم المتحدة وسط نقص حاد في المساعدات، ما أسفر عن استشهاد شخصين وإصابة آخرين، وفق ما أعلن برنامج الأغذية العالمي، الذي جدد مطالبته بزيادة الإمدادات الغذائية فورًا لطمأنة الناس بأنهم "لن يموتوا جوعًا".

تحذير أممي من شرعنة سياسة التجويع

وأكّد رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية، جوناثان ويتال، أن المخطط الإسرائيلي الجديد القائم على "نقاط توزيع آمنة" يخضع لرقابة أمنية مشددة، ويضفي شرعية على سياسة الحرمان المتعمد، مشددًا على أن الأمم المتحدة رفضت المشاركة فيه لأنه غير عملي لوجستيًا، وينتهك المبادئ الإنسانية.

وأعلنت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية الأخرى رفضها القاطع للتعامل مع ما يسمى بـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، التي تحاول إسرائيل تسويقها كقناة بديلة لتوزيع المساعدات، عبر شركات أمنية خاصة، دون إشراف فعلي محايد.

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن "المؤسسة لا تحترم مبادئ العمل الإنساني"، مؤكدًا أن الأمم المتحدة ستواصل بذل كل جهد ممكن لتسلم وتوزيع المساعدات من معبر كرم أبو سالم، بما يحفظ كرامة الناس وحياتهم.

الغارات مستمرة والمجاعة تقترب

ميدانيًا، واصلت قوات الاحتلال غاراتها العنيفة على قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد 30 مواطنًا على الأقل، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، في ظل تحذيرات متصاعدة من خطر مجاعة وشيكة تهدد حياة أكثر من مليوني فلسطيني محاصرين في ظروف كارثية.

وفي سياق متصل، قالت مبعوثة الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط، سيغريد كاغ، أمام مجلس الأمن، إن المساعدات التي سمحت بها إسرائيل حتى الآن لا تفي بمتطلبات الحد الأدنى، ووصفت الوضع بـ"قارب نجاة بعد غرق سفينة".

دعوات دولية متزايدة لمحاسبة الاحتلال

وفي وقت تتعرض فيه إسرائيل لضغوط دولية متزايدة بسبب تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة، أعلنت دول عدة منها فرنسا، ألمانيا، بريطانيا، وكندا أنها قد تتخذ خطوات إذا لم تتوقف الحملة العسكرية. ووصفت إيطاليا الهجوم الإسرائيلي بأنه "أصبح غير مقبول"، في مؤشر على تصاعد الغضب الدولي من سياسة العقاب الجماعي والحصار التي تنتهجها دولة الاحتلال.