النجاح الإخباري - في ظل معاداة اسرائيل المتواصلة لحركات المقاطعة الدولية، برزت في الخارج جهة تهدد الحركات المساندة للشعب الفلسطيني.

 هذا و تتعرض منذ أسابيع مجموعة من الناشطين في عدد من المنظمات الفرنسية المساندة للقضية الفلسطينية والداعمة للحركة العالمية لمقاطعة إسرائيل "بي دي أس" لحملة من التهديدات -بينها التصفية الجسدية والاغتصاب- من منظمة مجهولة تدعى "الكتيبة اليهودية".

وكانت جمعية التضامن الفرنسية الفلسطينية -وهي من كبرى المنظمات الفرنسية التي تدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني- قد تلقت سيلا من التهديدات لعدة أيام متواصلة شمل نحو خمسين فردا من أعضائها.

وقال رئيس الجمعية توفيق تهاني:  إنه تلقى عشرات الاتصالات من أشخاص مجهولين هددوه فيها بالقتل والنيل من أفراد عائلته إذا لم يضع حدا لأنشطة المنظمة التي يرأسها والداعمة لمقاطعة إسرائيل.

وأوضح أن هذه "الجهة" التي تطلق على نفسها "الكتيبة اليهودية" عمدت إلى نشر معلومات شخصية عنه في وسائل التواصل الاجتماعي مثل عنوان المنزل ورقم الهاتف والبريد الإلكتروني.
وأشار رئيس الجمعية -التي لها عدة فروع في مختلف المدن الفرنسية- إلى أن عددا من زملائه تقدموا بنحو ثلاثين شكوى، ورغم ذلك "ترفض السلطات الفرنسية فتح تحقيق لمعرفة الجهات المتورطة في هذه التهديدات الخطيرة".

واتهم الحكومة الفرنسية بممارسة "سياسية الكيل بمكيالين"، وبغض الطرف عن المنظمات الصهيونية التي تنشط في فرنسا وتدافع عن الاحتلال الإسرائيلي.
وتعرض عدة مثقفين فرنسيين لنفس التهديدات، أبرزهم المؤرخ والكاتب اليهودي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط دومينيك فيدال الذي قال إنه تعرض لسيل من الشتائم والتهديدات من طرف هذه المنظمة المتطرفة التي وصفته بأنه يساري معاد لليهود رغم كونه يهوديا.

وعن الجهة التي تقف وراء "الكتيبة اليهودية" أوضح دومينيك فيدال أن هذه الحركة تتبع للحركات اليهودية والصهيونية المتطرفة مثل حركة الدفاع اليهودي، وحركة بيتار الصهيونية، وتهدف كلها لترويع وتخويف كل من ينتقد إسرائيل أو يدعو إلى مقاطعتها.

كما انتقد المؤرخ اليهودي بشدة ما وصفه بـ"الصمت المعيب" لـمجلس ممثلي الديانة اليهودية في فرنسا الذي "لم يدن هذه التهديدات رغم أنها ارتكبت باسم اليهود واليهودية".

وأوضح الكاتب الفرنسي أنه "من المؤكد أن حكومة نتنياهو على علم بأفعال هذه الحركة، بل وتتحرك بإيعاز منها، وأكبر دليل على ذلك هو أن هذه المنظمة تعترف بأنها هي من يسلم إسرائيل أسماء الفرنسيين الناشطين في حركة "بي دي أس".