وكالات - النجاح الإخباري - يُعتبر فصل الصيف من أكثر فصول السنة تحدّياً للحصول على التغذية الملائمة والصحيحة للجسم، وتحقيق الوزن المثالي، والتمتّع بالصحة الجيدة، وبالتالي لا بُدَّ من معرفة كيفية الوقاية من الأمراض لضمان الحفاظ على صحة جيدة ووزن سليم. فكيف يحصل ذلك؟ وما هو الغذاء المناسب أثناء الصيف؟
حول ما سبق، التقت «اللواء أخصائية التغذية العلاجية سارة شقير، التي عرضت لنا بعض القواعد والنصائح الغذائية التي يجب اتباعها أثناء فصل الصيف.
غنى إسماعيل
لا تهمل وجبة الفطور
تؤكد اﻷخصائية شقير أنّ «أفضل وسيلة كي نبدأ يومنا بنشاط وحيوية هي أنْ نتناول فطوراً صحيّاً يحتوي على مصادر البروتينات مثل البيض والحليب والأجبان والألبان قليلة الدسم التي تقلّل من الشعور بالجوع الشديد خلال النهار، بالإضافة الى تناول الأطعمة الغنية بالنشويات كالخبز الأسمر والتوست الأسمر ورقائق الشوفان التي تعطي الطاقة والحيوية للجسم، والخضار المنوّعة المفيدة لصحة القلب ومشاكل الجهاز الهضمي». كما تشير شقير إلى وجوب اﻹكثار من تناول الفاكهة الموسمية الصيفية الغنية بالفيتامينات والمعادن مثل البطيخ، العنب، الأناناس، الشمام، الكيوي، المانغو، الخوخ، والجوافة، وغيرها من الفاكهة التي تساعد الجسم على البقاء رطبا ونشيطا طوال اليوم. كما أنّها تحمي من الجفاف الناتج عن التعرّق الشديد أثناء الصيف.
لا تهمل شرب السوائل
وتنصح شقير بشرب الماء، الذي يساعد في الحفاظ على صحة البشرة، وتعزيز وظائف الكلى، وتحسين الدورة الدموية، تنقية الجسم من السموم، وخسارة الوزن بشكل أسرع. مع الحرص على شرب 8 أكواب يوميا على الأقل.
وعن البوظة توضّح أخصائية التغذية عن أنّ «كثيرين قد يعجزون عن مقاومة رغبتهم في تذوّق البوظة بنكهاتها الشهية، خصوصا في أيام الصيف الحارّة، لذلك يجب اللجوء إلى تناول البوظة المخصّصة للحمية التي غالبا تكون أقل بالدهون بنسبة 50% وأقل بـ 33% من السعرات الحرارية».
وتلفت شقير إلى أنّ «الصيف يُعتبر من أفضل الفصول التي تمنح إمكانيات طبيعية للإنسان لممارسة الرياضة، فالرياضة أفضل وسيلة للحفاظ على الوزن ودعم صحة القلب ووظائف الجسم، لذلك يُنصح بممارسة أي نوع من الرياضة المفيدة مثل المشى أو الركض أو السباحة أو كرة القدم أو التنس لمدة نصف ساعة يوميا».
وفي السياق، تشدّد شقير على أنّ «حالات التسمّم الغذائي في الصيف تزداد أكثر من غيره بسبب فساد العديد من الأطعمة عند ارتفاع درجات الحرارة، وتلوّث الغذاء بالميكروبات المنتشرة في الجو الحار، لذلك عليك التأكّد من أنّ اللحوم والدجاج التي تتناولها طازجة، والاهتمام بنظافة الخضروات والفاكهة وغسلها جيدا، وغسل اليدين قبل إعداد الطعام واستخدامه»
حافظوا على أوزانكم في العطل
وعن المحافظة على الوزن تلفت شقير إلى أنّه «عند التخطيط لتناول الطعام خارج المنزل قم باختيار الأطعمة المشوية من لحوم ودجاج وأسماك، وأَكثِر من كمية السلطة مثل التبولة والفتّوش (مع خبز محمص وليس مقلياً) أو تناول الشوربات الخفيفة، وقلّل قدر الإمكان من المقبّلات المقليّة كفطائر اللحم/ الجبنة/ السبانخ أو الكبّة، واستبدل البطاطس المقلية بالأرز المفلفل على البخار، وتجنّب الحلويات العربية الدسمة واستعض عنها بالفاكهة الطازجة.
كما تتم المحافظة على الوزن عبر تناول الطعام في وجبات مقسّمة خلال اليوم، وليس الاكتفاء بتناول وجبة واحدة كبيرة فقط، ولكن يُنصح بتناول وجبات خفيفة صحية تحتوي على الفاكهة، الخضروات، المكسرات النيئة وكذلك المثلجات التي لا تحتوي على السكر».
