النجاح الإخباري - نتطلع جميعاً إلى الخروج من دائرة الروتين، بحثاً عن متنفس يعيد شحن طاقاتنا من جديد، ويفضل الكثير منا المضي نحو الفن للاستمتاع بحرارة الألوان والموسيقى التي يمكنها أن تكسب النفس طاقة جديدة ملآى بالإيجابية، وما بين حرارة الألوان والفن يقع مرسم الفنان العالمي محمود بدارنة في البلدة القديمة في سخنين، بجانب المتحف التراثي، ليتيح للزوار الفرصة بالاستمتاع بحرارة الفن وايقاعات الريشة وتناغم الألوان، والأجواء التراثية بكل ما فيها من قصص إنسانية.

وكما تزينت ساحات وأزقة البلدة القديمة بفسيفساء الطوب، فقد تزينت جدران مرسم محمود بدارنة باللوحات الفنية، وبمنحوتات صاغتها ريشة مجموعة من الفنانين المتميزين، الذين صاغوا خيالاتهم في تلك الصور واللوحات الناطقة ومنها ما هو مستوحى من قصص الآباء والأجداد، لتتحول هذه اللوحات إلى أيقونة طبيعية، حيث اجتهد الفنانون في ممارسة شغفهم بالرسم، ليؤكدوا اهتمامهم بالارتقاء بالمشهد الفني المجتمعي لسخنين والمجتمع العربي، وأهميته في الحياة اليومية عبر تحدي المألوف في بيئات الفن، ليقدموا أروع الإبداعات.

الفنانة سلوى عثمان، من كابول والتي تدرس الفنون تحت إشراف الفنان محمود بدارنة تقول، بدأت مسيرتي في الرسم والفن في إحدى كليات سخنين، تعلمت سنتين مع حصولي شهادة مرشد مؤهل وأكملت مع الفنان محمود بدارنة منذ عدة اشهر، فبدأت برسم المناظر الطبيعية والتي أشعر أنها قريبة إلى قلبي وتعلمت كيفية قياس الأطوال ومزج الألوان، وأنا أعتبر أن انطلاقتي بالرسم كانت من هنا حيث مرسم الفنان محمود بدارنة بالرغم أني تعلمت سنتين في الكلية، كون انني تعلمت منه أساسيات الفن على ارض الواقع وبشكل عملي وملامسة لذلك الواقع، واعتبر ان للفنان بدارنة فضل كبير علي وأراه بمثابة كلية بحد ذاتها.

وأضافت الفنانة سلوى عثمان، "أول معرض شاركت به بشكل رسمي كان جيرة وجيران في مدينة سخنين، ومن ثم انتقل المعرض إلى عدد من البلدان ومنها أم الفحم وكرمئيل، والمعرض الثاني الذي شاركت به كان  "أمنا الأرض" في سخنين، وأعتبرها تجربة رائعة ومميزة ولكني ما زلت في أول الطريق، وما دام الانسان يعيش ويتجول فإنه يتعلم من تجارب الآخرين، ولكني أحمد الله أني وضعت أول خطوة في الطريق الصحيح نحو هدف كنت أسمو اليه".