وكالات - النجاح الإخباري - في زيارة وصفت بالمؤثرة واللافتة، ظهر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، يوم الأربعاء، في زيارة لعدد من الجرحى الفلسطينيين الذين نُقلوا من قطاع غزة لتلقي العلاج في المستشفيات المصرية، وذلك على هامش مشاركة ماكرون في "قمة دعم غزة" التي عُقدت في العاصمة الإدارية الجديدة.
الصورة تتحدث
في زيارته للمرضى والجرحى الغزيين في مصر ماكرون رفقة الرئيس السيسي وقف أمام الحقيقة تكلمت جروح الغزيين فأوصلت صراخ اغزة وأهلها المكلومين.
"أنا مش هشرحلك... أنا هعيّشك الواقع"—بهذه العبارة اختار بعض المعلقين وصف المشهد الذي أراد من خلاله الرئيس السيسي إرسال رسالة سياسية بلغة إنسانية. فالصورة التي خرجت من المستشفى بدت كأنها أبلغ من أي مؤتمر صحفي، واعتبرها مراقبون محاولة لاستخدام مشاهد إنسانية للضغط الناعم على المجتمع الدولي.
وأظهرت مقاطع فيديو وصور الزيارة، التي تم تداولها على نطاق واسع، لحظات التفاعل الإنساني بين الرئيسين والمصابين، في رسالة بدت أقرب إلى استخدام "الإنسانية" كأداة ضغط ناعمة على المجتمع الدولي، وسط استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
ذكاء ناعم ورسائل غير مباشرة:
هذه الزيارة وصفها مراقبون بأنها تحمل أبعادًا سياسية واضحة، حيث تسعى مصر إلى تعزيز موقعها كطرف فاعل في دعم القضية الفلسطينية، ليس فقط على المستوى السياسي والدبلوماسي، بل من خلال مشاهد إنسانية تُعيد تسليط الضوء على معاناة المدنيين في غزة، وتؤثر في الرأي العام الغربي.
وكان السيسي قد أكد في كلمته خلال القمة أن "الدعم الإنساني للفلسطينيين في غزة هو مسؤولية أخلاقية قبل أن يكون واجبًا سياسيًا"، داعيًا إلى "تحرك دولي عاجل لوقف إطلاق النار وتوفير ممرات آمنة لإدخال المساعدات".
صورة أقوى من ألف تصريح
الزيارة التي وصفت بأنها "صورة أقوى من ألف تصريح"، أعادت التأكيد على الموقف المصري الثابت من ضرورة إنهاء معاناة المدنيين في غزة، والعمل على تفعيل دور المجتمع الدولي في وضع حد للانتهاكات المستمرة بحقهم.
وعبر المرضى والجرحى المتواجدين في المستشفيات المصرية في العريش عن أمنياتهم في الشفاء وإصرارهم على العودة إلى أرضهم وبيوتهم حتى لو كانت مدمرة، وإلى تراب وطنهم حتى لو موتى.
وفي لحظة إنسانية قوية، عبّر الطفل الفلسطيني معاذ عن حلمه في العودة إلى غزة وإعادة إعمارها، بكلمات حملت أملًا وتحديًا يتجاوز عمره. لم تكن كلماته مجرد تعبير عن الطموح، بل تمثلت في صوت أجيال فلسطينية تسعى لاستعادة وطنها.
رد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كان ذو طابع إنساني عميق، حيث قال: "لا تنسانا من دعائك… أنا بفكرك"، مما يعكس الدعم المستمر من مصر لقضية فلسطين. كلمات السيسي تجاوزت البروتوكولات الدبلوماسية لتظهر تفاعلًا شخصيًا مع معاناة الشعب الفلسطيني.
الفيديو لم يكن مجرد مشهد عابر، بل لحظة رمزية تبرز التحديات الفلسطينية، وتحمل رسالة أمل وإرادة للبناء في ظل الصعوبات الراهنة.
ردود الفعل:
الفيديو المتداول لاقى صدى واسعًا على مواقع التواصل، حيث أشار العديد من المستخدمين إلى رمزية المشهد وتوقيته، متسائلين: ألا يكفي ما رآه العالم من مشاهد مأساوية لتغير المواقف الدولية؟