وعن تنظيم المفكّرة الغذائية تنصح شقير بالاحتفاظ بدفتر يومي لتدوين ما تتناوله من أطعمة ومشروبات طوال اليوم والليل، مع ذكر الوقت ومكان الأكل، إضافة إلى المشاعر والحوافز المحيطة به، فهذه الطريقة تساعد على الانتباه لكمية السعرات الحرارية المتناولة وعدم فقدان السيطرة على زيادة الوزن»، وتشير اﻷخصائية إلى أهمية النوم خلال فصل الصيف مشدّدة على «تناول قسط من النوم الكافي يساعد على تقليل الشهية للأكل، القضاء على التوتّر، تعزيز وظائف الدماغ، والمحافظة على وزن سليم». أما عن السلطات وحسب اﻷخصائية شقير «فهي تحتوي على نسب مرتفعة من المعادن والأملاح والألياف، التي تؤثّر بشكل إيجابي على الصحة العامة للإنسان فتحمي وظائف المعدة، تخفّض الوزن، تسيطر على الشهية المفتوحة، تزيد نسبة المناعة، وتخفّض الكولسترول الضار في الدم»
وتنصح الأخصائية شقير ختاماً بـ «التخفيف قدر الإمكان من استهلاك ملح الطعام لمنع احتباس الماء بالجسم. ويمكن استبدال ملح الطعام بالأعشاب المجفّفة والتوابل كالقرفة، والزنجبيل، والثوم، والقرنفل، والبقدونس والخل والحامض وغيرها».
علم النفس العيادي
والعطلة الصيفية حسب علي اﻷطرش اﻷخصائي في علم النفس العيادي: «ليست مجرّد مساحة من الوقت يقضيها أفراد العائلة في السعي للحصول على المتعة والاستجمام فحسب، إنّما هي أبعد من ذلك من حيث اﻹفادة النفسية والمعرفية واﻹجتماعية. خاصة العطلة الصيفية بالنسبة للأطفال الذين عملوا بجهد خلال العام الدراسي، إذ إنّ العطلة الصيفية هي فرصة للاسترخاء والهروب الى حد ما من التنظيم والضوابط المدرسية والقوانين». وإذ يلفت اﻷطرش في لقائه مع «اللواء» إلى أنّ «الخطط التي يرسمها اﻷهل تختلف من عائلة الى أخرى، فمنهم من يخطّط للسفر خارج البلاد لقضاء العطلة الصيفية ومنهم من يُقيم بالجبل الى جانب العديد من اﻷنشطة وهناك عائلات ليست معنية ببرنامج او خطة لقضاء العطلة الصيفية، وسواء خطّطت العائلة ﻹجازة الصيف أو لم تخطّط هناك أمور يجب الانتباه إليها في عطلة اﻷطفال على المستوى النفسي والمعرفي اﻹجتماعي والعلائقي».
ظواهر مجتمعية
وعن الظواهر التي تواجه اﻷهل يجيب اﻷطرش: «من أهم الظواهر التي تواجه اﻷهل هي استعمال الـIpad، فاستعمال الإنترنت تزداد وتيرته خلال فصل الصيف ما يؤدّي إلى اﻹفراط في استخدامه، ليؤثّر بدوره على القدرات المعرفية عند الطفل كالذاكرة والنسيان والتركيز وضعف القدرة على التعليل و العزلة اﻹجتماعة. من هنا ضرورة الانتباه إلى هذا اﻷمر وابتداع الطرق المبتكرة لجعل الطفل أكثر واقعية من حيث علاقته بأسرته ومحيطه، إذ على اﻷهل بذل الجهود ﻹيجاد عالم للطفل خارج هذا العالم الافتراضي، وذلك عبر أساليب غير قمعية ومفيدة كالرحلات الاستكشافية التي يمكن القيام بها، والتي تقدّم للطفل التسلية والمتعة وحب اﻹستكشاف، وعلى اﻷهل أن يشرحوا للطفل ان هذا النشاط هو مكافأة له عند نهاية العام الدراسي». ويؤكد اﻷطرش أنّ اﻷنشطة الخارجية مهمة جداً خاصة في ظروفنا غير المتماسكة التي تتطلّب تحريك العضلات، فهذه اﻷنشطة تنمّي الثقة بالنفس وصورة الذات عند الطفل، كما علينا ألا ننسى أنّ الاجتماعات القصيرة وغير المملّة التي يمارسها اﻷهل للحديث عن مواضيع مختلفة مع الطفل مهمة جداً، كونها تعمل على إعلاء الحس النقدي والحوار والنقاش عند الطفل. ويشدّد اﻷطرش على «أهمية الانتباه عند ترك الأطفال اثناء نشاط معيّن أو رحلة معيّنة، إذ علينا معرفة المكان جيداً ومن يرتاده واﻷشخاص الذين يهتمون بأولادهم تجنّبا للكثير من المشاكل أهمها التحرش الجنسي، لأن العطلة الصيفية هي وقت الاسترخاء لكن ليس تماماً، فالطفل (الصغير والطفولة المتأخّرة) عليه ألا يهمل البنى التحتية لديه، فالفروض الصيفية والقصص واﻷلعاب الفكرية هي خير معين للوقوف على استعداد تام للموسم الدراسي التالي».